في ظلّ تواصل جرائم الاحتلال الإسرائيلي، شارك عشرات الأطفال وذويهم في فعالية حملت شعار "مش خايفين" في منطقة باب العامود (إحدى بوابات بلدة القدس القديمة)، بهدف نزع الخوف من قلوب المواطنين، في وقت لم يتردد الاحتلال في إعدام شباب فلسطينيين. هذه الفعالية تخلّلتها قراءة كتب وترديد أناشيد تتغنى بالشهداء وتضحياتهم، وسط تواجد كثيف لقوات الاحتلال، التي حاولت أكثر من مرة منع المشاركين من تنظيمها. المستوطنون أيضاً كانوا حاضرين، وإن احتموا بقوات الاحتلال. في هذا السياق، تتحدث الناشطة المقدسية منى بربر عن أهمية الفعالية، لافتة إلى أنها تهدف إلى كسر حاجز الخوف الذي فرضه الاحتلال نتيجة جرائمه وإعدام الشباب. تضيف أنه "بالنسبة للمقدسيّين، يعدّ باب العامود أو بوابة دمشق حاضرنا وتاريخنا ومعنى وجودنا".
من جهتها، توضح المشاركة هبة محمود لـ "العربي الجديد": "حضرت وصديقاتي لنعبر عن حبنا لمدينتنا، بالإضافة إلى قراءة تاريخها، والتعرّف على نضال أبنائها في المكان نفسه الذي تحول إلى ساحة رعب". تضيف: "لم نختفِ بعد اليوم، ولن نخشى الجنود وإن كان بمقدورهم إطلاق النار علينا أو اعتقالنا". آية سعيدة، وهي صديقة محمود، والتي كانت قد تعرضت للضرب في باب العامود قبل يومين، شاركت أيضاً في الفعالية. أرادت أن تقول إنها ليست خائفة، وستواصل المجيء إلى باب العامود. تضيف: "هم أكثر جبناً من أن يمنعوننا".
على مقربة من الفتاتين، كان الطفل محمد عودة، وهو من سلوان، يردد أغنية حفظها عن ظهر قلب: "طاق طاق طاقية، ليش نخاف الحرامية، طاق طاق طاقية، بس القدس عربية". أما إياد الجعبة (11 عاماً)، فانهمك بالرسم. يقول: "هنا استشهد. والله شفته هون لما طخّوه". كان إياد يقصد الشهيد بلال سدر الذي قتل برصاص الاحتلال في ذات المكان الذي استشهد فيه محمد سعيد محمد، والذي أصاب ثلاثة جنود من الوحدة الخاصة في شرطة ياسام".
بدورها، تقول إيثار حشيمة التي ساهمت أيضاً بالإشراف على الفعالية: "نريد كسر حاجز الخوف. الناس هنا باتت تخشى على أطفالها من القتل أو الاعتقال".
إلى ذلك، تؤكد بربر أن العمل لن يتوقف هنا، مشيرة إلى "تنظيم مزيد من النشاطات". وفي رسالة إلى الاحتلال، تقول: "من لم يعجبه، فليشرب من مياه البحر الميت أو غيرها". ويكفي أن هذه المبادرة أطلقها شباب وفتيات القدس.
اقرأ أيضاً: حرّروا جثامين أبنائنا