تتواصل في الدوحة، اليوم الإثنين، الجولة التاسعة من المفاوضات التي تجري بين حركة "طالبان" الأفغانية والمبعوث الأميركي للسلام في أفغانستان السفير زلماي خليل زادة، برعاية قطرية، حيث ستعقد، وفق المتحدث باسم المكتب السياسي لـ"طالبان" سهيل شاهين، جلستان صباحيه ومسائية اليوم، يجري فيهما التفاوض حول ترتيبات تطبيق اتفاق انسحاب القوات الأميركية، وترتيبات التوقيع على الاتفاق النهائي بين الطرفين.
وتوقع شاهين، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن يجري التوقيع في الدوحة على اتفاق انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان خلال العشرة أيام المقبلة، بحضور دولي كبير، حيث تطالب "طالبان" بحضور روسيا والصين ودول الجوار الأفغاني، والأمم المتحدة، لـ"توفير ضمانات دولية لتطبيقه".
وحول ما جرى بحثه في جلسة المفاوضات المغلقة التي جرت أمس الأحد، والمواضيع التي سيجري تناولها في جلسات اليوم الاثنين، قال شاهين: "سنستكمل اليوم التفاوض حول ترتيبات تطبيق الاتفاق، بعد أن تم التوصل الى اتفاق حول جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان".
ورفض شاهين الكشف عن تفاصيل الجدول الزمني، لكن مصادر وثيقة الصلة بالمفاوضات أكدت لـ"العربي الجديد" أن الاتفاق ينص على انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان خلال مدة لا تتجاوز 14 شهرا.
ووفق المتحدث باسم المكتب السياسي لـ"طالبان"، فإن جلسات المفاوضات اليوم ستتناول، أيضا، تحديد موعد ومكان لتوقيع الاتفاق بين الطرفين بشكل نهائي، وتوجيه الدعوات إلى روسيا والصين والأمم المتحدة ودول الجوار.
وحول مشاركة الجنرال سكوت ميلر، القائد الأعلى للقوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، في جلسات المفاوضات، قال شاهين إنه شارك في جلستين من جلسات المفاوضات ثم غادر.
وعما تردد حول طلب حركة "طالبان" من الولايات المتحدة دفع تعويضات مالية لأفغانستان بعد انتهاء الحرب، قال شاهين إن هذه القضية لم تطرح أو تبحث في المفاوضات.
وبشأن موعد انتهاء الجولة الحالية من المفاوضات، رد بالقول إن هذه الجولة من المفاوضات "مفتوحة، ولم يجر تحديد موعد لانتهائها"، لكنه توقع انتهاءها خلال اليومين المقبلين "ما لم تطرأ تطورات تستدعي استمرارها".
وحول ما إذا كان قد تم الاتفاق على موعد ومكان عقد المفاوضات الأفغانية– الأفغانية، وإن كانت ستعقد في النرويج، أوضح المتحدث: "سيجري الاتفاق على مكان وزمان هذه المفاوضات بعد التوقيع على اتفاق انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان"، مشيرا إلى أن "عقد هذه المفاوضات في النرويج أحد الخيارات المطروحة".
ويتضمن الاتفاق الذي سيجري التوقيع عليه سحب أكثر من 13 ألف جندي أميركي من أفغانستان، مع جدول زمني واضح، وهو المطلب الرئيسي لحركة "طالبان"، التي ستلتزم في المقابل بعدم استخدام المقاتلين الأجانب أراضي أفغانستان، كما يتضمن وقفا لإطلاق النار بين الحركة والأميركيين.
وتربط واشنطن بين توقيع اتفاق سلام في أفغانستان ونجاح الحوار والمفاوضات بين جميع الأطراف الأفغانية، بمن فيها حركة "طالبان" والحكومة الأفغانية.