وتزامنت الجريمة التي هزت المجتمع العراقي مع ترقب الإعلان عن رؤية هلال شهر رمضان الأربعاء الماضي. لكنها ما لبثت أن تحولت إلى قضية رأي عام بعد اعتقال الجناة الذين تبين أنهم مراهقون.
وتعالت المطالبات بإعدامهم رغم معارضة الدستور لإعدام من هم دون الثامنة عشرة. وتجدد فتح نقاش طويل عبر الفضائيات حيال تكرار مثل هذه الجرائم، والخلل والأسباب التي تقف وراءها.
الطفل المغدور يدعى عزّام وهو ابن خمسة أعوام، يروي والده همام البياتي ساعاته الأخيرة بالقول: "كان يستمتع بالذهاب معي إلى المسجد للصلاة، والمسجد يقع قرب دارنا في حيّ الواسطي جنوبي كركوك".
ويضيف: "مساء الأربعاء الماضي، خرج عزّام مسرعاً إلى المسجد قبلي، لكنني لم أجده في المنزل بعد عودتي، فبدأ القلق يساورني. خرجت أبحث عنه فوجدت أحد الجيران يقول إنه رآه خلف الجامع. ذهبت أبحث عنه هناك مع أقربائي حتى وصلنا إلى شاحنة متوقفة وكأن قلبي يعلم بأن ابني فيها، وبالفعل ما إن صعدت حتى وجدت عزام مقيد اليدين وعليه آثار دماء وتعرض للاغتصاب".
ويتابع: "أصبت بانهيار تام وحمل الجيران والأقرباء عزّام على الفور إلى المستشفى عله يكون فاقد الوعي، ولكني علمت بعدها أنه توفي تحت التعذيب والاغتصاب. وبعدها أيقنت بأن الله تعالى يريد اختباري وصبري على ما وقع على ابني الصغير الذي تحول من طفل متخرج من الروضة إلى طائر في الجنة".
وتشير تقارير الطب العدلي إلى أن الطفل عزّام تعرض للاغتصاب ثم القتل.
— Mustafa Evar Ⓜ️🌙 (@m8m8y8) ١٦ مايو ٢٠١٨ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ووفقا لوالد الطفل خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، فإن دعاءه ووالدته لم يضع فقد كشف الله الجناة سريعا.
ويتابع: "أول الأمر سجلت شكوى في مركز الشرطة، وبعد مرور ساعات اعتقلت الشرطة مراهقاً مشتبها به، وبعد مرور أقل من ساعة واحدة اعترف بارتكابه للجريمة، وبحسب تحقيقات الشرطة قام بفعلته مع شخصين آخرين".
والدة عزام تقول: "لا توجد لدينا عداوة في الحيّ وجميع الجيران نكن لهم الاحترام والتقدير ولا نعلم لماذا فعلوا هذا الفعل الشنيع ضدنا، ونطالب بإعدام المجرمين أمامنا وفي نفس المكان الذي قتلوا ولدي فيه واغتصبوه".
ويؤكد وزير الداخلية قاسم الأعرجي أن "المجرمين الثلاثة المتورطين بقضية اغتصاب وقتل الطفل عزام اعتقلوا". ويتابع: "منذ الإعلان عن الجريمة شكلنا لجنة تحقيق برئاسة قائد شرطة كركوك، ووقفنا على حيثيات الجريمة، وبناء عليها جرى اعتقال المتهم الثالث بقضية اغتصاب وقتل الطفل في حيّ الواسطي جنوبي كركوك. وقدمنا واجب العزاء نتابع التحقيق في القضية حتى ينال المتهمون جزاءهم العادل".
وقال قائد شرطة كركوك علي كمال، إنه "بتاريخ 2018/5/16 حصل حادث قتل طفل يبلغ من العمر 5 سنوات في منطقة حي الواسطي، وانتقلت مفارز مركز شرطة العدالة وخبراء الأدلة الجنائية بإشراف مباشر من وزير الداخلية ومدير مركز شرطة العدالة وضابط التحقيق إلى محل الحادث. وتبين قيام مجهولين بخنق الطفل مع وجود آثار تعذيب، وخلال مدة قصيرة لا تجاوز 7 ساعات تم كشف ملابسات الحادث والقبض على الجناة وعرضهم على قاضي التحقيق. واعترفوا بجريمتهم وأحيلوا إلى مركز شرطة الأحداث لإكمال مراحل التحقيق لينالوا جزاءهم العادل".
ودعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان، الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني إلى تكثيف حملاتها للحد من ظاهرة تفشي المخدرات خصوصاً بين المراهقين، معتبرة في بيان أصدرته أول من أمس أن جريمة قتل الطفل عزّام همام البياتي على يد مراهقين تدق ناقوس الخطر لدى الجميع لتحمل مسؤولية حماية شريحة المراهقين والشباب من تعاطي المخدرات التي تعد أحد أسباب الانحراف والجريمة. مع العلم أن الشرطة وجهات التحقيق لم تعلن صراحة أن الجناة كانوا تحت تأثير المخدرات عند ارتكاب جريمتهم.
وقال المتحدث الرسمي باسم المفوضية علي البياتي، في بيان، أن "المفوضية تابعت من خلال مكتبها في كركوك قضية مقتل الطفل عزام على يد ثلاثة مراهقين"، مبيناً أن "جميع المعلومات التي حصل عليها فريق المفوضية من ذوي الضحية والجهات الأمنية تشير إلى عدم وجود أي عداء شخصي بين ذوي الضحية والجناة".