صدمة خروج إسبانيا..متهمون تحت الأضواء

03 يوليو 2018
الصحف الإسبانية تصب غضبها على رئيس الاتحاد (Getty)
+ الخط -
"الأمر بدأ مع فلورنتينو الذي اقتحم المنتخب بقوة مدمرة، وتبعه لوبيتيغي بسلوك لا أخلاقي ويدل على عدم الولاء، ومن ثم أكملها روبياليس بضغطة سريعة على الزناد. المنتخب عاد إلى المكان الذي يستحق، عاد إلى البلاد، فلورنتينو، لوبتيغي، روبياليس شكراً لكم، شكراً جزيلاً لكل واحدٍ منكم"، هكذا عبّرت النسخة الإلكترونية لصحيفة "ماركا" الإسبانية عن غضبها من الأداء الباهت للاعبي فريقها والفوضى العارمة التي أثرت في المعسكر.

وسيطر الحديث عن الخروج من كأس العالم على جميع أغلفة الصحف الإسبانية والعالمية، بعدما فاجأت روسيا، متابعي المونديال بإقصاء "الماتادور" الإسباني في دور الـ 16 من البطولة، لتنضم إسبانيا إلى قافلة كبار مودعي البطولة كالأرجنتين وألمانيا، والبرتغال، واكتفت الصحف بالإشارة إلى أن الخروج جاء نتيجة العديد من القرارات الخاطئة دون توجيه أصابع الاتهام إلى شخص بعينه، إلا أن صحيفة "سوبر ديبورتي" الفالنسية، خالفت أقرانها بعد أن وضعت غلافاً مثيراً للجدل بعنوان "هل أنت راضٍ؟" مع وضع صورة لرئيس ريال مدريد الحالي، فلورينتينو بيريز.

وفنياً، سجلت إسبانيا رقماً قياسياً في عدد التمريرات خلال المباراة أمام روسيا بواقع 770 تمريرة قبل بداية الأشواط الإضافية، إلا أن ذلك الرقم القياسي لا يشير إلى حقيقة ما حدث على أرض المباراة، إذ استحوذت إسبانيا على الكرة طوال المباراة لكن دون خطورة حقيقية أو اختراق لدفاعات الدب الروسي في ما يسمى بالاستحواذ السلبي وهو مشابه لاستحواذ كرة اليد، لكن إخفاق المنتخب الإسباني يرجع إلى عدة أسباب تراكمت منذ بداية معسكر الفريق للاستعداد لكأس العالم.

خرج دي خيا من البطولة كواحد من أسوأ حراس المرمى بأقل عدد تصديات، بواقع تصد وحيد لكل 6 أهداف دخلت مرماه، وعانى دي خيا الأمرّين منذ بداية البطولة بتلقيه 3 أهداف أمام البرتغال، أحدها بخطأ فادح مما تسبب في غضب جماهيري كبير تجاهه، بالإضافة إلى أداء اتسم بالخوف وغياب الثقة في مباراتي إيران والمغرب.

في المقابل، يبدو جلياً لكل متابعي المنتخب الإسباني أن إقالة لوبيتيغي قبل بداية البطولة بأيام قليلة، وتوقيعه لريال مدريد يعدان من أبرز أسباب الظهور المخجل لـ "لا روخا" في المونديال، وهو ما عبر عنه كوكي بعد نهاية اللقاء قائلاً: "لقد ذهب قائدنا"، وفضل بيريز رئيس الريال إعلان التعاقد مع لوبيتيغي بعد أن تسربت أخبار إلى المعسكر بتوقيع الأخير للريال، مما أثار حفيظة بعض لاعبي الفريق "الغير مدريديين"، ليستشيط غضباً بعدها روبياليس، ويعلن إقالة لوبيتيغي في تحدٍ واضح لفلورنتينو بيريز.

أما دافيد سيلفا، وإنييستا، وكارباخال، فعاشوا إحدى أسوأ فتراتهم في الموسم بظهور خجول في المونديال، حيث ظهر الثلاثي دون أفكار، أو سرعة، ولم يقدموا الأداء المعهود لهم، ليخذلوا الجماهير الإسبانية التي تأملت أن يستطيع البدلاء حل هذه المشكلة، لكن دون جدوى.

في وقت حقق المنتخب الإسباني رقماً قياسياً في المونديال برصيد 1114 تمريرة خلال مباراة روسيا كاملة، لكن دون تحويل هذه التمريرات إلى خطورة أو عمق لاختراق دفاعات المنتخب الروسي، الذي ترك الكرة للاعبي المنتخب الإسباني، وبقي متراجعاً في الخلف، لكن رجال هييرو قدموا لعباً سلبياً طوال المباراة رغم استحواذهم على الكرة أغلب أوقات المباراة.

غياب الخطط البديلة
أما هييرو فلعب بتشكيلة ثابتة منذ بداية البطولة، وعلى الرغم من التراجع الكبير في أداء الكثير من لاعبي المنتخب الإسباني، إلا أن هييرو فضل الإبقاء على التشكيلة كما هي مع التأخر في إجراء التبديلات، بالإضافة إلى الإبقاء على طريقة اللعب دون ابتكار حلول أخرى، وهو ما ظهر جلياً أمام منتخب روسيا بعد أن أجرى تبديلاً معتاداً بخروج كوستا ونزول أسباس، ليبقى المنتخب الإسباني دون فاعلية، لتطرح الجماهير الإسبانية تساؤلات كثيرة أبرزها لماذا لم يلعب هييرو بمهاجمين أمام روسيا لفك شيفرة دفاعاتهم الحصينة المتراجعة في الخلف؟

ولا يمكن إغفال الاستهتار بالخصوم قبل البداية، إذ بعد تأهل المنتخب الإسباني إلى دور الـ 16، لحلوله في المرتبة الأولى من المجموعة الثانية، خرجت وسائل الإعلام الإسبانية منتشية بجدول مباريات فريقها ابتداءً من هذا الدور، وعنونت صحيفة "البيريوديكو" بعد تأهل لا روخا، على موقعها الإلكتروني "إسبانيا في الجانب الأكثر سهولة من المونديال" في إشارة منها إلى وقوعها مع منتخبات أقل منها ترتيباً وثقلاً، كروسيا، وكرواتيا والدنمارك، وتخيلت وسائل الإعلام أن طريق منتخب بلادهم سيكون مفروشاً بالورود، لكن في النهاية توجد إسبانيا خارج المونديال اليوم.


المساهمون