عادت القوات النظامية السورية إلى استخدام الغازات السامة مجدداً في محافظة حماة، إذ تعرضت قرية الصيادية، مساء أمس الخميس، إلى قصف ببرميلين، يحوي أحدهما غاز الكلور السام، ما أدى إلى إصابة 40 مدنياً، معظمهم من الأطفال والنساء.
وأفاد مدير المركز الإعلامي في حماة، يزن شهداوي، لـ"العربي الجديد"، "بوقوع أكثر من أربعين حالة اختناق، معظمهم من الأطفال والنساء، في قرية الصيّادية بريف حماة الشمالي، جراء إلقاء مروحيات النظام برميلين متفجرين، أحدهما يحوي على غاز الكلور السام".
وأكد شهداوي أن القوات النظامية "استهدفت المغارات والملاجئ التي يختبئ فيها الأهالي، والتي تخلو من أي وجود لمقاتلي المعارضة السورية المسلحة"، وأوضح أن "تسريب غاز الكلور، بدأ بالسريان إلى داخل المغارات والملاجئ كونها تقع تحت الأرض، ما أدى إلى وقوع حالات اختناق كبيرة في صفوف المدنيين"، نافياً في الوقت ذاته، "وفاة أي مدني".
وبثّ ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي، "يوتيوب"، شريطاً مصوراً يظهر أربعة أطفال جالسين على سرير، مجردين من ثيابهم، في مكان يرجح أنه مستشفى ميداني، وتبدو عليهم أعراض الصعوبة في التنفس والسعال.
استخدم النظام غاز الكلور ثماني مرات، في إبريل/ نيسان، العام الحالي، عن طريق براميل متفجرة، قتل خلالها مدنيان، وأصيب المئات بحالات اختناق، وكان النصيب الأكبر لبلدة كفر زيتا في ريف حماة الشمالي، والتي وثّقت فيها أربع حالات، وأسفرت عن إصابة أكثر من مائتي مدني.
وكانت منظمة "حظر الأسلحة الكيماوية" أعلنت، قبل نحو شهرين، أن سورية سلّمت ما تبقى لديها من أسلحة كيماوية، والتي تزن مئة طن من المواد السامة، بينما أكدت رئيسة البعثة الدولية، سيغريد كاغ، في وقت سابق، أن "التحقق من استخدام غاز الكلور لا يندرج ضمن عمل البعثة".
ويعتبر غاز الكلور، الذي لا لون له، من المواد الغير قابلة للاشتعال، وله رائحة قوية وتأثير مهيج، وأبرز أعراضه احمرار في الوجه، وحرقة في العين والأنف والحلق. ويعد من أولى الغازات السامة التي استعملت كأسلحة في الحروب.