استعادت قوات النظام السوري، وميليشيات تابعة لها، السيطرة على حي الدخانية، التابع لمدينة جرمانا، في ريف دمشق، اليوم الإثنين، في وقت واصلت فيه كتائب المعارضة المسلّحة تقدّمها في ريف درعا الشمالي الغربي، نحو مساحات واسعة من منطقة الجيدور.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية، (سانا)، عن مصدر عسكري قوله إن "وحدات من الجيش والقوات المسلحة، بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية، تمكّنت من إعادة الأمن والاستقرار إلى حي الدخانية والمناطق المحيطة به".
في المقابل، أكّد المتحدث الرسمي باسم "جيش الأمة"، أمير الشامي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "مقاتلي جيش الأمة انسحبوا من حي الدخانية أمس الأحد، لدعم الجبهات المحيطة به، بينما انسحب مقاتلو القيادة العسكرية الموحّدة في الغوطة الشرقية" من داخل الحي، فجر اليوم الإثنين، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام انتهت بسيطرة الأخيرة عليه".
وكانت فصائل معارضة، من بينها "القيادة العسكرية الموحّدة" و"جيش الأمّة"، قد سيطرت قبل نحو شهر على حي الدخانية، ومنذ ذلك الحين تحاول قوات النظام مدعومة بميليشيات تابعة لها استرجاعه.
في غضون ذلك، واصلت كتائب المعارضة تقدّمها السريع في ريف درعا الشمالي الغربي، مسيطرةً على مناطق عدّة في منطقة الجيدور. كما قتلت العشرات من عناصر قوات النظام.
وأوضح مراسل "العربي الجديد" أن "فصائل الجيش الحر سيطرت على بلدة زمرين، تلّي زمرين الغربي والشمالي، الحاجز الرباعي، بلدة أم العوسج، وكتيبة جدية، في محيط تل الحارّة في ريف درعا الشمالي الغربي، بعد إعلان بدء معركة جديدة، اليوم الإثنين، تحت مسمّى (لبيك اللهم لبيك)".
وتسببت معارك تل الحارّة ومنطقة الجيدور بخسائر كبيرة للنظام، وفق ما أكد الناشط الإعلامي من درعا، عماد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، موضحاً أن "مقاتلي قوات المعارضة أصبحوا على مقربة من مدينة الصنمين، التي تضم مقر الفرقة التاسعة ومساكن الضباط، عدا عن أنهم فتحوا الطريق بشكل شبه كامل من ريف درعا إلى العاصمة دمشق". وخسرت قوات النظام نحو خمسين عنصراً في معارك الجيدور، في حين سقط ما يقارب الـ 25 قتيلاً للجيش الحر.
في موازاة ذلك، سيطرت كتائب المعارضة على مقارّ النظام في بلدة حندرات، وكتيبة الدفاع الجوية، الواقعة شمال البلدة، في ريف حلب الشمالي، بعد اشتباكات عنيفة دمّرت خلالها دبابة لقوات النظام واستولت على دبابتين ومدفع عيار 23 ميليمتراً. وشاركت في العملية كل من الجبهة الاسلامية، جيش المجاهدين، حركة حزم، جبهة أنصار الدين وجبهة النصرة.
وأشارت مصادر في الجبهة الإسلامية، لـ"العربي الجديد"، إلى "مقتل عشرين عنصراً من قوات النظام خلال المعارك". كما أعلنت جبهة أنصار الدين سيطرتها على مبنى مدرسة الأيتام، الواقع بالقرب من فرع الاستخبارات الجوية غربي حلب، فضلاً عن استهدافها مبنى الفرع بقذائف مدفع "جهنم".
إلى ذلك، قصف طيران النظام الحربي بالرشاشات الثقيلة مباني "جمعية المالية"، التي تسيطر عليها المعارضة والواقعة إلى الغرب من مبنى فرع الاستخبارات الجوية، في حين ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على منطقة الهلك التحتاني في حي الهلك شمالي حلب، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين.