أصبح الشارع في الجزائر فضاء للتلاقي ولم شمل الموهوبين، ويجمع القراء والمولعين بالمطالعة والمعرفة، كما باتت حديقة ساحة البريد المركزي بقلب العاصمة الجزائرية مكاناً للم شمل الطلبة والمهتمين بالكتاب، في مبادرة أطلق عليها تسمية "ضع كتاباً وخذ كتاباً آخر" بالمجان، أطلقها شباب بالجزائر العاصمة تهدف إلى تعميم المطالعة وتحفيزها.
وتساعد هذه المبادرة من لا يملكون إمكانات الحصول على كتب قيمة أو باهظة الثمن، والأهم أن من يأخذ كتاباً يجب أن يضع كتاباً آخر في المقابل. ويرى كثيرون أنها نافذة تفتح أمام محبي الكتب ليتمتعوا ويستفيدوا من كل جديد.
هذا الفضاء الذي احتضنته ساحة البريد المركزي يقصده شباب متطوع كل يوم سبت باعتباره يوم عطلة في الجزائر.
كثيرون وجدوا ضالتهم في ساحة البريد المركزي، وكشف الطالب الجامعي محمد لحلو لـ"العربي الجديد" أن هذا الفضاء يجمع بين الجامعيين والكتاب وأصحاب المعرفة، كما أنه مساحة للتلاقي الشخصي والإنساني، فتذوب فيه كل الفروقات والاختلافات، في ظل سيطرة الشبكة العنكبوتية على العقول، والتي باعدت بين الأفراد رغم أنها قربت بين الناس افتراضياً"، موضحاً بأن هذا الشارع مكن من التقريب بين الكثيرين واختصار المسافات.
اللافت أن مثل هذه المبادرات انتشرت على مساحة واسعة قرب البريد المركزي بالعاصمة الجزائرية، والتي باتت تجمع تظاهرات فنية ورياضية وثقافية، كونها نقطة استقطاب لزوار العاصمة، ومحطة عبور للآلاف، وفضاء يجمع عشرات المواهب من مختلف الاختصاصات، كما تسمح للتلاقي بين الشباب من مختلف أحياء العاصمة الجزائرية.
وحظيت هذه المبادرة باستحسان وإعجاب رواد شبكات التواصل الاجتماعي، ودعا كثيرون إلى تعميمها عبر مختلف الولايات، لأنها حسب الإعلامي عبد الحميد سايحي "تعيدنا إلى فترات الزمن الجميل في المدارس، عندما كان التلاميذ يقايضون كتاباً بكتاب".
وأضاف لـ"العربي الجديد" بأن "أي مبادرة من شأنها نشر المعرفة يجب تفعيلها وتعميمها على مختلف المناطق لتعميم الفائدة على محبي القراءة".
كما اعتبر أن المبادرة "شبابية ثقافية" تمنح فرصة لكل مثقف وقارئ لتجديد مكتبته وتوسيع مجالات القراءة لديه، ومن شأنها أيضاً أن تشكل مكتبة بديلة للقراء ومحبي المطالعة في ظل تناقص المكتبات في العاصمة الجزائرية وغلاء بعض الكتب التي تظل غير متاحة.