تجلس الفلسطينية شيرين البطريخي على كرسي بلاستيكي أمام مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) في مدينة غزة، مواصلة إضرابها المفتوح عن الطعام لليوم العاشر على التوالي، من أجل توفير وظيفة ومنزل يؤويها وأمها وأختها.
وترفض البطريخي التراجع عن خطوة الإضراب الشامل الذي تخوضه أو الحصول على حلول مؤقتة كفرص تشغيل مؤقتة أو غيرها، مطالبة بتوفير حلّ دائم لمشكلتها التي يعاني منها آلاف الخريجين الغزيين خلال السنوات الماضية.
وتقول البطريخي (31 عاماً) لـ"العربي الجديد" إنها تعيش مع والدتها المصابة بمرض السرطان، إلى جانب أختها، منذ طفولتها، في منزل خالها، والذي تولى إعالة أسرتهم بشكل كامل منذ وفاة والدها الذي لم تتمكن من رؤيته لوفاته قبل ولادتها.
وتضيف أنها لجأت للإضراب المفتوح عن الطعام لرغبتها في الحصول على وظيفة ومأوى دائم لها ولأسرتها، كي تتمكن من توفير احتياجات أسرتها بشكل كامل والاستغناء عن المساعدات.
وحظيت خطوة الإضراب التي نفذتها شيرين البطريخي بتفكير ذاتي مستقل، بدعم الكثيرين من الشباب والشابات الغزيين، لا سيما خريجي الجامعات الذين لم يتمكنوا من الحصول على الوظيفة، وحرص عدد منهم على دعمها وإسنادها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتشير شيرين إلى أنها ومنذ نحو أربع سنوات بدأت التفكير في القيام بخطوة مميزة تلفت النظر إلى قضية خريجي الجامعات الفلسطينية الذين لم يتمكنوا من الحصول على وظائف، ووجدت في الإضراب المفتوح عن الطعام وسيلة لإنهاء معاناتها ولجذب انتباه الشارع الفلسطيني والمسؤولين.
وشهدت الساعات الماضية محاولة بعض الأطراف الحقوقية توفير فرصة عمل مؤقتة لمدة ستة أشهر للبطريخي التي رفضت الأمر بشكل قاطع وأصرت على الاستمرار في الإضراب المفتوح عن الطعام إلى حين الحصول على حل نهائي.
وتبين البطريخي أنها ومنذ تخرجها من الجامعة الإسلامية بغزة قبل عدة سنوات لم تتمكن من الحصول على أي وظيفة حكومية أو خاصة، باستثناء بعض فرص العمل المؤقتة التي تراوحت بين شهرين وأربعة أشهر في أفضل الأحوال.
وتؤكد الشابة الغزية على أنه لم يجرِ التواصل معها من أي جهة حكومية أو رسمية للوصول إلى حلّ ينهي إضرابها المفتوح عن الطعام منذ عشرة أيام، باستثناء بعض الجهود الفردية التي يقوم بها بعض العاملين في مؤسسات حقوقية وغيرها.
وتطالب البطريخي آلاف الخريجين الجامعيين بالانضمام إليها ومساندتها في إضرابها المفتوح عن الطعام، من أجل إيصال رسالة قوية لصناع القرار الفلسطيني، والوصول إلى حل ينهي معاناة آلاف الخريجين وحملة الشهادات الجامعية في القطاع المحاصر إسرائيلياً منذ عشر سنوات.
وبحسب تقرير لجهاز الإحصاء الفلسطيني يوجد 357 ألف عاطل من العمل في الأراضي الفلسطينية (الضفة الغربية وقطاع غزة)، حتى نهاية الربع الثالث من العام الجاري. ويبلغ عدد العاطلين من العمل في الضفة الغربية نحو 155.4 ألفاً، بينما بلغ عددهم في قطاع غزة نحو 201 ألف شخص، حتى نهاية الربع الثالث، وتسجل البطالة في القطاع وحده نسبة مرتفعة بلغت نحو 42.7 في المائة.