يمكن اختصار الأزمة اليمنية، تجاوزاً، بمدينة صعدة الشمالية المحاذية للحدود السعودية. فمعقل الحوثيين تتكثف فيها عوامل الحرب، تلك الحالية والحروب السعودية التي سبقتها، وهي التي أعطتها صعدة اسمها فنالت شهرتها العالمية. عاصمة الحوثيين تحولت إلى قلعة حصينة لهم عموماً، ولهم وحدهم منذ عام 2011. وتبدو آثار السيطرة المنفردة لـ"أنصار الله" على صعدة جلية في الحرب الحالية، إذ عجزت أعنف الغارات على مواقعهم عن القضاء على منصات الصواريخ ومخازنها، إذ يبدو أن المدينة، الممنوعة على وسائل الإعلام طبعاً، باتت مبنية فوق "مدينة عسكرية" أخرى تعيش تحت الأرض، وهو ما يرشحها لأن تبقى مصدر إزعاج كبير للجار الشمالي الكبير، وهو ما يرجح استحالة الحل العسكري معها.
ولا تترك التطورات الأخيرة على الحدود اليمنية ــ السعودية، شكاً في واقع أن المحافظة ستبقى العقدة الأكبر بالنسبة للسعودية، بعد أكثر من 70 يوماً من الضربات المكثفة، والتي نالت صعدة منها نصيباً كبيراً، إن لم يكن الأكبر. فخلال الأسابيع القليلة الماضية، أعلن الحوثيون عن قذائف صاروخية محلية الصنع، أطلقوها باتجاه السعودية، كما كشفت المعلومات التي أعلن عنها الجانب السعودي، عن أن صاروخ "سكود" المثير، والوحيد الذي تم إطلاقه لاستهداف قاعدة "خميس مشيط" الجوية، كان مصدره موقع ما، جنوب صعدة.
اقرأ أيضاً: اليمن: معارك الحسم الميداني قبل جنيف
وبينما تبرز صعدة كتحدٍ مستمر من خلال المقذوفات والتحركات الحوثية المستمرة في المناطق الحدودية، كشفت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، عن أحد الأسرار التي تقف وراء استمرار تحركات الحوثيين، على الرغم من أن مئات أو آلاف الغارات الجوية استهدفت تقريباً كل مركز مشتبه بأن يكون مقراً أو تجمعاً للحوثيين. تقول المصادر إن جزءاً من الإحداثيات التي اعتمدها التحالف لضرب مواقع الحوثيين وكهوفهم المفترضة في صعدة، لم تكن محدّثة، وإن بعضها كان من الإحداثيات والبيانات المتوفرة لدى الجانب السعودي، من الحرب السادسة أواخر عام 2009، والتي دخل فيها الطيران السعودي إلى جانب الجيش اليمني في الحرب على الحوثيين. منذ عام 2011، أصبحت صعدة منطقة شبه مغلقة لمصلحة الحوثيين، باعتبارها أول محافظة خرجت عن سلطة الدولة وأصبحت تحت سلطة جماعة "أنصار الله"، باستثناء مناطق محدودة فيها. وأما الأمر الذي عززته التطورات الأخيرة مع طول فترة الحرب، أن مواقع الحوثيين وتجهيزاتهم العسكرية، والتي لم تكن معروفة حتى بالنسبة للسلطات في اليمن، لم تعد قليلة، إذ أن الجماعة استفادت من تجارب الحروب السابقة واستعدت لأي حرب يمكن أن تطول، الأمر الذي انعكس بإنتاج قذائف صاروخية محلية الصنع، بحسب إعلان الحوثيين.
تحدّ صعدة ثلاث مناطق سعودية؛ نجران وعسير وجيزان، وتعرضت منذ بدء عمليات التحالف لضربات مكثفة تكاد تكون الأعنف، تعدت استهداف المواقع العسكرية المعروفة أو المشتبهة إلى استهداف الطرقات وشبكات الاتصال ومنازل بعض القيادات ومحطات الوقود إلى غير ذلك من الأهداف، إذ تم إعلان صعدة أوائل مايو/أيار المنصرم "هدفاً عسكرياً بالكامل"، إثر استهداف الحوثيين، بقذائف كاتيوشا، باتجاه منطقتي نجران وجيزان السعوديتين.
اقرأ أيضاً: مرحلة جديدة للتحالف في اليمن: استهداف قادة الحوثيين وصعدة
ومع استمرار الاستفزازات وإطلاق القذائف بشكل شبه يومي باتجاه السعودية، تبدو صعدة، بالإضافة إلى محافظة حجة، الواقعة غربها، تحدياً ليس من السهل إنهاء خطره بضربات جوية، ولا يرجع ذلك لقوة الحوثيين وتحركاتهم فيها فحسب، بل لكونها المكان الذي خبروه واستعدوا فيه، وخاضوا فيه حروباً مع السلطات اليمنية بين عامي 2004 و2010. من جانب آخر، فإن الضربات الجوية أو المدفعية والصاروخية في المناطق الحدودية، وغير الحدودية، يذهب ضحيتها الكثير من الأهداف الخاصة بالسكان، والذين يدفعون ثمن المكان وانتماء بعضهم للحوثيين، غير أن الخسائر والأوضاع الصعبة تعم آثارها وضحاياها تلك المناطق، إذ يصل عدد سكان صعدة، إلى قرابة مليون مواطن، وباتت جميع المناطق متضررة بدرجات متفاوتة، ومع استمرار الضربات، تتزايد الخسائر على المدنيين، وليس من المؤكد أنها ستؤدي لضربة حاسمة ضد الحوثي، رغم خسائر الجماعة الكبيرة، والتي تتكتم على أغلبها وتكتفي بإعلان الضحايا من المدنيين.
وخلال الفترة الماضية كانت هناك آمال بأن فتح جبهة مقاومة على الحدود مع صعدة، وبالتحديد من جهة محافظة الجوف، إلى الشرق منها، ربما يؤتي ثماره بنصر حاسم على الحوثيين في معاقلهم. غير أن جبهة الجوف، والتي كان يُعول عليها، شهدت تراجعاً كبيراً لرجال القبائل المناوئين للحوثي، لتبدو معركة صعدة أنها تبقى الأصعب، خصوصاً أن بوابتها الجنوبية من جهة عمران وصنعاء لا تزال في مصلحتها.
اقرأ أيضاً: جبال الصواريخ في صنعاء... نقمة يدفع ثمنها المدنيون
اقرأ أيضاً: شرورة... منطقة سعودية تزخر بالأحداث اليمنية
اقرأ أيضاً: اليمن: معارك الحسم الميداني قبل جنيف
وبينما تبرز صعدة كتحدٍ مستمر من خلال المقذوفات والتحركات الحوثية المستمرة في المناطق الحدودية، كشفت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، عن أحد الأسرار التي تقف وراء استمرار تحركات الحوثيين، على الرغم من أن مئات أو آلاف الغارات الجوية استهدفت تقريباً كل مركز مشتبه بأن يكون مقراً أو تجمعاً للحوثيين. تقول المصادر إن جزءاً من الإحداثيات التي اعتمدها التحالف لضرب مواقع الحوثيين وكهوفهم المفترضة في صعدة، لم تكن محدّثة، وإن بعضها كان من الإحداثيات والبيانات المتوفرة لدى الجانب السعودي، من الحرب السادسة أواخر عام 2009، والتي دخل فيها الطيران السعودي إلى جانب الجيش اليمني في الحرب على الحوثيين. منذ عام 2011، أصبحت صعدة منطقة شبه مغلقة لمصلحة الحوثيين، باعتبارها أول محافظة خرجت عن سلطة الدولة وأصبحت تحت سلطة جماعة "أنصار الله"، باستثناء مناطق محدودة فيها. وأما الأمر الذي عززته التطورات الأخيرة مع طول فترة الحرب، أن مواقع الحوثيين وتجهيزاتهم العسكرية، والتي لم تكن معروفة حتى بالنسبة للسلطات في اليمن، لم تعد قليلة، إذ أن الجماعة استفادت من تجارب الحروب السابقة واستعدت لأي حرب يمكن أن تطول، الأمر الذي انعكس بإنتاج قذائف صاروخية محلية الصنع، بحسب إعلان الحوثيين.
تحدّ صعدة ثلاث مناطق سعودية؛ نجران وعسير وجيزان، وتعرضت منذ بدء عمليات التحالف لضربات مكثفة تكاد تكون الأعنف، تعدت استهداف المواقع العسكرية المعروفة أو المشتبهة إلى استهداف الطرقات وشبكات الاتصال ومنازل بعض القيادات ومحطات الوقود إلى غير ذلك من الأهداف، إذ تم إعلان صعدة أوائل مايو/أيار المنصرم "هدفاً عسكرياً بالكامل"، إثر استهداف الحوثيين، بقذائف كاتيوشا، باتجاه منطقتي نجران وجيزان السعوديتين.
اقرأ أيضاً: مرحلة جديدة للتحالف في اليمن: استهداف قادة الحوثيين وصعدة
ومع استمرار الاستفزازات وإطلاق القذائف بشكل شبه يومي باتجاه السعودية، تبدو صعدة، بالإضافة إلى محافظة حجة، الواقعة غربها، تحدياً ليس من السهل إنهاء خطره بضربات جوية، ولا يرجع ذلك لقوة الحوثيين وتحركاتهم فيها فحسب، بل لكونها المكان الذي خبروه واستعدوا فيه، وخاضوا فيه حروباً مع السلطات اليمنية بين عامي 2004 و2010. من جانب آخر، فإن الضربات الجوية أو المدفعية والصاروخية في المناطق الحدودية، وغير الحدودية، يذهب ضحيتها الكثير من الأهداف الخاصة بالسكان، والذين يدفعون ثمن المكان وانتماء بعضهم للحوثيين، غير أن الخسائر والأوضاع الصعبة تعم آثارها وضحاياها تلك المناطق، إذ يصل عدد سكان صعدة، إلى قرابة مليون مواطن، وباتت جميع المناطق متضررة بدرجات متفاوتة، ومع استمرار الضربات، تتزايد الخسائر على المدنيين، وليس من المؤكد أنها ستؤدي لضربة حاسمة ضد الحوثي، رغم خسائر الجماعة الكبيرة، والتي تتكتم على أغلبها وتكتفي بإعلان الضحايا من المدنيين.
وخلال الفترة الماضية كانت هناك آمال بأن فتح جبهة مقاومة على الحدود مع صعدة، وبالتحديد من جهة محافظة الجوف، إلى الشرق منها، ربما يؤتي ثماره بنصر حاسم على الحوثيين في معاقلهم. غير أن جبهة الجوف، والتي كان يُعول عليها، شهدت تراجعاً كبيراً لرجال القبائل المناوئين للحوثي، لتبدو معركة صعدة أنها تبقى الأصعب، خصوصاً أن بوابتها الجنوبية من جهة عمران وصنعاء لا تزال في مصلحتها.
اقرأ أيضاً: جبال الصواريخ في صنعاء... نقمة يدفع ثمنها المدنيون
اقرأ أيضاً: شرورة... منطقة سعودية تزخر بالأحداث اليمنية