وشهدت مدينة إعزاز المحاذية لعفرين شمال غربي حلب إضراباً عاماً من قبل المدنيين عن ممارسة أعمالهم اليومية، اعتراضاً على تصرف الوحدات الكردية، والذي وُصف بـ"الشنيع".
وقال مسؤول عسكري من غرفة عمليات فتح حلب، لـ"العربي الجديد": إن "هذا الفعل يتساوى مع جرائم النظام وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وهو لا يقل بشاعة عن حوادث الإعدام والتمثيل بالجثث التي يبثها التنظيم والنظام بشكل متكرّر".
وأضاف: "معظم المقاتلين هم من المدنيين الذين حملوا السلاح للدفاع عن قراهم وبلداتهم التي اغتصبتها الوحدات"، مشيراً إلى وجود "جثث تعود لمعتقلين سابقين عند الوحدات، قامت بقتلهم وزجّت بجثثهم بين المقاتلين".
ودان المجلس الوطني الكردي ما وصفها بـ"الجريمة البشعة التي هزت الضمير"، مؤكداً على "براءة الكرد وحراكهم الثوري والسياسي من هذه الأعمال البربرية والإجرامية".
واعتبر في بيان أن هذا "العمل الإجرامي الأرعن يحرض على العداء ضد الكرد، ويعرّضهم إلى تداعيات خطيرة بعيدة كل البعد عن ثقافة الشعب الكردي وقيمه الإنسانية السمحاء، والتي اشتهر بها".
وبين أن "عرض الجثث في شوارع المدن المأهولة بالسكان على مرأى ومسمع الناس بهذه الصورة البشعة والشنيعة، يعتبر جريمة كبرى تتنافى مع أبسط القيم الإنسانية، ويهدف إلى إرهاب المدنيين من سكان ومقيمي المدينة بغرض الاستسلام المطلق للسلطة الحاكمة".
من جهتها، تبرأت القيادة العامة لـ"وحدات حماية الشعب" في عفرين من الحادثة، مشيرة إلى أن "نقل جثث المرتزقة التابعين لما يسمى بالائتلاف الذي يضم بقايا المجلس الوطني الكردي ضمن شوارع عفرين تصرف فردي، لن يتكرّر ولا يمت للرسالة الإنسانية التي تسعى الوحدات جاهدة لنشرها".
أما قائد مليشيا قوات سورية الديمقراطية، العقيد طلال سلو، فقد وصف ما حدث في عفرين بـ"الكارثة الأخلاقية والإنسانية والإعلامية بكل معنى الكلمة"، مضيفاً "لا ندري من وراءها".
وكان ناشطون قد بثّوا تسجيلاً مصوراً يظهر مليشيا وحدات "حماية الشعب الكردية"، وهي تعرض جثث مقاتلين من المعارضة المسلحة في شوارع مدينة عفرين الواقعة تحت سيطرتها.
وأوضح قيادي من غرفة "عمليات فتح حلب"، في تصريح سابق لـ"العربي الجديد"، أن "الجثث تعود لمقاتلين من فصائل المعارضة ولمدنيين حملوا السلاح لاستعادة أراضيهم من الوحدات، والتي اغتصبتها أخيراً وهجّرت الآلاف منهم باتجاه الحدود التركية".
وبيّن أن "فصائل من المعارضة شنّت هجوماً على بلدة عين دقنة، شرق بلدة منغ، وعلى أطراف مدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي، وفشلت في تحقيق أي تقدم، وتلقت خسائر كبيرة في الأرواح والمعدّات".