خلّفت الأمطار الغزيرة التي هطلت على العاصمة السورية دمشق، وريفها، سيولاً جارفة، ما أدى إلى وفاة مدنيين، وخسائر كبيرة في القطاع الصناعي، فضلاً عن وقوع حوادث سير خطيرة. فقد هطلت أمطار غزيرة على دمشق خلال الأيام الماضية وصلت في حي المزة إلى 42 ملم، ما أحدث سيولاً سدّت الأنفاق والأقبية تحت الأرض، وعطلت حركة العاصمة وعدّة مدن في ريفها، وسط عدم قدرة الصرف الصحي على استيعاب الكميات الهائلة من المياه.
وتوفيت الطفلة أسيل الخطيب (5 سنوات)، والطفلة هديل اللحام (6 سنوات)، في قرية دير مقرن في ريف دمشق الغربي، نتيجة السيول الجارفة التي اجتاحت صالة الأفراح في بلدة دير مقرن بشكل مفاجئ، ولم يتمكن أحد من إنقاذهما بسبب سرعة السيول وقوتها.
كذلك، توفي الشاب أحمد سرور، في انهيار جدار خلال محاولته إنقاذ عالقين من السيول في قرية كفير الزيت، في منطقة وادي بردى، إذ سحبته السيول من ساحة الأيتام إلى ساحة شكر سعيد، وانهار فوقه جدار هناك. تمكّن شاب من إنقاذ إحدى الفتيات اللواتي كُنّ سيتضرّرن من تلك السيول، واستطاع سحبها وانتشالها في نزلة الطلياني بالعاصمة دمشق.
اقــرأ أيضاً
من ناحية أخرى، تضرّرت مئات المصانع في مدينة عدرا الصناعية في ريف دمشق، جراء السيول التي أدّت إلى انهيار سد الضمير بريف دمشق، كما تضرّرت عشرات المنازل هناك. وبحسب المكتب الإعلامي لغرفة صناعة دمشق، فإنّ "السيول الناتجة عن فيضان سد الضمير، أدت إلى أضرار واسعة في المعامل والمصانع ضمن المنطقة الصناعية في عدرا". يقول عامل في أحد المصانع بعدرا، لـ"العربي الجديد": "السيول تدفقت بشكل سريع جداً نحو المصانع بسبب انهيار سد الضمير، ودخلت إليها بعدما خلعت الأبواب". يوضح أنّ ذلك أدى إلى خسائر كبيرة في المصانع وتعطل حركة الإنتاج هناك.
ولم تذكر أيّ إحصاءات رسمية أو غير رسمية عدد المصانع التي تضررت جراء هذه السيول، لكنّ الصناعيين هناك يقدرونها بالمئات.
من جهته، يقول مدير أحد المصانع إنّ خط الإنتاج في معظم المصانع بمنطقة عدرا العمالية توقّف، بسبب دخول السيول إلى قلب المصانع وتضرّر المنشآت والبنى التحتية الخاصة بها، وعدم قدرة العمّال على التنقل داخلها. يوضح المدير الذي رفض الكشف عن هويته حفاظاً على أمنه، أنّ المتوقع عادة أن تضرب العاصمة السورية دمشق أمطار كهذه سواء في بداية فصل الشتاء، أو حتّى في نهايته، لذلك فإنّ محافظة ريف دمشق مسؤولة، إذ لم تتخذ الإجراءات الاحتياطية المناسبة من أجل الحد من المخاطر. يشير إلى أنّ هناك مصانع تقوم أساساً على صناعة الغزل والنسيج أو القطنيات والصوف، ما أدى إلى خسارة كبيرة لها من جراء استمرار تدفّق السيول ووصولها إلى خط الإنتاج والبضائع الخيطية التي يجري العمل عليها، لافتاً إلى أنّ الخسائر غير محددة حالياً، لكنّها قد تصل إلى عشرات ملايين الليرات السورية.
تبلغ السعة التخزينية لسد الضمير نحو 2.15 مليون متر مكعب، ويبعد السد نحو 14 كيلومتراً عن المنطقة الصناعية في عدرا، وقد تضرّر الكثير من المنازل والأحياء السكنية الواقعة بين السد والمنطقة الصناعية. من شأن هذا الانجراف أن يهاجم المنطقة الصناعية والمناطق السكنية المحيطة بها، ويؤدّي إلى كوارث بيئية ودمار كبير في البنى التحتية.
وقد أشارت "مديرية الموارد المائية في ريف دمشق"، في تعليقها على هذه الحوادث، إلى أنّ "الفيضانات هي نتيجة كمية الأمطار الكبيرة وزيادة نسبة الطمي المنجرف مع السيول".
أدّت السيول كذلك، إلى وقوع حوادث مرورية، بحسب وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا"، التي نقلت عن مصدر في قيادة شرطة محافظة دمشق، أنّ "عشرة حوادث مرورية وقعت في العاصمة دمشق يوم السبت وحده، ما أسفر عن أضرار مادية". أضاف المصدر أنّ "جميع الأنفاق وسط دمشق التي تراكمت فيها المياه باتت سالكة، وأنّ عمليات تنظيف الأنفاق من قبل الورش الفنية في المحافظة والدفاع المدني والإطفاء مستمرة".
كذلك، جرى إغلاق طريق جمرايا - جبل قاسيون بسبب تجمع المياه داخله، ووقعت ازدحامات خانقة في قلب العاصمة نتيجة انسداد الأنفاق بالمياه وإغلاق عشرات الطرقات.
على صعيد متصل، عطلت الأمطار والسيول حياة كثير من المدنيين في دمشق، ما منعهم من التحرك نحو العمل والجامعات والمدارس.
زياد حميد، وهو من سكان مدينة جرمانا بريف دمشق، يقول: "عندما هطلت الأمطار وزحفت السيول لم نتمكن من التحرك من منازلنا"، موضحاً أنّه كان يحاول التوجه نحو عمله في إحدى ورش الكهربائيات القريبة، لكنّه فشل في ذلك عدة مرات.
تتهم مواطنة أخرى محافظة دمشق بالتقصير، وتقول: "في كلّ فترة من هذا العام يتكرّر الأمر من دون أن يتغيّر شيء"، مشيرة إلى أنّ السيول متوقعة كلّ سنة خلال هذه الفترة، ولذلك يجب أن يجري إصلاح شبكات الصرف الصحي أو إيجاد حلول بديلة من أجل استيعاب هذه الكميات الكبيرة من الأمطار.
اقــرأ أيضاً
بحسب إفادات مواطنين لـ"العربي الجديد"، فإنّ شبكات الصرف الصحي لم تكن مشكلتها عدم القدرة على استيعاب كميات المياه الكبيرة وحسب، بل يؤكد مواطنون أنّ الصرف الصحي تعطّل نهائياً بمجرّد زيادة الضغط عليه بكميات المياه الكبيرة
في مثل هذه الأيام من العام الماضي، إذ جرفت سيول مشابهة طفلة في العاصمة دمشق وقتلتها في ذلك الحين.
وتوفيت الطفلة أسيل الخطيب (5 سنوات)، والطفلة هديل اللحام (6 سنوات)، في قرية دير مقرن في ريف دمشق الغربي، نتيجة السيول الجارفة التي اجتاحت صالة الأفراح في بلدة دير مقرن بشكل مفاجئ، ولم يتمكن أحد من إنقاذهما بسبب سرعة السيول وقوتها.
كذلك، توفي الشاب أحمد سرور، في انهيار جدار خلال محاولته إنقاذ عالقين من السيول في قرية كفير الزيت، في منطقة وادي بردى، إذ سحبته السيول من ساحة الأيتام إلى ساحة شكر سعيد، وانهار فوقه جدار هناك. تمكّن شاب من إنقاذ إحدى الفتيات اللواتي كُنّ سيتضرّرن من تلك السيول، واستطاع سحبها وانتشالها في نزلة الطلياني بالعاصمة دمشق.
من ناحية أخرى، تضرّرت مئات المصانع في مدينة عدرا الصناعية في ريف دمشق، جراء السيول التي أدّت إلى انهيار سد الضمير بريف دمشق، كما تضرّرت عشرات المنازل هناك. وبحسب المكتب الإعلامي لغرفة صناعة دمشق، فإنّ "السيول الناتجة عن فيضان سد الضمير، أدت إلى أضرار واسعة في المعامل والمصانع ضمن المنطقة الصناعية في عدرا". يقول عامل في أحد المصانع بعدرا، لـ"العربي الجديد": "السيول تدفقت بشكل سريع جداً نحو المصانع بسبب انهيار سد الضمير، ودخلت إليها بعدما خلعت الأبواب". يوضح أنّ ذلك أدى إلى خسائر كبيرة في المصانع وتعطل حركة الإنتاج هناك.
ولم تذكر أيّ إحصاءات رسمية أو غير رسمية عدد المصانع التي تضررت جراء هذه السيول، لكنّ الصناعيين هناك يقدرونها بالمئات.
من جهته، يقول مدير أحد المصانع إنّ خط الإنتاج في معظم المصانع بمنطقة عدرا العمالية توقّف، بسبب دخول السيول إلى قلب المصانع وتضرّر المنشآت والبنى التحتية الخاصة بها، وعدم قدرة العمّال على التنقل داخلها. يوضح المدير الذي رفض الكشف عن هويته حفاظاً على أمنه، أنّ المتوقع عادة أن تضرب العاصمة السورية دمشق أمطار كهذه سواء في بداية فصل الشتاء، أو حتّى في نهايته، لذلك فإنّ محافظة ريف دمشق مسؤولة، إذ لم تتخذ الإجراءات الاحتياطية المناسبة من أجل الحد من المخاطر. يشير إلى أنّ هناك مصانع تقوم أساساً على صناعة الغزل والنسيج أو القطنيات والصوف، ما أدى إلى خسارة كبيرة لها من جراء استمرار تدفّق السيول ووصولها إلى خط الإنتاج والبضائع الخيطية التي يجري العمل عليها، لافتاً إلى أنّ الخسائر غير محددة حالياً، لكنّها قد تصل إلى عشرات ملايين الليرات السورية.
تبلغ السعة التخزينية لسد الضمير نحو 2.15 مليون متر مكعب، ويبعد السد نحو 14 كيلومتراً عن المنطقة الصناعية في عدرا، وقد تضرّر الكثير من المنازل والأحياء السكنية الواقعة بين السد والمنطقة الصناعية. من شأن هذا الانجراف أن يهاجم المنطقة الصناعية والمناطق السكنية المحيطة بها، ويؤدّي إلى كوارث بيئية ودمار كبير في البنى التحتية.
وقد أشارت "مديرية الموارد المائية في ريف دمشق"، في تعليقها على هذه الحوادث، إلى أنّ "الفيضانات هي نتيجة كمية الأمطار الكبيرة وزيادة نسبة الطمي المنجرف مع السيول".
أدّت السيول كذلك، إلى وقوع حوادث مرورية، بحسب وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا"، التي نقلت عن مصدر في قيادة شرطة محافظة دمشق، أنّ "عشرة حوادث مرورية وقعت في العاصمة دمشق يوم السبت وحده، ما أسفر عن أضرار مادية". أضاف المصدر أنّ "جميع الأنفاق وسط دمشق التي تراكمت فيها المياه باتت سالكة، وأنّ عمليات تنظيف الأنفاق من قبل الورش الفنية في المحافظة والدفاع المدني والإطفاء مستمرة".
كذلك، جرى إغلاق طريق جمرايا - جبل قاسيون بسبب تجمع المياه داخله، ووقعت ازدحامات خانقة في قلب العاصمة نتيجة انسداد الأنفاق بالمياه وإغلاق عشرات الطرقات.
على صعيد متصل، عطلت الأمطار والسيول حياة كثير من المدنيين في دمشق، ما منعهم من التحرك نحو العمل والجامعات والمدارس.
زياد حميد، وهو من سكان مدينة جرمانا بريف دمشق، يقول: "عندما هطلت الأمطار وزحفت السيول لم نتمكن من التحرك من منازلنا"، موضحاً أنّه كان يحاول التوجه نحو عمله في إحدى ورش الكهربائيات القريبة، لكنّه فشل في ذلك عدة مرات.
تتهم مواطنة أخرى محافظة دمشق بالتقصير، وتقول: "في كلّ فترة من هذا العام يتكرّر الأمر من دون أن يتغيّر شيء"، مشيرة إلى أنّ السيول متوقعة كلّ سنة خلال هذه الفترة، ولذلك يجب أن يجري إصلاح شبكات الصرف الصحي أو إيجاد حلول بديلة من أجل استيعاب هذه الكميات الكبيرة من الأمطار.
بحسب إفادات مواطنين لـ"العربي الجديد"، فإنّ شبكات الصرف الصحي لم تكن مشكلتها عدم القدرة على استيعاب كميات المياه الكبيرة وحسب، بل يؤكد مواطنون أنّ الصرف الصحي تعطّل نهائياً بمجرّد زيادة الضغط عليه بكميات المياه الكبيرة
في مثل هذه الأيام من العام الماضي، إذ جرفت سيول مشابهة طفلة في العاصمة دمشق وقتلتها في ذلك الحين.