ورأت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن ترامب، بقراره نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، ينسف الجهود التي تقوم بها إدارته من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأشارت إلى أن قرار ترامب غير مؤسسٍ على حسابات دبلوماسية، بل تنفيذ لوعود انتخابية كان قد قطعها للمحافظين الإنجيليين ولليهود الأميركيين المؤيدين لإسرائيل، مشيرة أن تأييد القرار أميركياً ينحصر بالتيار المسيحي المحافظ المتحالف مع المؤيدين لإسرائيل مثل الممول الأميركي اليهودي شلدون ادلسون الذي تبرع بـ 25 مليون دولار لحملة ترامب الانتخابية العام الماضي.
وفي شهر حزيران الماضي، انتقد شلدون توقيع ترامب على مرسوم تأجيل نقل السفارة الأميركية إلى القدس، كما اعتاد الرؤساء الأميركيون خلال العقدين الماضيين.
وقالت الصحيفة، إن جل ما قام به البيت الأبيض من أجل تمهيد الأجواء لإعلان ترامب اعتراف واشنطن بأن القدس هي عاصمة إسرائيل هو الاتصال بالمنظمات المسيحية واليهودية الأميركية ودعوتها إلى البيت الأبيض للاستماع إلى خطاب الرئيس.
من جانبها، وصفت صحيفة "وول ستريت جورنال" خطوة إدارة ترامب بالمقامرة الكبرى التي قد تطيح بعملية السلام وتفجر أعمال العنف والاحتجاجات في الشرق الأوسط.
وتساءلت الصحيفة عن الأسباب التي دفعت ترامب للإقدام على هذه المغامرة التي لم يتجرأ الرؤساء الأميركيون جميعهم قبله على القيام بها.
أما صحيفة the slate فأشارت إلى ارتباط بين قرار ترامب بشأن القدس وخطة السلام السعودية التي كشفت عنها نيويورك التايمز، والتي أعدها جيريد كوشنير، صهر الرئيس الأميركي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
ونقلت عن إيلان غولدنبرغ، الباحث في مركز الأمن الوطني أن لا معنى لخطوة نقل السفارة على الإطلاق ما لم تكن مترافقة مع خطة سلام شاملة.
لكن غولدنبرغ يشير إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو والسلطة الفلسطينية نفسيهما لا يعرفان أي تفاصيل عن خطة ترامب للسلام.
وفي مقال نشره مركز بروكينغز، قال الباحث شبلي تلحمي، إنه لا يوجد منطق يبرر خطوة ترامب نقل السفارة قبل إعلان خطة أميركية كاملة للسلام.
وأوضح الكاتب أنه من المحتمل أن البيت الأبيض يراهن على حلفائه في السعودية ومصر لتهدئة الغضب الذي أثارته الخطوة في العالم العربي، فكل من النظامين الحاكمين في الرياض والقاهرة يسعيان الى إرضاء إدارة ترامب والتنسيق معه في مسائل أهم بالنسبة لهما كمواجهة التهديدات الإيرانية في الشرق الأوسط.
وسأل مقال نشره موقع "إكسوس" الأميركي عما إذا كانت إدارة ترامب تقوم عن قصد بنسف عملية السلام في الشرق الأوسط، مشيراً إلى تناقض هذه الخطوة مع محاولات الوصول إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، التي يقوم بها جاريد كوشنير الوسيط الأميركي للسلام.
ورأى المقال أن ترامب يريد الظهور أمام الناخبين الأميركيين بأنه يلتزم بكلماته وينفذ الوعود التي التزم بها خلال الحملة الانتخابية.