وخلال اجتماع غير مُعلن، يوم الأربعاء الماضي، ناقش عدد من قياديي "النداء"، ما آلت إليه الأمور داخل الحزب خلال الأشهر الأخيرة، خصوصاً المسؤوليات في صلب الهيئة السياسية، والتي اعتبروها سبباً رئيسياً في الشلل الذي أصاب الحزب وفق تقديرهم، بل وسبباً في غيابه عن الساحة السياسية وضعف إسهامه في المشاورات حول تشكيل الحكومة، وما ترتب عن ذلك من إشكالات داخل الكتلة النيابية في البرلمان.
وكشفت مصادر في "النداء"، لـ"العربي الجديد" أن "الاجتماع أفضى إلى صياغة عريضة جمعت ما يقارب العشرين توقيعاً، تطالب بعقد اجتماع عاجل الثلاثاء القادم بحضور جميع أعضاء الهيئة السياسية للنداء، يتم خلاله التداول في إعادة النظر وتنقيح النظام الداخلي للحزب، وإعادة توزيع المسؤوليات داخل الهيئة".
وبحسب مراقبين، فإن الاجتماع وإن لم يستهدف مباشرة المدير التنفيذي للحزب نجل الرئيس التونسي، حافظ قائد السبسي، فإن التحرك كان يندرج بوضوح في إطار تحجيم دوره في الحزب وإعفائه من مسؤوليته كرئيس للهيئة السياسية، وصاحب الكلمة الفصل في الحزب.
ويأتي الاجتماع كذلك، تزامناً مع مساعٍ لقائد السبسي الابن، لإبعاد رئيس الكتلة النيابية لـ"النداء"، سفيان طوبال من مهامه، والإسراع بعقد انتخابات داخلية للكتلة.
ووفق مصادر "العربي الجديد"، فإن "عريضة وقع عليها أكثر من أربعين نائباً كانت بإيعاز من حافظ السبسي الابن، الذي سعى في إطار الصراعات الداخلية داخل النداء، إلى إعفاء طوبال نظراً للانتقادات الحادة التي وجهها هذا الأخير إلى قائد السبسي خلال المشاورات حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية".
وفي السياق، أوضحت المصادر ذاتها، أن "أعضاء الهيئة السياسية الراغبين في تنقيح النظام الداخلي وإعادة توزيع المسؤوليات داخل الهيئة، يرون أن السعي إلى تغيير طوبال إرباك لها، وأنه لا يمكن الانطلاق في الإصلاح من الكتلة النيابية فيما يعد الهيكل الأساسي في تسيير الحزب عاجزاً عن العمل".
ويؤشر كل ذلك، إلى بداية أزمة جديدة في "النداء"، يرى مراقبون أنها ستكون عاصفة هذه المرة، وإذا لم يتم تطويقها سريعاً، فإنها قد تحمل انقسامات جديدة في الحزب وفي الكتلة.