رغم الإنفاق المتزايد من شركات السيارات العالمية على تطوير طرازات حديثة أكثر تقنية، إلا أن شركات عالمية لم تخف قلقها مما وصفتها بـ"مرحلة الفوضى" خلال السنوات القليلة المقبلة تطاول عمليات البيع، في ظل إحلال طرازات حديثة، مثل المركبات الكهربائية، محل الطرازات التقليدية، وكذلك تغيير أنماط الملكية.
كريستوف فلوبيرغ، المسؤول في شركة مرسيدس بنز الشرق الأوسط، أعرب عن هذا القلق أخيراً، موضحا أن "فترة السنوات الخمس إلى العشر المقبلة ستكون أكثر فوضوية من المائة عام الماضية، وسوف ينعكس هذا على خدمات المركبات". وأضاف فلوبيرغ، وفق تقرير لشركة الأبحاث العالمية "أرانكا"، أن "التحول إلى المركبات الكهربائية سيؤدي إلى الاعتماد بشكل أكبر على البرمجيات بدلاً من المعدات في مجال الخدمات.
ولفت إلى أن التغيير الأكبر في الصناعة قد يكون في ملكية المركبة، موضحا أن هناك الكثير من التغيرات التي يتوقع رؤيتها في صناعة السيارات، ولكن التغيير الأكبر سيكون على صعيد الملكية، التي ستتحول من نطاق الملكية الفردية الحصرية للسيارات إلى استخدام نقل مشترك.
ووفق خبراء صناعة السيارات، فإن التحول المستمر في صناعة السيارات سيكون له تأثير كبير على سوق خدمات المركبات. وقال فيشال سانغافي، مدير مشاريع السيارات والنقل في شركة "أرانكا"، إن التوجهات الضخمة، مثل النقل المشترك، الكهرباء، الاتصال، والمركبات ذاتية القيادة، ستؤدي إلى تحول كبير.
ويُتوقع أن يشهد معدل تغلغل السيارات التي تحظى بتقنيات الاتصالات، والذي قُدر بنحو 17 في المائة من المركبات على طرق المنطقة العربية في عام 2018، نمواً سنوياً مركباً نسبته 22 في المائة حتى عام 2023. ومن المتوقع أن يتم تزويد ما يقرب من 6.7 ملايين سيارة بمستوى معين من مواصفات الاتصال بنهاية عام 2023.
وقال سانغافي: "تشهد صناعة السيارات العالمية تحولاً هائلاً، والمنطقة العربية ليست استثناءً من هذا التغيير، ويتوقع أن يصبح مقدمو التكنولوجيا الجدد جزءاً من سلسلة قيمة السيارات".
ووفق دراسة سابقة لشركة "أرانكا"، فإن عدد المركبات العاملة في المنطقة العربية تجاوز 21 مركبة العام الماضي، فيما بلغت مبيعات سيارات الركاب 1.03 مليون وحدة، أما مبيعات المركبات التجارية فسجلت 270 ألف وحدة.
وتوقعت أن يصل عدد المركبات إلى حوالي 27 مليون وحدة بحلول عام 2023. ولذلك، فمن المتوقع أن تشهد سوق خدمات ما بعد البيع ارتفاعا يصل حجمه إلى حوالي 18.5 مليار دولار في غضون خمس سنوات.
وتوقعت الدراسة نمو سوق إكسسوارات وقطع غيار السيارات وخدمات المركبات، لافتة إلى أن حجم هذه السوق في المنطقة العربية بلغ 15 مليار دولار خلال العام الماضي، 2018.