سورية.. التزام كبير بالإجراءات الوقائية من كورونا في السويداء

تبدو مدينة السويداء جنوبي سورية شبه خالية، تجاوباً مع الإجراءات الوقائية الخاصة بمنع انتشار فيروس كورونا الجديد، فالمحال التجارية مغلقة وباصات النقل الجماعي متوقفة، في وقت يبدو أن الأهالي يلتزمون بالحجر الصحي الذاتي في النهار، وحظر التجول في المساء.

أغلق ماهر الحلبي، محله التجاري في السويداء، منذ بداية الأسبوع الفائت، التزاماً منه بالقرارات الرسمية الخاصة بإغلاق الأسواق، باستثناء محال بيع المواد الغذائية والصيدليات، ويقول الحلبي لـ"العربي الجديد"، "مع انتشار الفيروس في لبنان خاصة والدول المجاورة، أصبح يشعر المجتمع في السويداء بالقلق، فكثير من الشباب والعائلات تتنقل بين لبنان والسويداء، منهم بطرق شرعية، وآخرين بطرق غير شرعية، وأعتقد أن السوق أكثر المناطق، التي قد تساهم بانتشار العدوى في حال وجود إصابات، لذلك التزمنا بإغلاق المحال".

بالمقابل لم يخف قلقه من أن تطول مدة هذه الإجراءات، في ظل سوء الأوضاع الاقتصادية لغالبية الناس "لدي ثلاثة موظفين هذا الشهر دفعت لهم أجورهم، وإذا استمر الوضع على حاله سأعطيهم الشهر المقبل نصف راتب، لكن لا أعلم ماذا سنفعل إذا استمر الوضع أكثر".

ولم تتوقف الإجراءات التي التزم بها أهالي السويداء على إغلاق المحال التجارية وتوقف وسائل النقل الجماعية، بل طاولت سير حياتهم اليومية، فإسماعيل حرفوش، لم يزر أحداً أو يستقبل أي ضيف منذ نحو 10 أيام، وأضاف حرفوش لـ"العربي الجديد" عن التغييرات التي طرأت على نمط الحياة "تغيرت حياتنا اليومية بالكامل، أصبح لدينا جولة تعقيم يومية، تبدأ من باب المنزل حيث وضعنا قطعة قماش مبللة بمادة الكلور، وزوجتي تعقم مقابض الأبواب والمرحاض".

وتابع "حتى أننا أصبحنا نغسل الخضار بالماء والصابون فور جلبها، ونعقم عبوات المواد الغذائية بالكحول قبل أن نضعها في الأماكن المخصصة لها، ونتخلص من أكياس النايلون التي نجلب حاجاتنا بها".

التزام كبير بحظر التجول في السويداء

كما شهدت السويداء خلال الأيام الأخيرة العديد من المبادرات الأهلية، منها توزيع كميات من الخبز بشكل مجاني، وتوزيع مواد التنظيف والمعقمات، كما أعلن مركز التكافل الاجتماعي، التابع لدار طائفة المسلمين الموحدين الدروز، عن استقبال المساعدات العينية والمادية ليتم توزيعها على العائلات المحتاجة خلال فترة الحجر الصحي، كما أطلق العديد من الناشطين على صفحات التواصل الاجتماعي، مبادرات منها من يعمل على نشر محتوى توعوي، وأخرى لرصد العائلات المحتاجة وتأمين سلال غذائية لها، بحسب مراسل "العربي الجديد".

من جهتها، أصدرت دار طائفة المسلمين الموحدين الدروز في سورية، يوم أمس الخميس، توجيهاً من قبل مشيخة العقل بخصوص الوقاية من فيروس كورونا الجديد، اطلع عليه "العربي الجديد"، طالب الأهالي بـ"منع التجمعات واللقاءات الموسعة، وإيقاف مراسم الأفراح والزواج وتأجيلها إلى ما بعد انتهاء الأزمة، واختصار العزاء على أهل الفقيد والاكتفاء بصلاة الجنازة دون إقامة عزاء، إضافة إلى الالتزام بتوجيهات وزارة الصحة والبقاء في المنزل"، معتبرة أن "الالتزام بالقرارات والتوجيهات الدينية والرسمية واجب ديني واجتماعي، يساعد على تخفيف انتشار المرض والوقاية منه".  

يشار إلى أن مشيخة العقل سبق أن أصدرت توجيهاً، بداية الأسبوع الفائت، دعت فيه إلى اختصار النعوات ومراسم العزاء، وعدم المصافحة والتقبيل والالتزام بإجراءات التعقيم والوقاية، وإيقاف الزيارات السنوية للمقامات الدينية حتى إشعار آخر، والاكتفاء بالقيام بالواجبات الدينية في المنزل حتى انتهاء موجة الوباء.

وأفادت مصادر مطلعة من المشفى الوطني في السويداء، والذي خصص للعلاج في حال وجود إصابات بكورونا، طلبت عدم الكشف عن هويتها لأسباب خاصة، في حديث مع "العربي الجديد" أنه "إلى اليوم لم تسجل في السويداء أي إصابة بفيروس كورونا".

يذكر أن وزارة الصحة السورية التابعة للنظام، أعلنت في آخر إحصائية رسمية عن وجود خمس حالات مصابة بفيروس كورونا، مطالبة المواطنين بالبقاء في المنازل لكسر حلقة العدوى، وهو الإجراء الأهم للتصدي للفيروس، بحسب قولها.