وأوضح المسؤول الطبي في مستشفى عربين الجراحي، الطبيب عصام أبو كنان، في تصريحات لـ"العربي الجديد" أن "من بين الجرحى 15 طفلاً و20 امرأة، غص بهم المسشفى". ولفت إلى "وجود 7 حالات مهددة حياتهم، بسبب خطورة إصاباتهم".
وأشار إلى "تحويل بعض الإصابات إلى النقاط الطبية في الغوطة الشرقية، في حين توافد للمستشفى عدد من الأطباء تلبية لندائنا". وأوضح أن "مستشفى عربين، يُمكنه استيعاب 60 حالة في الوقت الواحد، وثلاث عمليات جراحة عامة وعملية عصبية وأخرى عظمية".
وبحسب أبو كنان، فإن "معظم حالات الجرحى خطرة، وبسبب نقص الإمكانات، تعاملنا معها على مبدأ تبريد بعض الإصابات والعمل حسب الأولوية وشدة الإصابة وخطورتها، منها إصابات عصبية في الرأس، وعظمية (بتر أطراف)، وإصابات بالبطن". وأشار إلى أنه "تمّ إنجاز 10 عمليات فتح بطن، وعمليتي جراحة عصبية، و25 جراحة عظمية، لغاية منتصف الليل".
وحول أهم الاحتياجات الطبية، أوضح أبو كنان، أنها تشمل "المضادات الحيوية والسيرومات وأكياس الدم، العدد الجراحية، أجهزة تصوير أشعة".
ويلفت إلى انه "بهدف سدّ الحاجة للدم، يجري توجيه نداء من المآذن للأهالي، للتبرع لجميع الزمر، وتوضع وحدات الدم في أكياس سيرومات فارغة، لعدم توفر أكياس الدم النظامية". مؤكداً أن "هذا الإجراء اضطراري وغير صحي أبداً".
وكشف أبو كنان، أن "عجز مستشفى عربين بلغ 75 ألف دولار، ويسعى الجميع جاهداً إلى سدّه من خلال التواصل مع المنظمات الانسانية، وأهالي المدينة المغتربين".
وعن دعم وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة والائتلاف، أكد أنهما "لا يتجاوبان مع المطالب المتكررة لتمويل الاحتياجات الطبية". وأضاف "نوجّه كلمة للحكومة المؤقتة التي تتكلم باسمنا، نحن السوريين المحاصرين في الغوطة الشرقية، أنتم تعملون لتغطية كل ما تحتاج إليه مناطق الشمال، متناسين غوطتي دمشق الشرقية والغربية، وكأنه لا يوجد أكثر من مليوني شخص محاصرين، مهددين بالمجازر المتواصلة، وبالكثير من الأوبئة، اتقوا الله فينا".
وكانت المدينة قد تعرّضت أول أيام عيد الأضحى، لغارات جوية عدة، أدت إلى مقتل 7 مدنيين بينهم ثلاثة اطفال وسيدة، وجرح نحو سبعين آخرين، معظمهم من المدنيين.
وتشير احصائيات مستشفى عربين خلال الأشهر الثلاثة الماضية إلى استقباله لنحو 10 آلاف حالة، وإجرائه 500 عملية جراحية، واستقباله 120 قتيلاً.
ويعتقد ناشط من مدينة عربين، رفض الكشف عن اسمه، بأن "النظام ينتقم من الأهالي والمدنيين، كي يثير نقمتهم على الفصائل المسلحة، ويدفعهم للمطالبة برحيلهم عن المدينة، وذلك بعد تحرير عربين من قبل مقاتلي المعارضة، والسيطرة على عدة مواقع هامة في محيط إدارة المركبات، وأبنية عدة قرب مبنى المخابرات الجوية، على الطريق بين حرستا وعربين، وذلك مطلع الشهر الحالي".