في أحد شوارع نانت الفرنسيّة، الواقعة غربيّ البلاد، يسير 14 تلميذاً وتلميذة مع اثنتَين من مدرّساتهم. يبدو أنّ هؤلاء الصغار في رحلة استكشافيّة في أرجاء المدينة. هذا ما تنقله لنا الصورة، في حين أنّ "نحو 264 مليون طفل في كل أنحاء العالم يفتقرون إلى التعليم النظامي"، بحسب ما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في تقرير عالمي لرصد التعليم.
والتعليم، بحسب ما جاء في التقرير، من الحقوق الأساسية للإنسان، ومن أبرز الأمور التي يحتاج إليها في حياته، ليلبّي كلّ احتياجاته الأساسية التي يسعى إليها، وليس على المستوى الفرديّ فحسب، بل على مستوى الدول كذلك. فالدولة التي تحافظ على نظامها التعليميّ هي الدولة التي تتفوّق في كلّ المجالات وعلى كلّ الصعد، سواءً الاجتماعية أو الثقافية أو الاقتصادية أو العسكرية وغيرها من المجالات. كذلك، تكمن أهميّة التعليم في بناء الأجيال، لكنّه، وعلى الرغم من ذلك، فإنّ ثمّة كثيرين اليوم يُحرَمون من التعليم بسبب الفقر والحرب والأمراض.
وأشار التقرير إلى أنّ 82 دستوراً فقط من الدساتير الوطنية في العالم تعرّف التعليم على أنّه "حقّ"، وأنّ 55 بلداً فقط توفّر إمكانية التوجّه إلى القضاء في حال انتُهِك هذا الحق. وفي السياق، شدّدت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، على ضرورة تطوير فهم يوفّر مساءلة الحكومات لتحقيق الأهداف التربوية والتعليمية للمنظمة، مضيفة أنّ "المهمة الأساسية لضمان حصول الأفراد على الحقّ في التعليم ملقاة على عاتق الحكومات. لكنّ هذا الحقّ ليس حقاً يمكن الدفاع عنه أمام القضاء في نحو نصف دول العالم".
(العربي الجديد)