بشرى (26 عاماً) تنشر يومياً، عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً التقطتها بعدسة هاتفها المحمول. أغلب تلك الصور تشير إلى الأماكن التي تواجدت فيها وحدها أو رفقة صديقاتها، أو تعرض مجموعة ملابس اشترتها من دون حاجة إليها، كما تؤكد لـ "العربي الجديد".
وتتابع "أعترف بأن المناسبات الشخصية لم تعد تقام لأهميتها وقيمتها المكانية أو الزمانية عند الأشخاص، لا سيما جيل الشباب، بل بات الهدف منها تجهيز صور أو مقاطع فيديو لمشاركتها مع الآخرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبينها الخطوبة والزواج. وكثيراً ما نفتعل مناسبة أو نقيم وليمة أو نجتمع مع الاصدقاء في مكان عام فقط كي ننشر الصور عبر تطبيقي (سناب تشاب) و(إنستاغرام) أو موقع (فيسبوك)".
تتحدث ندى (23 عاماً)، لـ "العربي الجديد"، عن تحضير إحدى زميلاتها في الجامعة حفل خطوبة، رغم الاتفاق مع أهل الشاب المتقدم لخطبتها على أن يكون الزواج بعد عامين، نظراً لظروفهما الشخصية، لكن حفل الخطوبة جاء بناءً على طلب الفتاة، لأنها تريد مشاركة الصور عبر حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي، على أن يكون هناك حفل آخر بعد عامين".
الطالب الجامعي ياسر طالب (19 عاماً)، يقول لـ "العربي الجديد"، إنه "أصبح لدينا هوس، وكأننا في سباق حول من ينشر أكثر ومن يسافر أكثر، وهكذا دخلنا في دوامة من الصعب الخروج منها. هناك الكثير من الميزات في مواقع التواصل الاجتماعي يمكن الاستفادة منها. في المقابل، توجد أضرار كثيرة، خاصة عند الإسراف في استخدام أي خاصية". واعترف طالب بأن "هذه المواقع أصبحت تكلف مستخدميها أعباء مادية أخرى جديدة، لأننا نسعى إلى نشر أفضل صور".
وتشارك لمياء (22 عاماً) أيضاً عبر "إنستاغرام" صورا لحفل عيد ميلادها الذي تحتفل به للمرة الثانية، بعد تخطيها عقدها الثاني.
تقول لمياء، لـ "العربي الجديد": "كلفني حفل الميلاد 50 ألف دينار (نحو 40 دولاراً أميركياً)، كنت بحاجة إلى تصوير الأمر، وما أقوم به جزء من سياسة متبعة بين الأصدقاء وعليّ مجاراتها كي لا أصبح شاذة عنهم، وكيلا أُنعت بالتخلف وعدم مواكبة العصر". وتضيف "لا أنكر وجود نوع من الغيرة بين الأصدقاء حول من ينشر صورا لحفل أو وليمة طعام أو خطوبة".
المحامية زينة (24 عاماً)، تعترف أنها "في إحدى المرات زارت مطعماً راقياً في العاصمة بغداد، ومن خلال خاصية (Check In) حدّدت موقعها قصداً". وتتابع "اخترت عصير المنغا بـ8 آلاف دينار (نحو 10 دولارات أميركية)، لم أتذوق منه شيئاً، لكني أرى الأصدقاء ينشرون صوره، ففعلت. وانصرفت بعد التقاط صور عدة". وتؤكد زينة لـ "العربي الجديد" أنها فعلت ذلك كي "لا تشعر بأنها أقل من الآخرين الذين ينشرون، طوال اليوم، صوراً عن مختلف المناسبات، وإن لم يكن حدثاً ذا أهمية".
وحول إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي وسلبياتها، تقول الناشطة ليلى التركماني، لـ"العربي الجديد"، إن هذه المواقع أتاحت للكثير من الناس بمختلف مستوياتهم نشر صورهم ومناسباتهم الخاصة والأفكار والتعليقات الإيجابية والسلبية، و"أحياناً الغبية منها والتي تنم، في كثير من الأحيان، عن جهل كبير، لكنها تجد من يصدقها ويعيد نشرها، وهذا ما يزيد من حالة الهوس والتأهب الكبيرين بمشاركة الصورة والأحداث ومقاطع الفيديو، والبث المباشر وعيش اللحظة وقت حدوثها، بل يضع هواتف المتابعين في حالة الاستعداد من أجل الحصول على اللقطة المناسبة ومشاركتها مع الجميع".
وتتابع التركماني "وسط ذلك، أجبرت تلك المواقع متابعيها على أن يكونوا أفضل، حتى إن الكثير من ربات البيوت بدأن بتنظيم منازلهن وتجهيز سفرة الطعام بشكل مميز، لأنهن في الغالب سوف يلتقطن صورا وينشرنها عن الطعام الذي بذلن فيه جهداً كبيراً، لكن هناك من يختلق المناسبات فقط لصناعة لقطة مميزة تستحق النشر، وبالتالي الحصول على عدد كبير من الإعجابات والتعليقات والمشاركة، وهذا بحد ذاته تبذير، فضلاً عن أعباء إضافية تضاف إلى كاهل الأسر المثقلة أساساً بالمصاريف".
وتفيد بأنه "يمكن القول إن نحو 70 في المائة من المستخدمين الشباب لا ينشرون الأحداث والصور لأهميتها، إنما لمواكبتهم هوس النشر، إذ بات الكل يتنافس ليكون منشوره الأفضل، والغالبية العظمى يتفاخرون من خلال منشوراتهم عن الرحلات التي قاموا بها والملابس التي ابتاعوها والمطاعم والمقاهي التي دخلوها. وهكذا يدور المتابعون في دوامة هذا الفلك".
وكانت دراسة أميركية أجراها باحثون في كلية العلوم الطبية، في جامعة بيتسبرغ، في ولاية بنسلفانيا الأميركية، أفادت، هذا العام، بأن مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن تزيد من شعور الأشخاص بالوحدة والعزلة الاجتماعية. ووجد فريق البحث أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لأكثر من ساعتين خلال اليوم يضاعف فرص شعور المستخدمين بالوحدة والعزلة الاجتماعية، وعلل الباحثون ذلك بأن استعراض المستخدمين صورا مثالية لحياة الآخرين يزيد من مشاعر الحقد والغيرة لديهم.
اقــرأ أيضاً
وتتابع "أعترف بأن المناسبات الشخصية لم تعد تقام لأهميتها وقيمتها المكانية أو الزمانية عند الأشخاص، لا سيما جيل الشباب، بل بات الهدف منها تجهيز صور أو مقاطع فيديو لمشاركتها مع الآخرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبينها الخطوبة والزواج. وكثيراً ما نفتعل مناسبة أو نقيم وليمة أو نجتمع مع الاصدقاء في مكان عام فقط كي ننشر الصور عبر تطبيقي (سناب تشاب) و(إنستاغرام) أو موقع (فيسبوك)".
تتحدث ندى (23 عاماً)، لـ "العربي الجديد"، عن تحضير إحدى زميلاتها في الجامعة حفل خطوبة، رغم الاتفاق مع أهل الشاب المتقدم لخطبتها على أن يكون الزواج بعد عامين، نظراً لظروفهما الشخصية، لكن حفل الخطوبة جاء بناءً على طلب الفتاة، لأنها تريد مشاركة الصور عبر حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي، على أن يكون هناك حفل آخر بعد عامين".
الطالب الجامعي ياسر طالب (19 عاماً)، يقول لـ "العربي الجديد"، إنه "أصبح لدينا هوس، وكأننا في سباق حول من ينشر أكثر ومن يسافر أكثر، وهكذا دخلنا في دوامة من الصعب الخروج منها. هناك الكثير من الميزات في مواقع التواصل الاجتماعي يمكن الاستفادة منها. في المقابل، توجد أضرار كثيرة، خاصة عند الإسراف في استخدام أي خاصية". واعترف طالب بأن "هذه المواقع أصبحت تكلف مستخدميها أعباء مادية أخرى جديدة، لأننا نسعى إلى نشر أفضل صور".
وتشارك لمياء (22 عاماً) أيضاً عبر "إنستاغرام" صورا لحفل عيد ميلادها الذي تحتفل به للمرة الثانية، بعد تخطيها عقدها الثاني.
تقول لمياء، لـ "العربي الجديد": "كلفني حفل الميلاد 50 ألف دينار (نحو 40 دولاراً أميركياً)، كنت بحاجة إلى تصوير الأمر، وما أقوم به جزء من سياسة متبعة بين الأصدقاء وعليّ مجاراتها كي لا أصبح شاذة عنهم، وكيلا أُنعت بالتخلف وعدم مواكبة العصر". وتضيف "لا أنكر وجود نوع من الغيرة بين الأصدقاء حول من ينشر صورا لحفل أو وليمة طعام أو خطوبة".
المحامية زينة (24 عاماً)، تعترف أنها "في إحدى المرات زارت مطعماً راقياً في العاصمة بغداد، ومن خلال خاصية (Check In) حدّدت موقعها قصداً". وتتابع "اخترت عصير المنغا بـ8 آلاف دينار (نحو 10 دولارات أميركية)، لم أتذوق منه شيئاً، لكني أرى الأصدقاء ينشرون صوره، ففعلت. وانصرفت بعد التقاط صور عدة". وتؤكد زينة لـ "العربي الجديد" أنها فعلت ذلك كي "لا تشعر بأنها أقل من الآخرين الذين ينشرون، طوال اليوم، صوراً عن مختلف المناسبات، وإن لم يكن حدثاً ذا أهمية".
وحول إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي وسلبياتها، تقول الناشطة ليلى التركماني، لـ"العربي الجديد"، إن هذه المواقع أتاحت للكثير من الناس بمختلف مستوياتهم نشر صورهم ومناسباتهم الخاصة والأفكار والتعليقات الإيجابية والسلبية، و"أحياناً الغبية منها والتي تنم، في كثير من الأحيان، عن جهل كبير، لكنها تجد من يصدقها ويعيد نشرها، وهذا ما يزيد من حالة الهوس والتأهب الكبيرين بمشاركة الصورة والأحداث ومقاطع الفيديو، والبث المباشر وعيش اللحظة وقت حدوثها، بل يضع هواتف المتابعين في حالة الاستعداد من أجل الحصول على اللقطة المناسبة ومشاركتها مع الجميع".
وتتابع التركماني "وسط ذلك، أجبرت تلك المواقع متابعيها على أن يكونوا أفضل، حتى إن الكثير من ربات البيوت بدأن بتنظيم منازلهن وتجهيز سفرة الطعام بشكل مميز، لأنهن في الغالب سوف يلتقطن صورا وينشرنها عن الطعام الذي بذلن فيه جهداً كبيراً، لكن هناك من يختلق المناسبات فقط لصناعة لقطة مميزة تستحق النشر، وبالتالي الحصول على عدد كبير من الإعجابات والتعليقات والمشاركة، وهذا بحد ذاته تبذير، فضلاً عن أعباء إضافية تضاف إلى كاهل الأسر المثقلة أساساً بالمصاريف".
وتفيد بأنه "يمكن القول إن نحو 70 في المائة من المستخدمين الشباب لا ينشرون الأحداث والصور لأهميتها، إنما لمواكبتهم هوس النشر، إذ بات الكل يتنافس ليكون منشوره الأفضل، والغالبية العظمى يتفاخرون من خلال منشوراتهم عن الرحلات التي قاموا بها والملابس التي ابتاعوها والمطاعم والمقاهي التي دخلوها. وهكذا يدور المتابعون في دوامة هذا الفلك".
وكانت دراسة أميركية أجراها باحثون في كلية العلوم الطبية، في جامعة بيتسبرغ، في ولاية بنسلفانيا الأميركية، أفادت، هذا العام، بأن مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن تزيد من شعور الأشخاص بالوحدة والعزلة الاجتماعية. ووجد فريق البحث أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لأكثر من ساعتين خلال اليوم يضاعف فرص شعور المستخدمين بالوحدة والعزلة الاجتماعية، وعلل الباحثون ذلك بأن استعراض المستخدمين صورا مثالية لحياة الآخرين يزيد من مشاعر الحقد والغيرة لديهم.