تكثر حوادث السير في صنعاء في ظلّ عدم قدرة شرطة المرور على تنظيم حركة المرور وضبط المخالفات، إضافة إلى انتشار المسلّحين في الشوارع. ويقول شكري عبد الرب وهو موظّف حكومي، إنّ مشكلة المرور في العاصمة صنعاء من أبرز تداعيات الحرب المستمرة منذ أربع سنوات.
يضيف لـ "العربي الجديد": "معظم سائقي السيارات لا يلتزمون بقواعد السير ولا يحترمون شرطة المرور، ويتعمّدون إثارة الفوضى في الشوارع بسبب عدم تطبيق القانون وفرض عقوبات رادعة". ويوضح أنّ رجال المرور يعملون في تنظيم السير، على الرغم من انقطاع رواتبهم منذ أكثر من عامين، حالهم حال باقي موظّفي الحكومة.
ويشير عبد الرب إلى أنّ التهاون في تطبيق القانون بحق المخالفين يؤدي إلى زيادة المخالفات والحوادث اليومية. ويقول: "عدم تطبيق العقوبات بحق المخالفين يؤدي إلى مزيد من الاستهتار. ويعمد السائقون أحياناً إلى السير في الاتجاه المعاكس أو فوق الأرصفة أو الوقوف في أماكن ممنوعة"، لافتا إلى أن هذه الممارسات "مجرد أشكال بسيطة من المخالفات التي أدت إلى حالة من الفوضى والازدحام، إضافة إلى زيادة الحوادث المرورية".
يواصل: "تعرضت إلى حادث سير في أحد شوارع صنعاء الرئيسية، من جرّاء عدم التزام أحد السائقين بقواعد المرور، ما أدى إلى أضرار كبيرة في سيارتي. وبدلاً من الاعتذار مني وإصلاح سيارتي، حاول الاعتداء علي بسلاحه الناري، وتحميلي مسؤولية الحادث على الرغم من أنه كان يقود سيارته بالاتجاه المعاكس". ويشير عبد الرب إلى أنه لجأ إلى شرطة المرور لإنصافه، "لكن السائق هرب ولم يستطع أحد التعرّف عليه لأن السيارة من دون أرقام".
تجاوزات قديمة متواصلة
حادث مشابه تعرض له المواطن خالد السماوي، بعدما صدمته سيارة من أحد الجوانب وقد تجاوزت الرصيف، في مخالفة واضحة. يقول لـ "العربي الجديد": "فوجئت بالسيارة تصطدم بباب السيارة من جهة اليمين ما تسبب بأضرار بالغة. ولولا لطف الله لكنت من الأموات". ويشير إلى أن هذه التجاوزات لم تكن لتحدث خلال السنوات الماضية. يواصل: "شخصية رجل المرور أصبحت ضعيفة بعدما انتشر المسلحون في كل مكان. ما الذي يمكن أن يفعله من دون راتب، ومن يحميه من المسلحين إذا حاول القيام بواجبه على أكمل وجه"، لافتاً إلى أن سائقي السيارات والدراجات النارية "لا يطبقون قواعد السير ولا يحترمون رجل المرور إطلاقاً. هناك من يسير بالاتجاه المعاكس في الخطوط الرئيسية السريعة مثل شارع الستين والخمسين والشوارع المزدحمة وسط العاصمة لاختصار المسافة والوصول إلى المكان المراد بسرعة".
من جهة أخرى، يؤكّد خالد الوصابي، وهو سائق سيارة أجرة في صنعاء، أنّ الشوارع المقطوعة منذ بدء الحرب في البلاد قبل أربع سنوات. كما أن الحُفر المنتشرة على طول الطريق في أمانة العاصمة، تُجبرهم على ارتكاب المُخالفات أحياناً.
ويقول لـ "العربي الجديد: "يضطر السائق للسير في الاتجاه المعاكس وتجاوز الازدحام المروري والوصول بسرعة إلى المكان المطلوب"، مضيفاً أن "شوارع صنعاء ضيّقة، وتعدّ سبباً رئيسياً للمشاكل المرورية".
ويتهم الوصابي رجال المرور بتحمل جزء كبير من المسؤولية. "على الرغم من انتشارهم في معظم الشوارع خلال النهار، إلا أنهم لا يقومون بدورهم في تنظيم حركة السير. وأحياناً يقفون كمتفرجين على الحوادث وازدحام السيارات، كما أنهم يأخذون الرشاوى من بعض أصحاب السيارات، من أجل طمس المخالفات المرورية فور وقوعها".
ويلفت إلى أن أمانة العاصمة لا يمكن أن تقلل من المخالفات والحوادث المرورية "إلا بعد إعادة إصلاح جميع شوارع أمانة العاصمة، وإيجاد حلول للطرق المغلقة منذ بدء الحرب". مطالبا الحكومة اليمنية بسرعة إيجاد حلول للمشكلة.
اقــرأ أيضاً
وأدّى عدم التزام السائقين بقواعد السير إلى سقوط ضحايا من المدنيين بسبب الحوادث المروريّة. فكري محمد هو أحد هؤلاء الضحايا، الذي تعرّض لحادث مروري في أحد شوارع العاصمة صنعاء. يقول لـ "العربي الجديد": "بعد خروجي من أحد محال المواد الغذائية، تعرّضت لحادث مروري بسبب سيارة كانت تسير بسرعة كبيرة في الاتجاه المعاكس للطريق، أثناء عبوري إلى الناحية الأخرى من الشارع".
يضيف أنه نقل إلى مستشفى قريبة، "وكانت النتيجة إصابتي بكسر في القدم اليمنى ورضوض في اليدين والجسم". ويشير إلى أن الحادث تسبب له بمشكلة صحية، واكتفت السلطات الأمنية بحجز سيارته في فناء المستشفى وإلزامه بدفع تكاليف العلاج فقط". ويتساءل محمد: "هل أرواح الناس رخيصة إلى هذه الدرجة؟"، داعياً السلطات المعنية إلى القيام بواجبها وضبط المخالفين من أجل التقليل من حوادث المرور.
إلى ذلك، يقول فضل محمد، أحد أفراد شرطة المرور في صنعاء، إن معظم السائقين لا يلتزمون بقواعد السير، ولا يحترمون القانون ورجال المرور. يضيف لـ "العربي الجديد": "يعاني أفراد شرطة المرور بسبب اعتداءات سائقي السيارات والدرّاجات النارية"، مشيراً إلى أن "السيارات المنتشرة في العاصمة صنعاء بلا أرقام وتشكّل عائقاً أمام جهود ضبط المخالفين".
وبحسب شرطة مرور أمانة العاصمة صنعاء، فإنّ إجمالي عدد الحوادث المرورية في صنعاء بلغ 2246 حادثاً، أصيب خلالها 2551 شخصاً، وتوفي منهم 293 خلال العام الماضي. وبحسب التقرير الذي صدر منتصف شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، فقد سجلت وزارة الداخلية ما يقارب 1116 حادث تصادم ودهس مُشاة، و576 تصادم بين سيارات ودراجات نارية، و450 حوادث انقلاب سيارات وغيرها، إضافة إلى حوادث أخرى.
يضيف لـ "العربي الجديد": "معظم سائقي السيارات لا يلتزمون بقواعد السير ولا يحترمون شرطة المرور، ويتعمّدون إثارة الفوضى في الشوارع بسبب عدم تطبيق القانون وفرض عقوبات رادعة". ويوضح أنّ رجال المرور يعملون في تنظيم السير، على الرغم من انقطاع رواتبهم منذ أكثر من عامين، حالهم حال باقي موظّفي الحكومة.
ويشير عبد الرب إلى أنّ التهاون في تطبيق القانون بحق المخالفين يؤدي إلى زيادة المخالفات والحوادث اليومية. ويقول: "عدم تطبيق العقوبات بحق المخالفين يؤدي إلى مزيد من الاستهتار. ويعمد السائقون أحياناً إلى السير في الاتجاه المعاكس أو فوق الأرصفة أو الوقوف في أماكن ممنوعة"، لافتا إلى أن هذه الممارسات "مجرد أشكال بسيطة من المخالفات التي أدت إلى حالة من الفوضى والازدحام، إضافة إلى زيادة الحوادث المرورية".
يواصل: "تعرضت إلى حادث سير في أحد شوارع صنعاء الرئيسية، من جرّاء عدم التزام أحد السائقين بقواعد المرور، ما أدى إلى أضرار كبيرة في سيارتي. وبدلاً من الاعتذار مني وإصلاح سيارتي، حاول الاعتداء علي بسلاحه الناري، وتحميلي مسؤولية الحادث على الرغم من أنه كان يقود سيارته بالاتجاه المعاكس". ويشير عبد الرب إلى أنه لجأ إلى شرطة المرور لإنصافه، "لكن السائق هرب ولم يستطع أحد التعرّف عليه لأن السيارة من دون أرقام".
تجاوزات قديمة متواصلة
حادث مشابه تعرض له المواطن خالد السماوي، بعدما صدمته سيارة من أحد الجوانب وقد تجاوزت الرصيف، في مخالفة واضحة. يقول لـ "العربي الجديد": "فوجئت بالسيارة تصطدم بباب السيارة من جهة اليمين ما تسبب بأضرار بالغة. ولولا لطف الله لكنت من الأموات". ويشير إلى أن هذه التجاوزات لم تكن لتحدث خلال السنوات الماضية. يواصل: "شخصية رجل المرور أصبحت ضعيفة بعدما انتشر المسلحون في كل مكان. ما الذي يمكن أن يفعله من دون راتب، ومن يحميه من المسلحين إذا حاول القيام بواجبه على أكمل وجه"، لافتاً إلى أن سائقي السيارات والدراجات النارية "لا يطبقون قواعد السير ولا يحترمون رجل المرور إطلاقاً. هناك من يسير بالاتجاه المعاكس في الخطوط الرئيسية السريعة مثل شارع الستين والخمسين والشوارع المزدحمة وسط العاصمة لاختصار المسافة والوصول إلى المكان المراد بسرعة".
من جهة أخرى، يؤكّد خالد الوصابي، وهو سائق سيارة أجرة في صنعاء، أنّ الشوارع المقطوعة منذ بدء الحرب في البلاد قبل أربع سنوات. كما أن الحُفر المنتشرة على طول الطريق في أمانة العاصمة، تُجبرهم على ارتكاب المُخالفات أحياناً.
ويقول لـ "العربي الجديد: "يضطر السائق للسير في الاتجاه المعاكس وتجاوز الازدحام المروري والوصول بسرعة إلى المكان المطلوب"، مضيفاً أن "شوارع صنعاء ضيّقة، وتعدّ سبباً رئيسياً للمشاكل المرورية".
ويتهم الوصابي رجال المرور بتحمل جزء كبير من المسؤولية. "على الرغم من انتشارهم في معظم الشوارع خلال النهار، إلا أنهم لا يقومون بدورهم في تنظيم حركة السير. وأحياناً يقفون كمتفرجين على الحوادث وازدحام السيارات، كما أنهم يأخذون الرشاوى من بعض أصحاب السيارات، من أجل طمس المخالفات المرورية فور وقوعها".
ويلفت إلى أن أمانة العاصمة لا يمكن أن تقلل من المخالفات والحوادث المرورية "إلا بعد إعادة إصلاح جميع شوارع أمانة العاصمة، وإيجاد حلول للطرق المغلقة منذ بدء الحرب". مطالبا الحكومة اليمنية بسرعة إيجاد حلول للمشكلة.
يضيف أنه نقل إلى مستشفى قريبة، "وكانت النتيجة إصابتي بكسر في القدم اليمنى ورضوض في اليدين والجسم". ويشير إلى أن الحادث تسبب له بمشكلة صحية، واكتفت السلطات الأمنية بحجز سيارته في فناء المستشفى وإلزامه بدفع تكاليف العلاج فقط". ويتساءل محمد: "هل أرواح الناس رخيصة إلى هذه الدرجة؟"، داعياً السلطات المعنية إلى القيام بواجبها وضبط المخالفين من أجل التقليل من حوادث المرور.
إلى ذلك، يقول فضل محمد، أحد أفراد شرطة المرور في صنعاء، إن معظم السائقين لا يلتزمون بقواعد السير، ولا يحترمون القانون ورجال المرور. يضيف لـ "العربي الجديد": "يعاني أفراد شرطة المرور بسبب اعتداءات سائقي السيارات والدرّاجات النارية"، مشيراً إلى أن "السيارات المنتشرة في العاصمة صنعاء بلا أرقام وتشكّل عائقاً أمام جهود ضبط المخالفين".
وبحسب شرطة مرور أمانة العاصمة صنعاء، فإنّ إجمالي عدد الحوادث المرورية في صنعاء بلغ 2246 حادثاً، أصيب خلالها 2551 شخصاً، وتوفي منهم 293 خلال العام الماضي. وبحسب التقرير الذي صدر منتصف شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، فقد سجلت وزارة الداخلية ما يقارب 1116 حادث تصادم ودهس مُشاة، و576 تصادم بين سيارات ودراجات نارية، و450 حوادث انقلاب سيارات وغيرها، إضافة إلى حوادث أخرى.