كشف محامو هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، عن أساليب بربرية وهمجية لجنود ومحققي الاحتلال الإسرائيلي في التعامل مع الأطفال القاصرين، وتعذيبهم والتنكيل بهم بطريقة وحشية خلال اعتقالهم واستجوابهم.
ووفق بيان للهيئة، فقد وثّق محاميا الهيئة هبة مصالحة ولؤي عكة، شهادات أسرى قاصرين خلال زيارتهم في سجني مجدو وعوفر، والتي تضمنت التعامل معهم بشكل مهين وبطريقة تعسفية وغير أخلاقية.
ومن هذه الشهادات، ما حكاه الأسير قصي أيمن أبو عليا (17 سنة)، من سكان قرية المغير، قضاء رام الله، المعتقل منذ 18 مارس/ آذار الماضي، والذي يقبع في سجن عوفر، الذي اعتقل فجرا من منزله بعدما اقتحمه الجنود وبثوا الرعب والفزع بين سكانه النائمين، بما في ذلك شقيقته التي لا يتجاوز عمرها العام.
وقال إن الجنود أيقظوه من النوم تحت الضرب على ظهره وخاصرته بالبساطير العسكرية، ما أوقعه على الأرض، وقيدوه واعتقلوه، في حين حشروا كافة أفراد الأسرة في غرفة واحدة. وبين أنه خلال نقله بالسيارة العسكرية، استمر الجنود بضربه بالركل بالبساطير، وآثار الضرب، حسب المحامي، ما زالت واضحة على جسده، ولفت إلى أنه طلب السماح له بشرب الماء، فما كان من الجنود الذين كانوا يتناولون الشوربة إلا أن سكبوها فوق رأسه وجسمه وسط ضحكاتهم وسخريتهم منه.
ودخل الأسير القاصر إلى التحقيق وهو مبلل بالشوربة في مركز تحقيق بنيامين، فقال له المحقق (رائحتك كريهة جدا من الشوربة النتنة التي عليك)، وجرى التحقيق معه على هذه الحال دون السماح له بالاغتسال.
بينما أفاد الأسير عز الدين محمود مصطفى سباعنة (17 سنة)، من سكان بلدة قباطية، جنوب جنين، المعتقل يوم 14/2/2018 ويقبع في سجن مجدو، بأنه اعتقل من جانب حاجز سالم العسكري في ساعات الظهر مع اثنين من أصدقائه، هما علي وحمزة كميل، وأن 30 جنديا هجموا عليهم وطرحوهم أرضا وانهالوا عليهم بالضرب المبرح التعسفي، وبعدما انتهوا من ضربهم أوقفوهم وقاموا بتفتيشهم وأجبروهم على التعري أمام كل من تواجد في المنطقة، وأوقفوهم عراة أمام أعين الناس المارين من هناك باتجاه الحاجز ومحكمة سالم، وقد احتجزوا ملابسهم داخل كيس واقتادوهم عراة مشيا حتى وصلوا إلى معسكر الجيش، واستمر ذلك 15 دقيقة وهم يسيرون عراة.
وتابع "أدخلونا إلى معسكر الجيش في سالم وحشرونا في كونتينر مقيدين إلى الخلف ومعصوبي الأعين، وقام أحد الجنود بشدي من شعري مسببا لي آلاما شديدة، ولم يكتف بذلك بل قام بإحضار قداحة وأخذ يحرق شعري بشكل متدرج، حيث يحرق جزءا ويطفئه ويعيد الكرة عدة مرات".
من جهته، أفاد الأسير علي أحمد علي أحمد ( 17 سنة)، من سكان قباطية، قضاء جنين، المعتقل يوم 14/2/2018 مع زملائه علي وحمزة قرب حاجز سالم العسكري بعدما تعرضوا لضرب مبرح وشديد وتم اقتيادهم عراة أمام الناس إلى معسكر الجيش في سالم، بأنه خلال وضعهم في الكونتينر في المعسكر عراة قام أحد الجنود بضرب رأسه بالحائط عدة مرات وصفعه بشدة على وجهه، وقام آخر بضربه على ظهره بواسطة البندقية، فيما شد ثالث من شعره وأمسك بعض الشعيرات وأقتلعها من مكانها مسببا له آلاما هائلة، وآخر أحضر قداحة وأخذ يحرق شعره رويدا رويدا.
وقال الأسير أحمد إنه بسبب الضرب الوحشي الذي تعرض له انهار جسمه وأصيب بحالة إغماء، وبعد استيقاظه "شبحوه" القرفصاء في الساحة، فساء وضعه الصحي ولم يعد قادرا على التنفس وشعر بآلام شديدة في صدره، فتم نقله إلى مستشفى العفولة، وبقي ليلة واحدة، ونقلوه إلى سجن مجدو. وأكد أنه مريض بالقلب والأعصاب وأن التعذيب الذي تعرض له وعدم تناول الدواء أديا إلى تدهور حالته الصحية.
في حين، أفاد الأسير فهد أيمن صالح قيسية (17 سنة)، من سكان العيسوية، قضاء القدس، المعتقل يوم 7/4/2018 ويقبع في سجن مجدو، بأنه اعتقل من وسط البلد في ساعات المساء، حيث هجم عليه جندي واقتاده وهو يطلق الرصاص من بندقيته، وعند وصوله إلى الجيب العسكري تم طرحه على الأرض، ووضع الجنود أرجلهم وبساطيرهم على ظهره إلى درجة أنه لم يقو على التنفس وشعر بالاختناق.
وبين أنه حقق معه 20 يوما في المسكوبية، وكان محقق، يدعى (تيمور)، يقوم بصفعه بقوة على وجهه خاصة على أذنه اليمنى، ما أدى إلى إصابته بآلام شديدة وفقدان القدرة على السمع.
وأوضح الأسير أن 6 من رجال الشرطة هجموا عليه وقيدوا يديه وقدميه وانهالوا عليه بالضرب المبرح بأيديهم وأرجلهم، وأوقعوه على الأرض واستمروا بضربه، ثم أحضروا كرسيا ووضعوه على صدره، وكرسيا آخر وضعوه على قدميه ومنعوه من الحركة، ومن ثم مدوا يديه إلى الجانبين وداسوا عليهما بأقدامهم، واستمروا بضربه على وجهه ورأسه، وقام أحدهم بضربه بعصا على فخذيه بطريقة مؤلمة.
من جهة ثانية، كشف محامي هيئة الأسرى الفلسطينيين، يوسف نصاصرة، ما جرى للأسير رفيق طمبور، من سكان نابلس، المحكوم 45 شهرا ويقبع في سجن إيشل الإسرائيلي، والذي أفاد في شهادته بأنه في أواخر شهر مارس/ آذار 2018 نزل بالبوسطة إلى محكمة سالم، وعند وصوله إلى سجن الرملة أدخلوه إلى إحدى الغرف، وبعدها جاء أحد الضباط ومعه اثنان من السجانين، وقاموا بتكبيله تحت ادعاء أنهم سينقلونه إلى القدس للتحقيق، ثم اقتادوه إلى ساحة الانتظار وتم تسليمه إلى مجموعة من السجانين الذين يرتدون زيا خاصا، وعرفوا أنفسهم بأنهم من وحدة القمع (درور).
وقال أن الوحدة أخذته إلى قسم الزنازين وأجبروه على خلع ملابسه أمام كل السجانين، وبعد تفتيشه عاريا أعطوه مياها طلبوا منه أن يشربها، وطلبوا منه الإخراج في كيس، فرفض ذلك، وتبين أنهم وضعوا مادة في الماء تسبب له الإسهال، وقد تم تكبيل يديه، ما اضطره أن يتبول في الكيس وأمام أعين السجانين، وقد استمرت هذه العملية حوالي ساعة، ومن ثم تمت إعادته إلى غرف سجن الرملة.