تعدّ تونس أحد البلدان العربية القليلة التي تهتمّ باليوم العالمي للتراث، الذي أقرّته "اليونسكو" عام 1982 ليكون في الثامن عشر من نيسان/ أبريل من كلّ عام، حيث تتوزّع فعالياته على عدد من المدن طيلة شهر ضمن ثيمة يتمّ تحديدها سنوياً من قبل وزارة الثقافة.
رغم أن الوزارة تشير في بيان التظاهرة إلى التعامل مع التراث من خلال ربطه بمجالات اقتصادية وتنموية وعدم اقتصاره على موضوعات تاريخية للدرس، إلا أن معظم الفعاليات المقامة في السنوات السابقة يغلب عليها تقديم أوراق بحثية وعروض سينمائية وموسيقية، إلى جانب معارض متخصّصة بالصناعات التقليدية وورشات الحرف.
لا تتجاوز مخرجات الندوات والمحاضرات الخلاصات النظرية التي يصل إليها المشاركون، دون أن تتبلور ضمن تصوّرات وخطط تطبق على الأرض سواء في الحفاظ على الموروث المادي من خلال برامج تنفيذية أو إصدار كتب متخصّصة في الموروث غير المادي.
تنطلق الدورة الثامنة والعشرين غداً الخميس وتتواصل حتى الثامن عشر من أيار/ مايو المقبل تحت شعار "تثمين التراث وتنمية السياحة الثقافيّة من خلال التكنولوجيّات الحديثة"، حيث يقام حفل الافتتاح في سليانة والختام في قصر السعيد في ضاحية باردو قرب تونس العاصمة.
تحتصن مدينة الدهماني عدّة ورشات منها "من الألعاب الشعبية إلى الألعاب الرقمية" و"دور الوسائل الرقمية الحديثة للرصد الجوي في التقويم العجمي والفلاحي للأشهر القمرية"، ومائدة مستديرة بعنوان "دلالات ومعان في مصطلحات حضارية"، إلى جانب محاضرة في مدينة القصور بعنوان "الفروسية في الشمال الغربي" يلقيها الباحث مراد عرعار.
وينظّم عرض "الرمال المتحركة" قرب القوس الروماني في مدينة زغوان، وهو مشهدية بصرية تعتمد على تقنية الرسم على الرمل، أما مدينة برج العامري فتنظّم عرضاً موسيقياً لمجموعة الفنان عمرو شهد إضافة إلى معارض وورشات متخصصة بالصناعات والحرف التقليدية، وتقام في مدينة جومين عروض الحكواتي وعرض لتدوين الحكايات والأمثال الشعبية من كتاب "ألف ليلة وليلة" تقدّمه صباح التاجوري.
كما تقام في نفطة عروض لفرق موسيقية وغنائية، وتنظم ورشات في الفن الإسلامي، وفي منوبة ورشات في الفسيفساء والخزف والألعاب التراثية ومعارض لعدد من الحرف منها تقطير الأعشاب.