تمثل طبيعة العلاقة بين الشرق والغرب وماهيتها ومساراتها إشكالية عميقة في العقلين العربي والغربي، وهي التي أخذت أبعاداً سياسية واقتصادية وثقافية وعلمية.
والباحث في غمارها يتوقف عند مراحل عديدة من الصراع المسلح بين الطرفين، في فترات تاريخية متفاوتة، كانت فيه الغلبة للمشرقيين تارة وللغربين تارة أخرى، ولكن في عالم اليوم، الذي تتماهى فيه الحدود والفوارق الثقافية في عالم أصبح أكثر قرباً وأكثر تشابكاً، لا يمكن استخدام أدوات صراع تعود لعصور ماضية.
درس عدد من الباحثين الغربيين الشرق وأنصفوه، ولعل أشهرهم الألمانية، زيغريد هونكه، التي أقرت بفضل الحضارة الإسلامية على الغرب، وأسمت مؤلفها الشهير (شمس العرب تسطع على الغرب).
هذا ما يدفعنا اليوم للبحث عن المشتركات أكثر من البحث عن عوامل تفجر الصراعات. فالحروب التي شنتها الدول الغربية في مطلع القرن العشرين على المشرق العربي، كان المحرك الأساسي فيها المصالح الاقتصادية، وإن ارتدت عباءة التوصيفات الدينية والعنصرية.
إن المجتمعات الغربية حالها حال المجتمعات العربية، مع فروق في الرؤى والتوجهات والاعتقاد، لكن العقل الغربي تغير والنظرة الاستعمارية التي سادت في مرحلة ما قد زالت، وبدراسة بسيطة لتوجهات الرأي العام الغربي اليوم تجده أكثر قرباً ونصرة للقضايا العربية، ناهيك عن دخول أعداد كبيرة من الأوروبيين في الدين الإسلامي، الأمر الذي يعني أن الآخر المتمثل بالغرب بات أقرب ثقافياً واجتماعياً للمشرق وحتى وجدانياً.
في عالم العولمة، اليوم، الذي باتت فيه الفروق الثقافية لا تقتصر على المكان، فإن جولة في أية مدينة أوروبية صغيرة أو كبيرة تجد فيها مسجدا ومطاعم تقدم وجبات شرقية ومراكز ثقافية إسلامية، ناهيك عن وجوه سمراء فيها عبق الشرق تحمل جنسية تلك الدول.
أسر مشرقية اعتادت حياة الغرب وعاشت فيه ونقلت مخزونها الفكري والثقافي والمعرفي إليه، وبالمقلب الآخر كان الغرب حاضراً في المشرق العربي، قبل مائتي عام وأكثر حين جاء الشاب المنحدر من مدينة طهطا، إحدى مدن سوهاج في الصعيد المصري، رفاعة الطهطاوي، وبدأ منعطف كبير في حياته عندما وصل إلى باريس ضمن بعثة عددها أربعون طالباً أرسلها محمد علي على متن السفينة الحربية الفرنسية (لاترويت) لدراسة العلوم الحديثة، والاستفادة من قدرات وإمكانيات الغرب ونقلها إلى مصر، وهناك درس اللغة الفرنسية واطلع على العلوم كافة، وبعد خمسٍ سنوات حافلة أدى رفاعة امتحان الترجمة، وقدم مخطوطة كتابه، الذي نال بعد ذلك شهرة واسعة ،(تخليص الإبريز في تلخيص باريز ).
إن النظرة المتبادلة بين الشرق والغرب يجب أن تخرج من قوالبها الكلاسيكية المبنية على فكرة الغرب الكافر والشرق المؤمن. ولا بد للغرب من أن يكسر المفهوم الجامد عن الشرق على اعتباره "شرقاً متخلفاً" مُصدّراً للفكر الإرهابي أمام "الغرب المتحضر" الوادع، الذي ينعم بالأمن والسلام، وأن تدرك الشعوب أن نقاط الالتقاء والتقارب أكبر من نقاط الاختلاف.
والباحث في غمارها يتوقف عند مراحل عديدة من الصراع المسلح بين الطرفين، في فترات تاريخية متفاوتة، كانت فيه الغلبة للمشرقيين تارة وللغربين تارة أخرى، ولكن في عالم اليوم، الذي تتماهى فيه الحدود والفوارق الثقافية في عالم أصبح أكثر قرباً وأكثر تشابكاً، لا يمكن استخدام أدوات صراع تعود لعصور ماضية.
درس عدد من الباحثين الغربيين الشرق وأنصفوه، ولعل أشهرهم الألمانية، زيغريد هونكه، التي أقرت بفضل الحضارة الإسلامية على الغرب، وأسمت مؤلفها الشهير (شمس العرب تسطع على الغرب).
هذا ما يدفعنا اليوم للبحث عن المشتركات أكثر من البحث عن عوامل تفجر الصراعات. فالحروب التي شنتها الدول الغربية في مطلع القرن العشرين على المشرق العربي، كان المحرك الأساسي فيها المصالح الاقتصادية، وإن ارتدت عباءة التوصيفات الدينية والعنصرية.
إن المجتمعات الغربية حالها حال المجتمعات العربية، مع فروق في الرؤى والتوجهات والاعتقاد، لكن العقل الغربي تغير والنظرة الاستعمارية التي سادت في مرحلة ما قد زالت، وبدراسة بسيطة لتوجهات الرأي العام الغربي اليوم تجده أكثر قرباً ونصرة للقضايا العربية، ناهيك عن دخول أعداد كبيرة من الأوروبيين في الدين الإسلامي، الأمر الذي يعني أن الآخر المتمثل بالغرب بات أقرب ثقافياً واجتماعياً للمشرق وحتى وجدانياً.
في عالم العولمة، اليوم، الذي باتت فيه الفروق الثقافية لا تقتصر على المكان، فإن جولة في أية مدينة أوروبية صغيرة أو كبيرة تجد فيها مسجدا ومطاعم تقدم وجبات شرقية ومراكز ثقافية إسلامية، ناهيك عن وجوه سمراء فيها عبق الشرق تحمل جنسية تلك الدول.
أسر مشرقية اعتادت حياة الغرب وعاشت فيه ونقلت مخزونها الفكري والثقافي والمعرفي إليه، وبالمقلب الآخر كان الغرب حاضراً في المشرق العربي، قبل مائتي عام وأكثر حين جاء الشاب المنحدر من مدينة طهطا، إحدى مدن سوهاج في الصعيد المصري، رفاعة الطهطاوي، وبدأ منعطف كبير في حياته عندما وصل إلى باريس ضمن بعثة عددها أربعون طالباً أرسلها محمد علي على متن السفينة الحربية الفرنسية (لاترويت) لدراسة العلوم الحديثة، والاستفادة من قدرات وإمكانيات الغرب ونقلها إلى مصر، وهناك درس اللغة الفرنسية واطلع على العلوم كافة، وبعد خمسٍ سنوات حافلة أدى رفاعة امتحان الترجمة، وقدم مخطوطة كتابه، الذي نال بعد ذلك شهرة واسعة ،(تخليص الإبريز في تلخيص باريز ).
إن النظرة المتبادلة بين الشرق والغرب يجب أن تخرج من قوالبها الكلاسيكية المبنية على فكرة الغرب الكافر والشرق المؤمن. ولا بد للغرب من أن يكسر المفهوم الجامد عن الشرق على اعتباره "شرقاً متخلفاً" مُصدّراً للفكر الإرهابي أمام "الغرب المتحضر" الوادع، الذي ينعم بالأمن والسلام، وأن تدرك الشعوب أن نقاط الالتقاء والتقارب أكبر من نقاط الاختلاف.