قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس شتولتنبرغ، في حوار مع شبكة "أيه آر دي" الإخبارية، ليل الأحد، إنه يجب أن تنبثق عن قمة لندن تأكيدات عن أننا تحالف موثوق، وهذه هي أفضل طريقة للحفاظ على السلام، قبل أن يشدّد على أن الحلف ليس ميتاً دماغياً، وهو قوي ومتحرك وحيوي لأمننا، والاختلافات تحتاج إلى المعالجة، وهذا ما كنا نفعله منذ عقود.
وفي ردّ على سؤال، اعتبر الأمين العام أن الرسالة من القمة المقرّر انعقادها هذا الأسبوع، يجب أن تكون واضحة، وهي أنه على الرغم من الاختلافات في التجارة، وتغير المناخ، والاتفاق النووي الإيراني، أو ما حصل أخيراً في شمال شرق سورية، نحن باقون وثابتون معاً.. الوحدة شاغلنا الأساسي للحماية والدفاع عن بعضنا البعض في الأيام المضطربة التي نراها اليوم، قبل أن يضيف أن من المهم للغاية وجود مؤسسات متعددة الأطراف قوية مثل حلف شمال الأطلسي، قائلاً: "نعم، نحن 29 دولة مختلفة على جانبي المحيط الأطلسي، ومع وجهات نظر ومشاكل غير منسجمة، لكن نتفق على الرسالة الرئيسة وهي ان نقف معاً".
إلى ذلك، توقع شتولتنبرغ في حديثه الولاء حتى من فرنسا، على الرغم من دفاع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن تصريحاته بأن الحلف في حالة موت دماغي، داعياً إلى الوحدة وإلى علاقات أفضل مع روسيا، لافتاً إلى أنه يرى حلف الأطلسي اليوم، وعلى الرغم من بعض الاختلافات بين الحلفاء، يفعل أكثر مما فعل خلال العقود الاخيرة، قائلاً: "أميركا وأوروبا تفعلان المزيد معاً، وهناك مستوى عالٍ من الالتزام من قواتنا".
وكان ماكرون أعاد، في تصريحاته لـ"العربي الجديد"، التي جاءت على هامش منتدى باريس الثاني للسلام الذي انعقد بين 11 و13 نوفمبر/تشرين الثاني، تأكيد موقفه بأن حلف شمال الأطلسي (الناتو) كان في حالة "موت سريري"، معللًّا ذلك بأنه "لا يوجد أي تنسيق على الإطلاق في صناعة القرار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو".
وقال ماكرون إن على أوروبا "أن تستيقظ"، وأن تعتبر نفسها "وحدة جيوسياسية"، مضيفاً أن "الخطر هو الكسل".
ومضى قائلًا: "حين نقول إن لدينا منظمات، وإننا نحبها، فدعونا لا نسائلها... نحن في حاجة إلى الحقيقة؛ التزمت والنفاق لا يعملان في هذا العصر، لأن إخواننا المواطنين يرون ذلك".
ورأى الرئيس الفرنسي أن الحديث بوضوح يعد أمراً حيوياً قبيل قمة "الناتو" في لندن في الرابع من ديسمبر/كانون الأول المقبل، وبالذات لأن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، "كان يدير ظهره لنا".
الحلف واحد للجميع
وبالحديث عن تحالف ذات مصداقية، اعتبر الأمين العام أن الفكرة الكاملة وراء المادة 5 في اتفاقية حلف شمال الأطلسي، تقوم على أن الحلف واحد للجميع، أي أن أي هجوم مسلح ضد دولة واحدة أو أكثر في أوروبا أو أميركا الشمالية، يُعتبر عليهم جميعاً، وطالما أن الأعداء المحتملين يعرفون أن أي هجوم على حليف سيؤدي إلى ردّ التحالف بالكامل، فلن يهاجمنا أي خصم، مضيفاً: نحن معاً نشكل إلى حد بعيد أقوى قوة عسكرية في العالم، وأتوقع من جميع الحلفاء، بما في ذلك فرنسا، الالتزام التعاقدي بالمادة 5. وقال: أنا واثق من أن جميع رؤساء دول وحكومات حلف شمال الأطلسي، الرئيس ماكرون والمستشارة ميركل وجميع الآخرين، سيعيدون تأكيد التزامهم القوي بدفاعنا المشترك في قمة لندن.
اقــرأ أيضاً
تقبل الاختلافات
وحيال الخلافات، اعتبر رئيس الوزراء النرويجي السابق، أن على الجميع تقبل الاختلافات والعمل على التغلب عليها، 29 دولة حليفة لن تكون قادرة على الاتفاق على كل شيء، وبالطبع سيكون من الأفضل إذا، وعلى سبيل المثال، أن نتفق على كيفية التعامل مع الوضع في شمال شرق سورية؛ قبل أن يعود ويردّ على سؤال عن عدم النجاح في تنظيم الخلاف، بالقول: إذا لم نتمكن من إيجاد أرضية مشتركة، يجب علينا ألا نقوض الغرض الرئيس للحلف في حماية بعضنا البعض، وطالما بقينا بلا حلّ، من الضروري العمل على الحد من التأثيرات السلبية على الحلف.
من جهة ثانية، أشار شتولتنبرغ إلى أنه يوجد في أوروبا الآلاف من الجنود الأميركيين، وبينهم من يشارك في المناورات، وفي غضون بضعة أشهر، سيتمّ نشر 20 ألف جندي للمشاركة في أكبر مناورة عسكرية أميركية في أوروبا منذ 25 عاماً، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تدير إحدى مجموعات القتال التابعة لحلف شمال الأطلسي في دول البلطيق وبولندا، مشيراً الى أنه، وبعد الحرب الباردة، خفضت أميركا من وجود قواتها، وغادرت آخر دبابة قتال أميركية مدينة بريمرهافن الألمانية في ديسمبر/كانون الأول عام 2013، أما الآن فعادت القوات الأميركية مع لواء من الدبابات والعديد من الدبابات القتالية.
العلاقة مع روسيا
وبخصوص العلاقة مع روسيا، قال إن روسيا أكبر جار لنا، وستظل كذلك، ونحن بحاجة إلى التحدث معها لتحسين علاقتنا، وحتى من دون تحسين العلاقات، نحتاج إلى "إدارة" علاقة معهم، ونحن مع محادثات تحدّ من التسلح معهم، والنهج العادل أن الردع يقترن بالحوار.
التحديات التي تواجه الحلف
وعن التحديات التي تواجه الحلف، رأى الأمين العام أن هناك تحديات تكنولوجية كبيرة، تكنولوجيات تخريبية جديدة مثل الذكاء الاصطناعي أو أنظمة الأسلحة المستقلة، إلى التعرف على الوجوه والبيانات الضخمة، واذا ما قمت بدمجها ستتغير جذرياً الطريقة التي تدار بها الحرب، وبالطبع هذا يشكل تهديدات وتحديات خطيرة، لكنه يوفر في الوقت ذاته بعض الفرص، فحلف شمال الأطلسي يحتاج للحفاظ على ريادته التكنولوجية.
وعن مستقبل الحدّ من الأسلحة، أشار إلى أن تحديد الأسلحة كان يتعلق بعدد الرؤوس الحربية، في المستقبل قد يكون الأمر يتعلق بالتحكم بالخوارزميات، وهي طريقة جديدة في التفكير، عندما يتعلق الأمر بالتعاون الدولي والتقنيات الحديثة.
إلى ذلك، توقع شتولتنبرغ في حديثه الولاء حتى من فرنسا، على الرغم من دفاع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن تصريحاته بأن الحلف في حالة موت دماغي، داعياً إلى الوحدة وإلى علاقات أفضل مع روسيا، لافتاً إلى أنه يرى حلف الأطلسي اليوم، وعلى الرغم من بعض الاختلافات بين الحلفاء، يفعل أكثر مما فعل خلال العقود الاخيرة، قائلاً: "أميركا وأوروبا تفعلان المزيد معاً، وهناك مستوى عالٍ من الالتزام من قواتنا".
وكان ماكرون أعاد، في تصريحاته لـ"العربي الجديد"، التي جاءت على هامش منتدى باريس الثاني للسلام الذي انعقد بين 11 و13 نوفمبر/تشرين الثاني، تأكيد موقفه بأن حلف شمال الأطلسي (الناتو) كان في حالة "موت سريري"، معللًّا ذلك بأنه "لا يوجد أي تنسيق على الإطلاق في صناعة القرار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو".
وقال ماكرون إن على أوروبا "أن تستيقظ"، وأن تعتبر نفسها "وحدة جيوسياسية"، مضيفاً أن "الخطر هو الكسل".
ومضى قائلًا: "حين نقول إن لدينا منظمات، وإننا نحبها، فدعونا لا نسائلها... نحن في حاجة إلى الحقيقة؛ التزمت والنفاق لا يعملان في هذا العصر، لأن إخواننا المواطنين يرون ذلك".
ورأى الرئيس الفرنسي أن الحديث بوضوح يعد أمراً حيوياً قبيل قمة "الناتو" في لندن في الرابع من ديسمبر/كانون الأول المقبل، وبالذات لأن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، "كان يدير ظهره لنا".
الحلف واحد للجميع
وبالحديث عن تحالف ذات مصداقية، اعتبر الأمين العام أن الفكرة الكاملة وراء المادة 5 في اتفاقية حلف شمال الأطلسي، تقوم على أن الحلف واحد للجميع، أي أن أي هجوم مسلح ضد دولة واحدة أو أكثر في أوروبا أو أميركا الشمالية، يُعتبر عليهم جميعاً، وطالما أن الأعداء المحتملين يعرفون أن أي هجوم على حليف سيؤدي إلى ردّ التحالف بالكامل، فلن يهاجمنا أي خصم، مضيفاً: نحن معاً نشكل إلى حد بعيد أقوى قوة عسكرية في العالم، وأتوقع من جميع الحلفاء، بما في ذلك فرنسا، الالتزام التعاقدي بالمادة 5. وقال: أنا واثق من أن جميع رؤساء دول وحكومات حلف شمال الأطلسي، الرئيس ماكرون والمستشارة ميركل وجميع الآخرين، سيعيدون تأكيد التزامهم القوي بدفاعنا المشترك في قمة لندن.
وحيال الخلافات، اعتبر رئيس الوزراء النرويجي السابق، أن على الجميع تقبل الاختلافات والعمل على التغلب عليها، 29 دولة حليفة لن تكون قادرة على الاتفاق على كل شيء، وبالطبع سيكون من الأفضل إذا، وعلى سبيل المثال، أن نتفق على كيفية التعامل مع الوضع في شمال شرق سورية؛ قبل أن يعود ويردّ على سؤال عن عدم النجاح في تنظيم الخلاف، بالقول: إذا لم نتمكن من إيجاد أرضية مشتركة، يجب علينا ألا نقوض الغرض الرئيس للحلف في حماية بعضنا البعض، وطالما بقينا بلا حلّ، من الضروري العمل على الحد من التأثيرات السلبية على الحلف.
من جهة ثانية، أشار شتولتنبرغ إلى أنه يوجد في أوروبا الآلاف من الجنود الأميركيين، وبينهم من يشارك في المناورات، وفي غضون بضعة أشهر، سيتمّ نشر 20 ألف جندي للمشاركة في أكبر مناورة عسكرية أميركية في أوروبا منذ 25 عاماً، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تدير إحدى مجموعات القتال التابعة لحلف شمال الأطلسي في دول البلطيق وبولندا، مشيراً الى أنه، وبعد الحرب الباردة، خفضت أميركا من وجود قواتها، وغادرت آخر دبابة قتال أميركية مدينة بريمرهافن الألمانية في ديسمبر/كانون الأول عام 2013، أما الآن فعادت القوات الأميركية مع لواء من الدبابات والعديد من الدبابات القتالية.
العلاقة مع روسيا
وبخصوص العلاقة مع روسيا، قال إن روسيا أكبر جار لنا، وستظل كذلك، ونحن بحاجة إلى التحدث معها لتحسين علاقتنا، وحتى من دون تحسين العلاقات، نحتاج إلى "إدارة" علاقة معهم، ونحن مع محادثات تحدّ من التسلح معهم، والنهج العادل أن الردع يقترن بالحوار.
التحديات التي تواجه الحلف
وعن التحديات التي تواجه الحلف، رأى الأمين العام أن هناك تحديات تكنولوجية كبيرة، تكنولوجيات تخريبية جديدة مثل الذكاء الاصطناعي أو أنظمة الأسلحة المستقلة، إلى التعرف على الوجوه والبيانات الضخمة، واذا ما قمت بدمجها ستتغير جذرياً الطريقة التي تدار بها الحرب، وبالطبع هذا يشكل تهديدات وتحديات خطيرة، لكنه يوفر في الوقت ذاته بعض الفرص، فحلف شمال الأطلسي يحتاج للحفاظ على ريادته التكنولوجية.
وعن مستقبل الحدّ من الأسلحة، أشار إلى أن تحديد الأسلحة كان يتعلق بعدد الرؤوس الحربية، في المستقبل قد يكون الأمر يتعلق بالتحكم بالخوارزميات، وهي طريقة جديدة في التفكير، عندما يتعلق الأمر بالتعاون الدولي والتقنيات الحديثة.