صعّدت قوات النظام السوري، في أول أيام شهر رمضان، من وتيرة عمليات القصف البري والجوي في مختلف المدن السورية، واستخدمت مجدداً غاز "الكلور" السام، في بلدة كفرومة بريف إدلب، متسببة بحالات اختناق في صفوف المدنيين، في حين قصفت مدرسة ابتدائية في مدينة الرستن بريف حمص، الأمر الذي أسفر عن مقتل خمسة أطفال، وإصابة عدد آخر.
وذكر الناشط الإعلامي، عبد قنطار، لـ"العربي الجديد"، أن "الطيران المروحي السوري ألقى برميلين متفجرين، يحويان غاز الكلور السام، على بلدة كفرومة في ريف إدلب الجنوبي، ما أدى إلى إصابة عشرة مدنيين بحالات اختناق".
وأوضح أن "حالات الاختناق لم تصل إلى حد الإغماء، الأمر الذي أدى إلى خروج المصابين بعد فترة قصيرة من المشفى الميداني الذي أسعفوا فيه".
واستخدمت قوات النظام غاز "الكلور" بشكل كبير خلال الفترة الماضية، وسجلت في العام 2014، حالات اختناق عدة في كل من كفرزيتا، التمانعة، تلمنس، سراقب، وعطشان.
وغاز "الكلور" مادة غير قابلة للاشتعال، وله رائحة قوية وتأثير كبير على الجسم، ومن أهم أعراضه احمرار في الوجه وحرقة في العين والأنف والحلق.
وكانت منظمة "حظر الأسلحة الكيماوية" قد أعلنت قبل أسبوع أن "سورية، سلّمت ما تبقى لديها من أسلحة كيماوية، والتي تزن مئة طن من المواد السامة، علماً أن التحقق من استخدام غاز الكلور لا يندرج ضمن عمل البعثة"، حسب تصريح سابق لرئيسة البعثة الدولية، سيغريد كاغ.
وفي أرياف حمص ودمشق وحلب، صعّدت قوات النظام من عمليات قصف المناطق المدنية مع بدء أول أيام شهر رمضان، متسببة بسقوط قتلى وجرحى.
وأفاد المكتب الإعلامي في مدينة الرستن بأن "قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة مدرسة السبعات الابتدائية، أثناء خروج الأطفال من المدارس، ما أسفر عن مقتل خمسة أطفال، وجرح عدد آخر، في حصيلة أولية".
وفي ريف دمشق، قتل ثلاثة مدنيين بينهم طفلان، جراء قصف الطيران الحربي بالصواريخ بلدة كفربطنا التابعة للغوطة الشرقية.
كذلك شنّ سلاح طيران النظام ست غارات على بلدة المليحة، وغارات أخرى على حي جوبر، الأمر الذي أدى إلى أضرار كبيرة في البنى التحتية.
وفي درعا، ذكر مركز "مسار" المعارض أن قوات المعارضة نصبت كميناً لقوات النظام على طريق نوى، فقُتل خمسة عناصر من جنود النظام.
وفي الريف الشمالي لحلب، تعرّضت مدينة مارع إلى قصف بالقنابل الفراغية من الطيران الحربي، فجُرح خمسة مدنيين، ودُمرت أربعة منازل، وثلاثة محال تجارية، كما شن الطيران الحربي ثلاث غارات على مدينة الرقة، شرقي البلاد.
وفي هذه الأثناء، تواصلت المعارك بين تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، ومجلس "شورى المجاهدين"، مخلفة العديد من القتلى والجرحى من الجانبين.
وأفادت مصادر ميدانية بأن "معارك عنيفة وقعت بين الجانبين في بلدة الباغوز في ريف مدينة البوكمال، على الحدود السورية العراقية، الأمر الذي أدى إلى مقتل ستة عناصر من مجلس شورى المجاهدين، بينهم القائد العسكري لحركة أحرار الشام الإسلامية، خالد دركوش، في حين سقط عدد من القتلى والجرحى في صفوف عناصر تنظيم الدولة الإسلامية".