شتاء قاس ينتظر الأهالي في الشمال السوري بسبب غلاء الوقود

11 نوفمبر 2018
وقود التدفئة ليس متاحاً للجميع (العربي الجديد)
+ الخط -
شتاء صعب كسابقه يمر على سكان الشمال السوري من أهالي ريف حلب الشمالي والمهجرين معهم في منطقة "درع الفرات"، مع ارتفاع أسعار المحروقات اللازمة للتدفئة، وهي العامل الأول في استهلاك الوقود تليها مولدات الطاقة الكهربائية.

محمد عز (43 عاماً)، وهو تاجر محروقات، يوضح لـ"العربي الجديد"، أن "الأسباب التي أدت إلى الارتفاع الحاد والمفاجئ في أسعار الوقود والمحروقات عموماً في منطقة درع الفرات تعود إلى انخفاض كمية النفط في منطقة سيطرة الجيش الحر والجيش التركي الآتية من مناطق سيطرة مليشيا قسد في شرق سورية، والأمر الآخر هو تحكم السماسرة في عمليات إدخال هذا النفط عبر حواجز قسد والجيش السوري الحر، ما يؤدي إلى زيادة الأجور ودفع ضرائب وإتاوات كبيرة لتلك الحواجز، ما يدفع التاجر إلى زيادة السعر".

ويضيف عز قائلا: "بلغ سعر اللتر الواحد من الديزل المكرر في منطقة درع الفرات 300 ليرة سورية، وسعر البرميل بلغ 65 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 135 دولاراً أميركياً، وهذا المبلغ كبير بالنسبة لتسعين بالمائة من الأهالي والنازحين، ما اضطر التجار إلى خفض سعر اللتر الواحد إلى 250 ليرة سورية".

ويتابع: "في السابق كان سعر اللتر الواحد من الديزل لا يتجاوز 200 ليرة سورية للأنواع الجيدة. أما سعر لتر البنزين حاليا ثابت عند 350 ليرة سورية، وبالنسبة للكاز يبلغ سعر اللتر الواحد 300 ليرة سورية".

وعن طرق تكرير النفط الخام الواصل إلى المنطقة، يوضح عز أن "التكرير يتم بوساطة محطات بدائية، وجودة الوقود المستخرج من النفط الخام ليست كما هي مطلوبة، ولكنها تفي بالغرض للاستخدام في وقود السيارات أو التدفئة، وحتى بالنسبة لمولدات الطاقة الكهربائية التي تعمل بالديزل، ومحطات التكرير هذه تتسبب في كثير من الأضرار، سواء للعاملين فيها أو الأهالي في الجوار وحتى الطبيعة المحيطة، كونها تعمل بعشوائية كبيرة ومن دون مراعاة للبيئة".

ومحطات التكرير البدائية التي يطلق عليها السكان المحليون تسمية "حراقات"، تتسبب في أضرار بالغة للسكان والبيئة؛ لأن الأبخرة السامة الناجمة عن عملية التكرير لا يتم التعامل معها ضمن شروط صحية، وأودت بحياة كثير من العاملين فيها. وبلغ عدد الحراقات في إدلب وحدها، بحسب الإحصائيات المحلية، 470 وحدة، وفي منطقة درع الفرات وصل العدد إلى أكثر من نصف العدد الموجود في إدلب.

ويقول نور الخطيب (34 عاماً)، وهو مُهجر من جنوب دمشق يقيم حالياً في مدينة الباب بريف حلب، لـ"العربي الجديد": "في الوقت الحالي، لا قدرة لي على شراء برميل من الديزل، لأن سعره مرتفع جدا"، لافتاً إلى أنه يفكر الآن في استخدام الغاز للتدفئة، كونه أقل عبئا من حيث التكلفة، لكن سيحاول شراء كمية ديزل تتناسب مع حاجته يخصصها للأيام شديدة البرودة.

وكان وقود الديزل قبل عام 2011 هو الشائع في التدفئة في سورية، لسعره المنخفض واشتهار سورية بصناعة مدافئ خاصة به. لكن في الوقت الحالي تعددت وسائل التدفئة كثيراً، مع استخدام الحطب أو الغاز ومخلفات البلاستيك والمواد القابلة للاشتعال، إضافة إلى قشور الفستق الحلبي في بعض المناطق، حيث يصل سعر مدفأة قشور الفستق إلى 150 دولارا في مناطق ريف حماة الشمالي وإدلب.

أما ابن مدينة الباب محمد حلبي، فيقول لـ"العربي الجديد"، "بالنسبة لي مدفأة الديزل لا غنى عنها مطلقا في فصل الشتاء، وأطفالي ما زالوا صغارا، وإمكاناتي المادية تتيح لي شراء الكمية التي أحتاجها منه، لذلك أراها الأفضل ومناسبة أكثر من الغاز أو الحطب، فهي أقل ضرراً على الأطفال ولا تصدر عنها روائح وأوساخ كثيرة".