وذكر التلفزيون السوري، في شريط إخباري عاجل، أن "تفجيرين إرهابيين بالقرب من مدرسة عكرمة المخزومي بحي عكرمة ومشفى الزعيم في حمص أسفرا عن سقوط شهداء وجرحى"، في حين أفاد محافظ حمص طلال البرازي، بارتفاع ضحايا التفجيرين إلى 31 قتيلاً، أغلبهم من الأطفال، إضافة إلى 74 جريحاً.
وفي حديث مع "العربي الجديد"، استبعد المتحدث الرسمي باسم "حركة تحرير حمص"، صهيب العلي، وقوف المعارضة وراء تفجير حي عكرمة الموالي للنظام، قائلاً إنّه "لم يبق أي تواجد للمعارضة في مدينة حمص، إلّا في حي الوعر، وهو محاصر بالكامل". وأضاف أن "النظام يحاول بأفعاله هذه إقحام مقرات الجيش الحر في حمص، ضمن خريطة هجمات التحالف الدولي".
ويقطن حي عكرمة غالبية موالية لرئيس النظام السوري بشار الأسد، وتم استهدافه وأحياء أخرى في قرى ريف حمص الموالية بتفجيرات، خلال الأشهر الأخيرة.
وتسيطر القوات النظامية السورية منذ بداية مايو/أيار على مجمل مدينة حمص، بعد انسحاب حوالى ألفي عنصر من مقاتلي المعارضة من أحياء حمص القديمة، بموجب تسوية بين ممثلين عنهم والنظام السوري، بعد عامين من حصار خانق فرضته قوات النظام على هذه الأحياء.
على صعيد متصل، أفاد مراسل "العربي الجديد" بأنّ قوات النظام حاولت اقتحام بلدة دير العدس،
بالريف الشمالي لمحافظة درعا، صباح اليوم الأربعاء، مما أدى إلى وقوع اشتباكات عنيفة مع كتائب "الجيش الحر"، وسط قصف مدفعي وجوي وصاروخي.
وكانت كتائب معارضة قد سيطرت على بلدة دير العدس، منتصف الشهر الجاري، بعدما أعلنت معركة أطلقت عليها تسمية "إن الله عزيز ذو انتقام"، قتل خلالها عدد من عناصر قوات النظام، وأربعة من مقاتلي "الحر". وقال الناشط الإعلامي، أحمد المسالمة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "محاولات قوات النظام اقتحام البلدة لم تتوقف منذ أن خسرها، ولكن عملية اليوم هي الأعنف، إذ ترافقت بغطاء من القصف المدفعي والصاروخي، عدا عن 5 غارات للطيران الحربي، و6 براميل متفجرة، من دون ورود معلومات عن قتلى حتى اللحظة".
ويتمركز النظام حالياً شرق بلدة دير العدس وجنوب شرقها، في محيط قرى كفرشمس، وتل غرين، وشقحب، ودير البخت، كما يقصف البلدة من كتيبة جدية والفرقة السابعة، وتل غشم، وبلدة جباب. وتعدّ بلدة دير العدس نقطة اتصال بين ريف درعا الشمالي، وكلّ من ريفي دمشق الغربي والقنيطرة الشرقي، مما يفسر استماتة قوات النظام لاسترجاعها، كونها من إحدى بوابات "الحر" لدخول دمشق عبر بلدة كناكر.
في هذه الأثناء، لقي سبعة مدنيين مصرعهم وجرح آخرون، جرّاء إلقاء طيران النظام المروحي براميل متفجرة على أحياء متفرقة من مدينة حلب. وأكّد مراسل "العربي الجديد"، أنّ الطيران المروحي استهدف ببرميل متفجر أوتوستراد الحيدرية في مدينة حلب، مما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين وجرح عدد آخر، في حين قضى ثلاثة مدنيين في قصف ببرميلين متفجرين في حي الشيخ فارس.
وذكرت وكالة "سمارت" للأنباء، أن امرأة وطفلها قتلا اليوم في قصف جوي مشابه على حي الشيخ خضر. بينما أورد "مركز حلب الإعلامي" أن قصفاً جوياً طال حي الأشرفية، خلّف أضراراً مادية بالأبنية السكنية.
إلى ذلك، وثّقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" مقتل 2375 شخصاً في سورية، خلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي.
وأشارت الشبكة في تقرير أصدرته اليوم، إلى أنّها وثّقت مقتل 1707 مدنيين على يد قوات النظام، تبلغ نسبة الأطفال والنساء بينهم 27 في المائة. وهذا ما اعتبرته الشبكة "مؤشراً صارخاً على استهداف متعمّد من قبل النظام للمدنيين".
كما أضافت الشبكة في تقريرها أنّ النظام قتل خلال عمليات القصف أو الاشتباك ما لا يقل عن 417 مقاتلاً معارضاً، في حين سجّلت مقتل 96 شخصاً، بينهم 28 مدنياً، و41 مقاتلاً، على يد "تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش).
وفيما يخصّ ضحايا هجمات "التحالف الدولي"، قالت الشبكة إنّها وثّقت مقتل 20 مدنياً، بينهم 5 أطفال و5 سيدات، إلّا أنها لم تستطع تحديد الجهة التي قامت بقتل نحو 101 شخص آخرين.