وجاء كلام شتاينماير، في مؤتمر صحافي مشترك جمعه مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في طهران، تمهيداً لبدء اجتماع طهران التحضيري لمؤتمر ميونيخ للأمن.
وصل وزير الخارجية الألماني إلى العاصمة الإيرانية في وقت مبكر صباح اليوم، وهي الزيارة الأولى لمسؤول ألماني على هذا المستوى منذ اثني عشر عاماً، حيث حضر للمشاركة في الاجتماع التحضيري، وعقد جلسة ثنائية مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف قبل عقد هذا الاجتماع، وبحثا معاً أبرز التطورات الأمنية على الساحة الإقليمية وسبل تطوير علاقات البلدين على كافة الصعد.
وشرح شتاينماير الموقف الألماني مما يجري في سورية، قائلاً إنه من الضروري إنهاء الحرب هناك، والتقدم نحو تحقيق الأمن باتخاذ خطوات واقعية ومؤثرة، مُعتبراً أن حل الأزمة في سورية يحتاج لوقت طويل، لكن يجب تكثيف العمل للوصول إلى نتيجة، مشيراً كذلك إلى أن الاتفاق النووي مع طهران سيسمح بالتعاون معها في مجالات عدّة، كما يمكن أن يشكل قاعدة للحوار في المنطقة وإعادة بناء الثقة بين أطرافها.
كما أشار شتاينماير إلى أنه سيزور السعودية بعد انتهاء زيارته لإيران، مشدداً ضرورة مد جسور العلاقات بين البلدين، فمن الضروري أن تعمل الأطراف الإقليمية المؤثرة على الساحة مع بعضها في سبيل حلحلة أزمات المنطقة، بحسب قوله.
من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني ظريف إنه بحث ونظيره الألماني ملف الحرب على الإرهاب في المنطقة، وسبل تحقيق الاستقرار ومكافحة المخدرات فيها، مرحباً في تصريحاته بالدور الألماني، ومعتبراً أن ألمانيا تستطيع أن تساهم بتقريب وجهات النظر وتحقيق تقدم إيجابي، ولا سيما في ما يتعلق بوجهات نظر الدول الخليجية.
واعتبر ظريف أن المملكة العربية السعودية تعمل على حذف طهران من معادلات المنطقة، قائلاً إن الأمن في المنطقة لا يتحقق إلا بتعاون كل أطرافها، وحذّر من تدهور الأوضاع الإقليمية. وأوضح أنه يوجد خيارين، فإما تحقيق الأمن للجميع، أو عدم حصول أي طرف عليه.
ودعا ظريف إلى إيقاف الإملاءات، والنظر بواقعية أكبر لما يجري في سورية، ودعم الحل السياسي هناك وفي اليمن والبحرين أيضاً، قائلاً إن القرارات المتخذة حتى الآن لم تؤد لنتيجة تذكر بل ساهمت بتدهور الأوضاع، داعياً لحرب حقيقية على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وأضاف إن هذه الحرب يجب أن تكون عسكرية، وثقافية، كما يجب تجفيف المساعدات المالية التي تقدم للتنظيم.
وأكّد الوزير الإيراني دعمه التحركات الروسية في سورية، قائلاً إنها تصب لصالح إطلاق حرب حقيقية على تنظيم الدولة، داعياً بعض الأطراف في المنطقة، من دون أن يحددها للتخلي عن دعم الإرهاب في سبيل تحقيق مصالح قصيرة الأمد.
وأخيراً، ردّ ظريف على التصريحات الأميركية التي اعتبرت أن التجارب الصاروخية في إيران تنقض قرار مجلس الأمن الدولي الصادر بعد الإعلان عن الاتفاق النووي يوليو/تموز الفائت، فقال إن التصريحات الأميركية ليست جديدة ولكنها غير صحيحة، معتبراً أن المنظومة الصاروخية الإيرانية ليست جزءاً من الاتفاق بالأساس.
اقرأ أيضاً: إيران تكثّف اتصالاتها الدبلوماسية حول الأزمة السورية