تراجع سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار والعملات الرئيسية، اليوم الإثنين، بأكثر من ثلاثين ليرة عن آخر هبوط شهدته العملة السورية، بعد انسحاب القوات الروسية الأسبوع الفائت، ليبلغ سعر صرف الدولار بدمشق 490 ليرة ويرتفع بريفي حلب وإدلب شمالي سورية، لنحو 495 ليرة.
وارتفع بالمقابل سعر الذهب، مواصلاً صعوده القياسي، منذ نحو أسبوعين، ليقفز سعر غرام الذهب عيار 21 بمقدار 500 ليرة مرتفعاً إلى أعلى مستواه في تاريخ سورية مسجلاً 17300 ليرة بدعم من ارتفاع سعر الصرف في السوق المحلية، ومتأثراً بعامل الخوف الذي يسيطر على السوريين.
وتوقع محللون سوريون استمرار تهاوي سعر صرف الليرة السورية الذي لم يزد عن 50 ليرة للدولار مطلع الثورة عام 2011، على الرغم من تدخلات المصرف المركزي الأسبوع الفائت، أو التي أعلن عن سريانها غداً الثلاثاء.
ويقول المحلل الاقتصادي محمود حسين: تأثرت السوق النقدية السورية بمجريات مؤتمر جنيف التي تدلل على غلبة المعارضة واقتراب رحيل نظام بشار الأسد، وهذا العامل النفسي لا يقل عن الأسباب الاقتصادية الماثلة، منذ أعوام، والتي أفقدت الليرة السورية كل عوامل القوة وثقة السوريين بها.
وحول أسباب تهاوي الليرة بشكل كبير اليوم، أضاف حسين لـ"العربي الجديد" أن عامل دخول تجار العملة إلى السوق مستغلين فارق الأسعار بين سعر الدولار الرسمي ودولار تمويل التجارة البالغ 406 ليرات، أرهق سلطات الأسد وجعل تدخلاتها الأسبوعية عبر ضخ 25 مليون دولار، بلا معنى.
وأشار المحلل السوري إلى دور زيادة النقد السوري بالأسواق بعد إلزام المصارف الحكومية بمنح القروض، واستغلال حكومة الأسد للنقود التي طبعتها بروسيا العام الفائت لصرف الرواتب وأجور الشبيحة المقاتلين بجانب الأسد، ما زاد من العرض وبالتالي على زيادة الإقبال على شراء الذهب والعملات الرئيسية.
ونقلت مصادر إعلامية سورية أن سعر الذهب يشهد قفزات متسارعة بدعم مطلق من ارتفاع سعر الصرف الدولار مقابل الليرة، والهلع الذي أصاب سوق الصاغة بدعم من التصريحات التي يطلقها المضاربون في السوق، الأمر الذي دفع بسعر دولار الذهب ليرتفع إلى 493.94 ليرة بدمشق، وذلك بحسب سعر الغرام الذي حددته "جمعية الصاغة" اليوم.
وكان سعر غرام الذهب عيار 21 في سورية قد ارتفع بمقدار 5500 ليرة منذ بداية العام 2016 بنسبة 31.79% مقارنة عما كان عليه في 31/12/2015 البالغ 11800 ليرة، فيما ارتفع 2.89%عن يوم السبت الماضي والبالغ 16800 ليرة.