بحضور حوالي 300 شخص تجمعوا بشكل عفوي أمام قصر العدل في مدينة نيس، خرج سيدريك هيرو الذي أصبح رمزاً لمساعدة المهاجرين في فرنسا بزخم أكبر ليعلن إصراره على استكمال ما كان يفعله "لأنّ ذلك جوهر التضامن الإنساني الذي يجمعنا على هذه الأرض". بتلك الكلمات ردّ المزارع الجنوبي على قرار المحكمة الجنائية في نيس القاضي بتغريمه مبلغ ثلاثة آلاف يورو مع وقف التنفيذ، بعد أن ألغت في الشهر الفائت قرارا يقضي بسجن هيرو ثلاثة أشهر متذرعة بقيامه بإدخال مهاجرين غير شرعيين إلى الأراضي الفرنسية.
هنري سيكل وجّه تحية لهيرو في صحيفة "لوموند" وكتب مقالة "سيدريك هيرو، تحدي التضامن" رسم من خلاله بورتريه المزارع الفرنسي القادم من مدينة بريل ـ سورـ رويا (Breil-Sur-Roya) الذي أخذ على عاتقه مساعدة المهاجرين الأفارقة العالقين على الجانب الإيطالي في مدينة فانتيميل (Vintimille) الإيطالية ليستقبلهم في منزله المتواضع مؤمنا لهم الرعاية اللازمة، وساعيا لتأمين إقامات شرعية لهؤلاء الهاربين من جحيم الحروب والظروف المعيشية الصعبة.
مئات القصص التي يرويها سيكل في مادته كقصة الشاب السوداني سيدي محمد (16 عاماً) الذي سلك طريقاً نهرية طويلة على الحدود الإيطالية ليصعد بعدها طريقاً بين جدار صخري وواد عميق وهو يصرخ "فرنسا، فرنسا". يصل سيدي محمد إلى الحدود الفرنسية فتتوقف شاحنة بيضاء أمامه يقودها شاب ثلاثيني، بلحية مشذبة ونظارات مستديرة لينقله عشرات الكيلومترات بعيدا عن الحدود الفرنسية ــ الإيطالية.
هو سيدريك هيرو الذي يستقبل في منزله وحديقته - التي حوّلها لمركز لاستقبال وتوجيه المهاجرين الأفارقة ــ المئات اليوم ويسمح لهم بالعمل في تربية الطيور والزراعة التقليدية ليعمد بعدها إلى إيصالهم إلى أقرب محطة للقطارات ما يجعلهم قادرين على تقديم طلبات لجوء في البلديات التي يلجون إليها.
"لو فيغارو" واكبت الحدث من أمام قصر العدل واستعادت قضية ملاحقة هيرو في الشهر الفائت بسبب إدخاله 57 مهاجراً، بينهم 29 تحت 18 عاما، والعمل على إسكانهم في مركز تابع لشركة SNCF للقطارات. وقالت "لو فيغارو" إنّ المحكمة الجنائية قررت عدم العودة لفتح ملفات سابقة واعتبار هيرو "مهربا إنسانيا" وغمزت الصحيفة من باب تسليط الضوء على القضية بشكل كبير اليوم، خاصة في ظل التجاذبات الكبيرة في فرنسا حول استقبال المهاجرين.
بدورها "لوبوان" أعدّت تقريرا ًعن هيرو (37 عاماً) ووصفته بـ "روبن هود" الحدود الإيطالية ــ الفرنسية وبالمناضل الصلب المسؤول عن خلق حالة من التكافل الإنساني في الكوت ــ دازور.
وأجرت الصحيفة مقابلة مع هيرو قال فيها "لست الوحيد الذي يعمل على مساعدة المهاجرين، والدتي جاكي وصديقتي سارة وعشرات المتطوعين يعملون في إطار جماعي سواء عبر إقامة الحفلات الفنية التي يذهب ريعها لمساعدة المهاجرين أو عبر التبرعات المباشرة التي تصل على حساب الجمعية التي أسسناها أخيراً".
ويأتي موقف الصحف هذا، في وقت ترتفع فيه حد الخطاب المعادي للمهاجرين الأفارقة، وهؤلاء العرب مع ارتفاع شعبية "الجبهة الوطنية" ومرشحتها للرئاسة مارين لوبان. وكان إعلانات كثيرة انتشرت في شوارع فرنسا تعتبر أن المهاجرين، المسلمين منهم بشكل خاص يشكلون خطراً على الهوية الفرنسية. كما أنّ التعبيرات بالإعجاب بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، لم تبق خجولة في الأوساط الفرنسية، تحديداً في بعض الأوساط الشعبية، حيث اعتبرت مثلاً خطوته لحظر المهاجرين خطوة موفّقة، ويجب تطبيقها أيضاً في فرنسا، حماية للهوية والثقافة الفرنسية في وجه "الهجمة الغريبة والإسلامية".
اقــرأ أيضاً
مئات القصص التي يرويها سيكل في مادته كقصة الشاب السوداني سيدي محمد (16 عاماً) الذي سلك طريقاً نهرية طويلة على الحدود الإيطالية ليصعد بعدها طريقاً بين جدار صخري وواد عميق وهو يصرخ "فرنسا، فرنسا". يصل سيدي محمد إلى الحدود الفرنسية فتتوقف شاحنة بيضاء أمامه يقودها شاب ثلاثيني، بلحية مشذبة ونظارات مستديرة لينقله عشرات الكيلومترات بعيدا عن الحدود الفرنسية ــ الإيطالية.
هو سيدريك هيرو الذي يستقبل في منزله وحديقته - التي حوّلها لمركز لاستقبال وتوجيه المهاجرين الأفارقة ــ المئات اليوم ويسمح لهم بالعمل في تربية الطيور والزراعة التقليدية ليعمد بعدها إلى إيصالهم إلى أقرب محطة للقطارات ما يجعلهم قادرين على تقديم طلبات لجوء في البلديات التي يلجون إليها.
"لو فيغارو" واكبت الحدث من أمام قصر العدل واستعادت قضية ملاحقة هيرو في الشهر الفائت بسبب إدخاله 57 مهاجراً، بينهم 29 تحت 18 عاما، والعمل على إسكانهم في مركز تابع لشركة SNCF للقطارات. وقالت "لو فيغارو" إنّ المحكمة الجنائية قررت عدم العودة لفتح ملفات سابقة واعتبار هيرو "مهربا إنسانيا" وغمزت الصحيفة من باب تسليط الضوء على القضية بشكل كبير اليوم، خاصة في ظل التجاذبات الكبيرة في فرنسا حول استقبال المهاجرين.
بدورها "لوبوان" أعدّت تقريرا ًعن هيرو (37 عاماً) ووصفته بـ "روبن هود" الحدود الإيطالية ــ الفرنسية وبالمناضل الصلب المسؤول عن خلق حالة من التكافل الإنساني في الكوت ــ دازور.
وأجرت الصحيفة مقابلة مع هيرو قال فيها "لست الوحيد الذي يعمل على مساعدة المهاجرين، والدتي جاكي وصديقتي سارة وعشرات المتطوعين يعملون في إطار جماعي سواء عبر إقامة الحفلات الفنية التي يذهب ريعها لمساعدة المهاجرين أو عبر التبرعات المباشرة التي تصل على حساب الجمعية التي أسسناها أخيراً".
ويأتي موقف الصحف هذا، في وقت ترتفع فيه حد الخطاب المعادي للمهاجرين الأفارقة، وهؤلاء العرب مع ارتفاع شعبية "الجبهة الوطنية" ومرشحتها للرئاسة مارين لوبان. وكان إعلانات كثيرة انتشرت في شوارع فرنسا تعتبر أن المهاجرين، المسلمين منهم بشكل خاص يشكلون خطراً على الهوية الفرنسية. كما أنّ التعبيرات بالإعجاب بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، لم تبق خجولة في الأوساط الفرنسية، تحديداً في بعض الأوساط الشعبية، حيث اعتبرت مثلاً خطوته لحظر المهاجرين خطوة موفّقة، ويجب تطبيقها أيضاً في فرنسا، حماية للهوية والثقافة الفرنسية في وجه "الهجمة الغريبة والإسلامية".