وكان ناشطون قد دعوا، أمس الخميس، إلى تظاهرات في مختلف المدن والبلدات السورية، بعد صلاة الجمعة تحت شعار "المدنيون لا ينقصهم قتلة دوليون"، في إشارة إلى المدنيين الذين قضوا نتيجة قصف الولايات المتحدة لمقرّات "النصرة" في بلدة كفردريان، في ريف إدلب.
وانطلقت التظاهرات في أحياء صلاح الدين والشعار والفردوس في مدينة حلب، وطالب فيها المتظاهرون قوات التحالف الدولي باستهداف قوات النظام السوري، كما طالبوا مختلف فصائل وكتائب الثوار بالتوحّد وتناسي خلافاتهم لاتخاذ موقف موحّد من التحالف الدولي، الذي بدأ باستهداف مقرّات "النصرة".
كما انطلقت تظاهرات شارك فيها العشرات في مدينتي حريتان وعندان في ريف حلب الشمالي، وفي مدينة الأتارب وبلدة تقاد في ريف حلب الغربي، رفع فيها المتظاهرون شعارات رافضة لضرب التحالف الدولي لمقرات "النصرة"، مطالبين التحالف باستهداف مقرات النظام السوري، وكان لافتاً إعلان المتظاهرين في تقاد، التضامن مع "جبهة النصرة" وحركة "شام الإسلام" التي أدرجتها الولايات المتحدة على قوائم الارهاب.
وفي محافظة إدلب، شمال البلاد، خرجت تظاهرات واسعة في مختلف المدن والبلدات التي يسيطر عليها الثوار، وتحديداً في مدن وبلدات بنّش وتفتناز وسراقب ومعرّة مصرين وكفر عويد وكنصفرة وكفر تخاريم وكورين وغيرها، رفع فيها المتظاهرون رايات "النصرة"، واعتبروا استهدافها من قبل قوات التحالف الدولي استهدافاً لقوات الثوار، في مقابل غضّ النظر عن النظام السوري وعدم استهداف قواته ومقراته.
وكان لافتاً رفع المتظاهرين في مدينة معرّة النعمان، أكبر مدن ريف إدلب، لافتات تؤكد على عدم الانحياز لموقف تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وتأكيد المتظاهرين على وجوب استهدافها، نظراً للجرائم التي ارتكبتها بحق السوريين، في مقابل رفضهم لاستهداف الثوار من قبل التحالف الدولي.
وخرج أهالي قرية كفردريان في ريف إدلب، بتظاهرة صامتة، رفعوا فيها لافتات اتهموا فيها صواريخ قوات التحالف الدولي بقتل أطفالهم، كما أشاروا في لافتاتهم إلى أن الإرهاب الحقيقي هو إرهاب قوات النظام السوري والميليشيات الايرانية والعراقية واللبنانية المتحالفة معه، والتي قامت بقتل مئات آلاف السوريين خلال السنوات الثلاث الماضية، بحسب أهالي كفردريان.
وفي جنوب البلاد، تحديداً في محافظة درعا، خرجت تظاهرات عدة احتجاجاً على سياسات التحالف الدولي التي استهدفت مقرّات "النصرة"، دون استهداف قوات النظام السوري، وخرج العشرات من أهالي الغارية الغربية والمزيريب وإنحل في تظاهرات، نددوا فيها بالتحالف الدولي، واعتبروه شريكاً في قتل الشعب السوري. وتجدر الإشارة إلى أن قوات التحالف لم تستهدف أي منطقة في محافظة درعا حتى تاريخ خروج هذه التظاهرات.