كشف مصدر رفيع في أمانة مجلس الوزراء لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، أن لقاءات مكوكية يجريها قائد فيلق القدس الإيراني والمسؤول عن ملف العراق، قاسم سليماني، في بغداد والنجف وكربلاء، منذ الأول من أمس، مع قيادات بارزة في التحالف الوطني الشيعي، ومراجع دينية في كربلاء والنجف، تهدف الى منع تصدع البيت الشيعي، وانهيار التحالف، قبل نحو شهر واحد من الانتخابات البرلمانية.
وذكر المصدر، أن سليماني، يجتمع الليلة بزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، بعد لقاءات جرت خلال اليومين الماضيين برئيس المجلس الإسلامي الأعلى عمار الحكيم، ورئيس الوزراء، نوري المالكي، وتركزت على أهمية حل الخلافات فيما بينهم. كما عقد، سليماني، اجتماعاً مع المرجع، اليعقوبي، المرشد الروحي لحزب "الفضيلة" الإسلامي.
وأوضح المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن زيارة، سليماني، تأتي بعد مؤشرات جدية حول عمل عدد من أطراف التحالف الشيعي من أجل الخروج بكتلة جديدة بعيداً عن أي تحالف مع حزب "الدعوة" الذي يترأسه المالكي، مشيراً إلى أن سليماني، سيقنع الحكيم والصدر على حل الخلافات مع المالكي، والدخول في الانتخابات بكتلة واحدة منعاً لتشتت الأصوات.
وأكد المصدر نفسه أن، سليماني، لم يتناول دعم، المالكي، لولاية ثالثة، بسبب ما وجده من تشنج في مواقف قادة التحالف، وسيكون الحديث، هو الدخول بكتلة واحدة متحدة. وتابع: إن الزيارة ستشمل لقاءات مع قادة سنة في البرلمان والحكومة لتقديم مبادرة حل الأزمة في الأنبار سياسياً خشية من أن يمتد النزاع إلى بغداد ومحافظات أخرى. ولفت إلى أنه يتوقع أن يغادر سليماني، العراق يوم السبت. وعزا عدم الإعلان عن الزيارة بشكل رسمي لحساسية المهمة.
من جهته، قال المحلل السياسي العراقي، مازن الخالدي، لـ"العربي الجديد": إن الزيارة المتوقعة من، سليماني، تأتي بعد الإعلان عن حرب باردة تحدث لأول مرة بين أطراف التحالف الشيعي بشكل يهدد احتفاظ الشيعة بمنصب رئيس الوزراء، بعد بروز تكتلات علمانية ووطنية غير إسلامية، وميل بعض الكتل الشيعي للتحالف معها، وهو ما يمثل تهديداً لسياسة إيران في العراق.
ورجح أن يتناول، سليماني، مسألة قطع الطريق الرئيس بين العراق وسوريا من مسلحي العشائر وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، ووقف قناة المساعدات الجافة الى نظامن بشار الأسد، عبر العراق، والذي تعتبره إيران حيوياً لها.
كما أكد عضو مجلس محافظة النجف، حسين الموسوي، وجود، سليماني، في بغداد، مشيراً الى أنه زار النجف ساعات عدة رفقة السفير الإيراني لدى بغدادن حسن دانائي، قبل عودتهما سوياً إلى بغداد.
وأوضح، الموسوي، في حديث لـ"العربي الجديد" "هناك تحرك إيراني كبير يتزامن وجمود سياسي أميركي تجاه ملف الأزمة السياسية الحالية"، مضيفا "نحن نرحب بأية وساطة لحل أزمة العراق الحالية، لكن نأمل ان لا تكون وصاية من أحد". وأكد أن حرص إيران على حل الأزمة نابع من خوفها على مصالحها في العراق، والحرص على وصول شخصية تتناسب وتطلعاتها، خاصة وأن الحكومة الحالية سمحت بمزاولة الشركات والمؤسسات الإيرانية أنشطتها خلاف قرارات مجلس الأمن الدولي والعقوبات الدولية المفروضة عليها.
بدوره، اعتبر زعيم عشائر الانبار، ورئيس المجلس العسكري لثوار الأنبار الشيخ، علي الحاتم، زيارة، سليماني، بالاعتيادية، وقال لـ"العربي الجديد" "لا أدري لم كل هذا الاهتمام بزيارة، سليماني، خاصة وأنه لم يترك العراق في حاله منذ الغزو الأميركي وحتى الآن". وأضاف "نحن نرى أن الزيارة تأتي استكمالاً لدور سلبي تقوم به إيران في العراق منذ 11 عاماً، ويسعى اليوم لمصادرة أصوات الناخبين وإرادتهم من خلال الضغط على قادة الأحزاب لإعادة انتخاب، المالكي، أو إنتاج، مالكي، جديد بنسخة معدلة"، مهدداً من أن فتح طريق الانبار أمام المساعدات الإيرانية الى نظام، الأسد، سيكون مستحيلاً حتى لو تطلب قادسية ثالثة مع إيران.