وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إنّ "أكثر من 30 شخصاً قتلوا في غارات استهدفت تجمّعاً لعشرات المدنيين، عند معمل الثلج الواقع بين بلدتي السوسة والباغوز الفوقاني الخاضعتَين لسيطرة تنظيم داعش، ما تسبب أيضاً بإصابة عدد من الأشخاص؛ جراح بعضهم خطيرة، فضلاً عن وجود مفقودين قد يكونون تحت الأنقاض".
وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، اليوم الجمعة، إنّ عدد قتلى الغارة، ارتفع إلى 54 شخصاً بينهم مقاتلون في تنظيم "داعش" و28 مدنياً.
وأضاف أنّ الضربة الجوية نفذها على الأرجح التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال "داعش" أو القوات العراقية المتحالفة معه.
من جهته، قال التحالف الدولي، إنّ قواته أو "قوات شريكة له" ربما نفذت الضربات، أمس الخميس، من دون أن يسمي هذه القوات.
وقال المتحدث باسم التحالف الكولونيل شون رايان، في رد بالبريد الإلكتروني، على سؤال من "رويترز"، "ربما شن التحالف أو قوات شريكة لنا ضربات على محيط السوسة والباغوز فوقاني، أمس".
وأضاف، أنّه تم رفع التقرير المتعلق بسقوط ضحايا مدنيين إلى "خلية متابعة الضحايا المدنيين من أجل مزيد من التقييم". وتابع قائلاً: "لا نملك معلومات أخرى حالياً".
ويشنّ طيران التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة الولايات المتحدة، بين الحين والآخر، غارات على مناطق سيطرة التنظيم. وقُتل ثمانية مدنيين، وأُصيب 14 آخرون، أواخر يونيو/حزيران الماضي، في غارة على بلدة الشعفة في البوكمال بريف دير الزور الشرقي.
وتعاني بلدة السوسة، وغيرها من البلدات في دير الزور التي تقع تحت سيطرة "داعش"، من نقص في المعدات الطبية والأدوية، ما يجعل المصابين جراء القصف المستمر على المنطقة، في وضع صعب.
وترافق القصف مع اشتباكات عنيفة دارت، صباح اليوم الجمعة، بين تنظيم "داعش" ومليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، في منطقة هجين بمدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي.
وكانت "قسد" قالت إنّها تسعى إلى السيطرة على كامل الحدود السورية العراقية، بدعم من قوات التحالف الدولي ومشاركة القوات العراقية. وأعلنت في الأول من مايو/أيار الماضي، إطلاق المرحلة "النهائية" من هجومها على تنظيم "داعش" في شرق سورية.
وسبق أن وجّهت القوات العراقية، ضربات جوية لمواقع "داعش" الذي ما زال ينتشر في مساحات ضيقة بمنطقة وداي الفرات، بدءاً من بلدة هجين غرباً، وصولاً إلى السوسة والشعفة قرب مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي.
وتشهد منطقة هجين والجيب الأخير لتنظيم "داعش"، عند الضفة الشرقية لنهر الفرات، عمليات تحليق لطائرات التحالف الدولي في سماء المنطقة، وذلك عقب سلسلة عمليات قصف مدفعي وجوي من قبل التحالف، طاولت مناطق سيطرة التنظيم، خلال الأيام الأخيرة.
وأمس الخميس، قال ممثل فرنسا في قيادة قوات التحالف الجنرال فريديريك باريزو، بحسب ما أوردت "فرانس برس"، إنّ "الجهاديين يمكن أن يهزموا في هذه المنطقة في غضون "بضعة أسابيع". وتابع باريزو: "لا يزال هناك جيبان، وفي غضون بضعة أسابيع أعتقد أنه يمكن القول إنّ (داعش) لن يسيطر على أي أراض في منطقة عملياتنا".