أثار غلاف العدد الأخير من الجريدة المغربية الأسبوعية "الوطن الآن"، والذي يتضمن صورة مركبة تُظهر الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، مرتدياً لباس زعيم الحزب النازي الألماني، أدولف هتلر، سجالاً بين معارض ومؤيد في الوسط الإعلامي في المغرب.
ونشرت الصحيفة المغربية على غلاف عددها الأخير صورة للرئيس الفرنسي مرتدياً بزة عسكرية تحيل إلى هتلر، تحت عنوان "المسلمون يعيشون ما عاشه اليهود زمن النازية". وفي عنوان رئيسي لملف صحافي يسأل "هل سيحيي الفرنسيون محرقة هتلر لإبادة المسلمين في فرنسا؟".
وانطلق الجدل بشأن مدى احترام غلاف الجريدة المغربية لقانون الصحافة والإعلام في المملكة، والذي يُجرم في البند رقم 52 بالحبس سنة سجناً نافذاً كحد أقصى، "كل من يهاجم بشكل علني شخصية رئيس دولة، والمس بكرامته".
رئيس تحرير أسبوعية "الوطن الآن"، عبد الرحيم أريري، اعتبر أنه من حق صحيفته انتقاد الرئيس الفرنسي، وتشبيه الأوضاع التي تعيشها الجالية المسلمة في فرنسا بتلك التي كان وراءها هتلر، عندما استغل حادث اعتداء شاب يهودي متطرف على دبلوماسي في سفارة ألمانيا في باريس سنة 1938.
وأفاد أريري بأن الغلاف لا يعكس سوى حقيقة ما يعيشه حالياً المسلمون في فرنسا، عقب الأحداث الإرهابية التي استهدفت جريدة "شارلي إيبدو" الساخرة. متسائلًا كيف يُطلب منا استساغة قبول رسوم تسيء إلى الرسول محمد، وعدم توجيه سهام النقد للرئيس الفرنسي.
وبخصوص العنوان الصادم "ما الفرق بين هتلر وهولاند؟" الذي ورد في صحيفته، أكد أريري أنه مهام أي صاحفي أن يثير الأسئلة الحارقة والملحة بخصوص ما يجري في العالم، موضحاً أن الغاية من الغلاف إثارة انتباه الساسة الفرنسيين إلى خطورة ما يعيشه المسلمون هناك.
ولفت الصحافي المغربي إلى ما تقاسيه بعض الجالية المسلمة في فرنسا، بعد أحداث "شارلي إيبدو"، خصوصاً المهاجرين من أصول مغاربية، من قبيل الاعتداءات على عدد من المساجد والمعاهد والمدارس، مطالباً قادة فرنسا بتوفير الحماية الكافية للمسلمين المقيمين بالبلاد.
ومقابل دفاع أريري عن صورة تشبيه هولاند بهتلر، واعتبار أن ذلك يدخل في سياق حرية التعبير التي يدافع عنها الصحافيون والسياسيون في فرنسا، انتقد البعض نشر هذه الصورة باعتبار أنها تحمل دلالات مبالغاً فيها، بالنظر إلى اختلاف سياسة هتلر النازية عن الحزب الاشتراكي الفرنسي.