يبدأ اليوم صاخبا، كأنهما يرغبان في الشجار، يبحث عن سبب ليعلو صوته. لا يجد فيخترع سبباً. تواجهه بأنها لن تقبل منه تلك المعاملة. يطلب منها ألا يعلو صوتها في المقابل، رغم أن صوته مرتفع. يعلو صوتها أكثر، تتحول دون وعي منها إلى اختراع أسباب تحت تأثير غضب غير مبرر. يتبادلان ألفاظا حادة بنبرات صوت عالية، قلما تظهر في هذا المنزل الهادئ، قبل أن تسود فترة من الصمت.
ينظر كل منهما إلى الآخر، وكأنه يلومه. فجأة يمد يده إليها بحنان، تلقي بنفسها في أحضانه. تنتهي "مصارعة الديكة" التي كانا طرفيها سريعا، كما بدأت سريعا. يتبادلان كلمات حب، ثم يفيقان على حقيقة أن حبهما لا يمكن أن يعيش بهذه الحال.
يجلسان، يديران حواراً عاقلاً كما اعتادا، لا يتحدث أي منهما عن سبب الأزمة، ولا الطرف المخطئ. يتحدثان عن المستقبل، عن وسيلة لعدم تكرار الخلاف، عن أسباب الفتور، عن طرق إبقاء تلك العلاقة متوهجة. يقول إنه يشعر بالضعف أمامها، رغم أن الضعف ليس من صفاته. تؤكد أنها حاربت العالم من أجله.
يقول إنه بات متعلقا بها لدرجة الجنون، فترد أنها أحبت فيه قوته وليس ضعفه. يتابع أنه منزعج من إصرارها على رأيها، تعاجله أنها اعتادت أن تتخذ قراراتها منفردة. تسود فترة صمت مجددا. تعاود فتح الموضوع قائلة: "أنت تشعرني أحيانا وكأنني جارية في بلاط مملكتك". يرد سريعا: "بل أنت ملكة متوّجة على عرشي". تقول: "إنك عادة تغار بجنون وأنا أكره الغيرة"، فيقول: "وكأنك لا تغارين أو كأن جنون غيرتك أقل من جنون غيرتي". يبدأ صمت جديد، يقطعه بأن يحيطها بذراعه قائلا: "يبدو أن قوة حبنا وتعلقنا ببعضنا هي أزمة علاقتنا"، تكمل هي: "أشعر أحيانا أن انشغال كل منا بتدليل الآخر والتغاضي عن أخطائه سبب ما نحن فيه". يقول وقد استوى في جلسته في مواجهتها: "هل يعني هذا أننا في حاجة إلى الابتعاد عن بعضنا بعضا قليلا حتى نتجاوز ما نحن فيه؟". لا ترد، لكنها تنظر مباشرة إلى عينيه بنظرة يعرفها ويفهم مرادها جيدا. يرد على نفسه: "أعرف أنني دائما من يرفض هذا الحل الذي كنت دوما تقترحينه، لكن تعالي نجرب".
تقول واضعة يديها بحنان على خديه: "لكني لا أرغب الآن في الابتعاد عنك، ما رأيك أن نحصل على إجازة ونذهب إلى مكان بعيد؟". ينتفض واقفا. يخرج من سترته مغلفا، يفتحه ويخرج تذاكر سفر سبق أن ابتاعها، يناولها إياها. تنظر فيها مليا، تلفظ اسم المكان الذي اختاره لإجازتهما فرحة، كانت تحلم به، وكان يعرف. تحتضنه كما طفلة صغيرة، فيقبّل جبينها.
ينظر كل منهما إلى الآخر، وكأنه يلومه. فجأة يمد يده إليها بحنان، تلقي بنفسها في أحضانه. تنتهي "مصارعة الديكة" التي كانا طرفيها سريعا، كما بدأت سريعا. يتبادلان كلمات حب، ثم يفيقان على حقيقة أن حبهما لا يمكن أن يعيش بهذه الحال.
يجلسان، يديران حواراً عاقلاً كما اعتادا، لا يتحدث أي منهما عن سبب الأزمة، ولا الطرف المخطئ. يتحدثان عن المستقبل، عن وسيلة لعدم تكرار الخلاف، عن أسباب الفتور، عن طرق إبقاء تلك العلاقة متوهجة. يقول إنه يشعر بالضعف أمامها، رغم أن الضعف ليس من صفاته. تؤكد أنها حاربت العالم من أجله.
يقول إنه بات متعلقا بها لدرجة الجنون، فترد أنها أحبت فيه قوته وليس ضعفه. يتابع أنه منزعج من إصرارها على رأيها، تعاجله أنها اعتادت أن تتخذ قراراتها منفردة. تسود فترة صمت مجددا. تعاود فتح الموضوع قائلة: "أنت تشعرني أحيانا وكأنني جارية في بلاط مملكتك". يرد سريعا: "بل أنت ملكة متوّجة على عرشي". تقول: "إنك عادة تغار بجنون وأنا أكره الغيرة"، فيقول: "وكأنك لا تغارين أو كأن جنون غيرتك أقل من جنون غيرتي". يبدأ صمت جديد، يقطعه بأن يحيطها بذراعه قائلا: "يبدو أن قوة حبنا وتعلقنا ببعضنا هي أزمة علاقتنا"، تكمل هي: "أشعر أحيانا أن انشغال كل منا بتدليل الآخر والتغاضي عن أخطائه سبب ما نحن فيه". يقول وقد استوى في جلسته في مواجهتها: "هل يعني هذا أننا في حاجة إلى الابتعاد عن بعضنا بعضا قليلا حتى نتجاوز ما نحن فيه؟". لا ترد، لكنها تنظر مباشرة إلى عينيه بنظرة يعرفها ويفهم مرادها جيدا. يرد على نفسه: "أعرف أنني دائما من يرفض هذا الحل الذي كنت دوما تقترحينه، لكن تعالي نجرب".
تقول واضعة يديها بحنان على خديه: "لكني لا أرغب الآن في الابتعاد عنك، ما رأيك أن نحصل على إجازة ونذهب إلى مكان بعيد؟". ينتفض واقفا. يخرج من سترته مغلفا، يفتحه ويخرج تذاكر سفر سبق أن ابتاعها، يناولها إياها. تنظر فيها مليا، تلفظ اسم المكان الذي اختاره لإجازتهما فرحة، كانت تحلم به، وكان يعرف. تحتضنه كما طفلة صغيرة، فيقبّل جبينها.