سيطرة اليوفي وسقوط ليفربول وجينياك الفتاك

21 سبتمبر 2014
نجوم أول أيام الدوريات الأوربية (العربي الجديد)
+ الخط -

تبقى قمة إيطاليا هي الأهم في أول أيام عودة بطولات الدوري الأوروبية، وحقق يوفنتوس ثلاث نقاط ثمينة للغاية، وتلقى ميلان أول هزيمة له في الدوري هذا الموسم، والأصعب أنها جاءت على أرضه وبين جماهيره العرضية في ملعب سان سيرو.

وفي الجانب الآخر من القارة العجوز فاجأ ليفربول عشاقه بخسارة جديدة وسقوط مدوٍّ أمام وستهام في الدوري الإنجليزي، مع وصول مارسيليا إلى أربع انتصارات متتالية مع "اللوكو" الأرجنتيني مارسيلو بيلسا، ليصل فريق الجنوب الفرنسي إلى مبتغاه حتى الآن في البطولة المحلية.

ومع اختلاف البطولات والدوريات، وتباين ظروف كل فريق، إلا أن هناك رابطاً مشتركاً بين الأحداث الثلاثة، وهو استخدام الأطراف داخل الملعب، واستغلال الأجنحة السريعة، بجانب التحرك العرضي الجيد، من أجل انتشار أفضل وسيطرة مطلقة على مجريات اللعب، لذلك يستحق اليوم الرياضي أن نفهمه من وجهة نظر تكتيكية بحتة.

القمة الإيطالية
تفوق يوفنتوس على ميلان في أول مواجهة بين المدرب القديم أليجري والمدير الفني الشاب إنزاجي، في مباريات "الكالتشو". ونجحت السيدة العجوز في تحقيق ثلاث النقاط مع طريقة لعب 3-5-2، التي استخدمها المدرب بشكل مميز، خصوصاً على صعيد تقسيم اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، بينما ظهر الميلان بشكل أقل من المباريات السابقة، صحيح أنه بات خصماً صعباً على الجميع، إلا أن القادم يجب أن يكون أفضل.

السر في المباراة كان في لاعبي الأطراف، فتح يوفنتوس أكثر من جبهة، على اليمين بواسطة المنطلق دائماً ليشتشتاينر، وفي اليسار عن طريق الظهير أسامواه، ولاعب الوسط المائل للجناح بول بوجبا، لذلك استحق اللاعب الفرنسي تحية كبيرة، نظراً لما قدمه في مركزي الوسط والطرف الأيسر.

أما ميلان فلم تظهر أظهرته بشكل كبير في الخطوط الأمامية، كذلك لعب إنزاجي بالثنائي الشعراوي وهوندا أقرب للأجنحة، وهما بالأساس أسماء تجيد أكثر في عمق الملعب، سواء بالوسط كالياباني، أو المصري-الإيطالي في الثلث الهجومي الأخير، وكان من الأفضل البدء بالبديل بونافينتورا منذ الشوط الأول، وليس في النهايات.

لعب اليوفي بديناميكية أكبر وحركة أكثر، سواء عن طريق لاعبي الوسط أو انطلاقات الأطراف هجومياً، لذلك كانت له الخطورة. أما أصحاب الأرض فافتقدوا هذه الميزة، ولعبوا أكثر في عمق الملعب، واستقبلت شباكهم هدفاً، وفشلوا في التعويض حتى صافرة الحكم.

سقوط ليفربول
استمر ليفربول في السقوط الكبير، وخسر بكل سهولة أمام وستهام يونايتد، في مباراة شهدت تراجعاً واضحاً من الفريق الأحمر، ووضعت علامة استفهام كبيرة حول مستقبل الفريق في بقية فترات الموسم.

لعب رودجرز بطريقة لعب 4-3-3 في البداية، ثم حولها إلى 3-5-2 بعد تأخره بهدفين، ولكن لا تغيير يذكر، وفشل الفريق في صناعة فرص حقيقية، ومنيَ بهزيمة مستحقة، لأن أطرافاً مثل مورينو أو مانكيو، لن توفر أبداً القدرة الهجومية المطلوبة لضرب الخصوم، خصوصاً حينما يجد الوسط صعوبة كبيرة في بناء هجمة سريعة.

يعاني جيرارد من بطء بسبب عامل السن، وغياب جوي ألين، والاعتماد على هيندرسون ولوكاس ليفا، كلها أمور لم تساعد رودرجز على الاختراق المركزي، ومع غياب الأطراف القوية، أصبح الفريق عاجزاً على جميع الأصعدة وفي كل الاتجاهات.

كانت النهاية منطقية إلى حد كبير، يستحوذ الليفر دون خطورة، ويسجل ويستهام هدفاً ثالثاً من هجمة مرتدة بدأت بخطأ دفاعي معتاد، ليصبح المدرب المميز في موقف لا يحسد عليه

جينياك الفتّاك
"نحن سعداء للغاية بوجود بيلسا في فرنسا، إنه رجل يفهم كرة القدم ويعرفها جيداً، ويملك وجهة نظر مختلفة حول اللعبة، لذلك نحاول قدر المستطاع التعلم منه وفهم أفكاره، من أجل تحقيق نتائج جيدة للفريق"، يتحدث الهداف أندريه بيير جينياك عن تجربته مع اللوكو الأرجنتيني وفريق الجنوب الفرنسي، في موسم ينتظره جميع الأنصار والعشاق بفارغ الصبر.

يمتاز جينياك بقوة بدنية كبيرة، وقدرة على أداء الواجبات الهجومية مع عدم إهماله الشق الدفاعي، لذلك تجده في كل مكان في الملعب، بالإضافة إلى قدرته على اللعب في كل مراكز الهجوم، إما المهاجم الصريح أو اللاعب المنطلق على الأطراف، ويتصدر اللاعب قائمة هدافي الدوري الفرنسي برصيد 6 أهداف بعد مرور 5 جولات عن بداية المسابقة.

يعتبر أندريه نموذجاً حقيقياً للاعب الذي يحتاجه مارسيلو بيلسا، لأن فرق المدرب القدير تمتاز بوجود المدافع الذي يجيد التمرير وبناء الهجمة، والمهاجم الذي يلعب في كل شبر من الملعب، ويبدأ الضغط من الثلث الهجومي أيُّ مدافع يبدأ الهجوم، ومهاجم يضغط ويحمي الدفاع، وجينياك هو اللاعب الذي يجيد كافة هذه الأدوار.

يسدد المهاجم الفرنسي كثيراً على المرمى، ويتحرك خلف المدافعين وأسفل الأطراف، ويملك أسلوباً شبيهاً إلى حد ما بالإيطالي الرائع كريستيان فييري، في التحركات المثمرة والانقضاض على الخصوم دون رحمة، لذلك يسجل أهدافاً كثيرة من استغلال هفوات المدافعين، بالإضافة إلى قدرته على صناعة الهدف لنفسه، بالتحرك وفتح زاوية التسديد، ومن ثم مباغتة الحراس، ومع هذه البداية، يجب أن يأمل مشجعو مارسيليا الكثير من الأمنيات مع هذا الفتّاك.