سيجارة طالقاني تفتح النار على صحيفة إيرانية

تبادلت صفحات رواد مواقع التواصل الاجتماعي في إيران، وحتى بعض المواقع الرسمية الإيرانية، صورة غلاف صحيفة "شرق" الإصلاحية الصادرة، يوم الثلاثاء الماضي، حيث نشرت صورة لرجل الدين الشيعي والسياسي المعروف، آية الله محمود طالقاني، بعد أن عدلت صورته الأصلية وحذفت "السيجارة" التي كان يدخنها من يده.

وقد نشرت "شرق" مادة الغلاف بمناسبة الذكرى السنوية لأول صلاة جمعة في الجمهورية الإسلامية والتي تأسست عام 1979 بعد انتصار الثورة، والتي كان طالقاني إمامها الأول بتعيين من قائد الثورة الإسلامية روح الله الخميني.

وكانت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، المحافظة والأكثر قرباً للطيف المتشدد من المحافظين، من أول المواقع الرسمية التي لاحظت ما فعلته "شرق"، ونشرت على موقعها مادة تنتقد الصحيفة على تعديل صورة رجل كهذا.

وقام بعض الإيرانيين مستخدمين صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بوضع الصورة الأصلية وتكرار ما فعلته "شرق"، بحذف السيجارة ووضع صورة لأشياء أخرى يحملها طالقاني في يده، من باب الدعابة، حيث استنكر غالبيتهم هذه الفعلة.

أما الانتقاد الأبرز، فجاء على لسان نجل رجل الدين نفسه مهدي طالقاني، فنقل عنه موقع "نسيم" قوله إنّ "هذا تحريف مطلق، فكيف يمكن نشر صورة لأشخاص يحبهم الناس ولهم شعبية وسيرة نوعية ويقوم بعضهم بحذف أجزاء لا يحبذونها تبعاً لآراء شخصية".

وأضاف طالقاني الابن، أنّ لدى أبيه عشرات الصور وهو يحمل السيجارة، واصفًا التدخين بالعادة غير الصحية إلا أن والده كان يأبى الاستغناء عنها، مضيفاً "لكن المرفوض هو أن تسمح وسيلة إعلامية لنفسها بأن تحذف جزءاً أصلياً من صورته، والمقلق أكثر أن تسمح لنفسها بحذف جزء أهم مستقبلاً، كالعمامة التي يضعها على رأسه مثلاً!"، بحسب تعبيره، متهماً وسائل إعلام ثانية بتحريف أفكار هذا الرجل.

وبعد كل هذه الضجة، قدم رئيس تحرير "شرق" مهدي رحمانيان توضيحات حول ما فعلته صحيفته، فذكر أنه "لا يعلم إن كان نشر صورة، في وسائل الإعلام المطبوعة في إيران لشخص يحمل سيجارة، أمراً ممنوعاً قانونياً أم لا، ولكنه على الأقل يعلم أن للأمر محددات"، كما قال.

ونقل موقع "عصر إيران" عن رحمانيان قوله، أيضاً، "أردنا في "شرق" أن نستخدم صورة مختلفة وجيدة، وسبب اختيار هذه الصورة هو جودتها العالية المناسبة للطباعة على الصفحة الأولى، ولو تركت السيجارة في يده لاعتبر بعضهم الأمر ترويجاً للتدخين وتشجيعاً على هذه العادة. وتفادياً للانتقادات قمنا بحذفها باستخدام برنامج الفوتوشوب".

وفي عددها الصادر، صباح أمس الأربعاء، نشرت صحيفة "أفتاب يزد" الإصلاحية على صفحتها الأولى الصورة الأصلية لطالقاني وإلى جانبه صورة رجل الدين آية الله علي مشكيني على رأس مادة بعنوان "سياسيون بأسماء جميلة وأئمة جمعة محبوبون"، في إشارة منها إلى أهمية هذه الشخصيات في تاريخ الثورة والجمهورية التي تأسست من بعدها.