رفع صحافيون في غزة، شعارات تدعو إلى إنصاف الضحايا منهم، ورفض كيل العالم بمكيالين في التعامل مع حقوقهم، للمطالبة بمساواتهم مع باقي صحافيي العالم، وذلك في مسيرة شارك فيها، إلى جانب الصحافيين، حقوقيون ومثقفون.
وحمل الصحافيون، في المسيرة، التي دعا إليها منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، اليوم الإثنين، أقلامهم وخوذهم الواقية وكاميراتهم ومعداتهم الصحافية، لتنبيه العالم بالظلم الواقع عليهم، والمطالبة بحقوقهم.
وانطلقت المسيرة من ميدان الأمم المتحدة، حتى مقر الأمم المتحدة غرب مدينة غزة، وجاءت بعد مشاركة زعماء العالم في المسيرة التضامنية مع ضحايا صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية، وتجاهل عشرات الصحافيين الفلسطينيين الذين قضوا على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال رئيس منتدى الإعلاميين، الصحافي عماد الافرنجي، إنّ أحداً لم يتضامن مع الصحافيين الفلسطينيين الذين سقطوا خلال أداء واجبهم، لافتاً إلى أنّ أحداً لم يتضامن "مع الشهيد الصحافي فضل شناعة، أو الشهيد الصحافي علاء مرتجي، أو مع الجريح الصحافي عماد غانم، أو حاتم موسى الذي فقد قدمه، أو غيرهم".
وأضاف الافرنجي: "نحن ضد قتل الأبرياء في أي مكان في العالم، لكن الجميع انتفض ضد قتل الصحافيين الفرنسيين، من دون الالتفات إلى سبعة عشر صحافياً فلسطينياً سقطوا خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع"، مبيناً أن الفلسطينيين- مثل كل البشر- يتطلعون إلى العيش في أمن واستقرار وعدالة.
وأشار الافرنجي إلى أن الصحافي الفلسطيني يعمل من أجل الحقيقة والعدالة والمصداقية، لكنهم لم يجدوا من يتحدث باسمهم أو يقف إلى جوارهم ويدافع عن حقوقهم، مبيناً أن الإعلاميين الفلسطينيين لم يعتدوا على أحد، ولم يسيئوا إلى أي نبي.
من جانبه، قال مدير مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان، خليل أبوشمالة، إنّ دول العالم تكيل بمكيالين. مشيراً إلى أننا تضامنّا بكل قوة مع ضحايا الإرهاب في فرنسا، لكننا نقف بنفس القوة لإدانة الجرائم الإسرائيلية بحق الصحافيين الفلسطينيين، ومن حقنا أن يتداعى الجميع للوقوف إلى جانب الصحافي الفلسطيني وحمايته.
وأضاف أبوشمالة: "صحافيو فلسطين، لم يشكلوا خطراً على الاحتلال الإسرائيلي، في الوقت الذي أطلقت عليهم القذائف، وراح منهم نحو سبعة عشر صحافياً في العدوان الأخير، وسبقهم العشرات في الحروب والاعتداءات الإسرائيلية السابقة على الشعب الفلسطيني".
بدوره، أكدّ رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، أنّ الصحافي الفلسطيني يدفع ثمن عمله الخطر والموت والدم، داعياً الجميع إلى إنصافه وتوفير حقوقه التي كفلتها له المواثيق والشرائع الدولية.
وبين عبده أن قتلة الصحافيين الفلسطينيين معروفون، لكن العالم يتعامى عنهم، داعياً الصحافيين إلى ممارسة عملهم وفضح جرائم الاحتلال، على الرغم من الثمن الباهظ الذي يدفعونه مقابل هذا الجهد.
وتحدث خلال الوقفة التضامنية، عمّ الشهيد الصحافي محمد ضاهر الذي استشهد مع خمسة من أقاربه خلال العدوان الإسرائيلي، وقال إنّ الصحافيين لم يرتكبوا ذنباً سوى أنهم نقلوا الحقيقة للعالم، وعملوا على كشف الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
وأضاف: "لم نسمع أي إدانة أو فتح تحقيق بحق سبعة عشر صحافياً استشهدوا في الحرب"، وطالب العالم بالوقوف إلى جانب حقوق الصحافي الفلسطيني، داعياً الجهات الدولية إلى توفير الحماية للصحافيين من الاحتلال الذي يضرب بالمواثيق الدولية عرض الحائط.