دفعت ظاهرة تنامي استهلاك المخدرات، وتطور أساليب التهريب في البلدان العربية، إلى دق ناقوس الخطر، وإلى التفكير في آليات جديدة لمكافحة الظاهرة، خاصة وأن هذه الآفة تعطل الطاقة العاملة في المجتمعات العربية (فئة الشباب) وتجعلها رهينة الإدمان، وتكبل التنمية المستدامة في الوطن العربي.
ولهذا بحث المؤتمر العربي التاسع والعشرون لرؤساء أجهزة مكافحة المخدرات المنعقد بمجلس وزراء الداخلية العرب بتونس، اليوم الأربعاء، في إحداث صندوق عربي لتمويل إنشاء مراكز العلاج، وتقديم الرعاية للمدنين في الوطن العربي في محاولة منه لإنقاذ من وقع فريسة للإدمان، هذا إلى جانب التأكيد على إرساء إستراتجية عربية مشتركة لمكافحة الإستعمال غير المشروع للمخدرات، والمؤثرات العقلية في صيغتها المحدثة.
وقال الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، الدكتور محمد بن علي كومان، إن عديد الظروف ساهمت في مزيد ازدهار تجارة المخدرات، ومنها الإضطرابات الأمنية التي تشهدها بعض دول المنطقة، وحركة النزوح والهجرة غير الشرعية، وإزدهارعمليات التهريب المتنوعة ومنها تهريب المخدرات .
وأكدّ على أنّ هناك روابط بين عصابات المخدرات، وتنظيمات الإرهاب وتهريب المهجرين، والجريمة المنظمة ...مبينا أن جميعها تندرج في خندق واحد يهدّد مقدرات الدول، والشعوب، ويجعل من الدول العربية بلدان عبور بين دول الإنتاج ودول الاستهلاك.
وقال مدير المكتب العربي لشؤون المخدرات،العميد عيسى آمال قاقيش، لـ"العربي الجديد" إنّ المؤتمر طرح موضوع مكافحة المخدرات في البلدان العربية بطريقة جريئة، وبحث سبل التعاون الإقليمي، وإجراءات المراقبة، وتبادل المعلومات، وتناول وسائل ضبط الكميات، ومتابعة الأساليب الحديثة، والأنواع التي يتم إنتاجها، والتي تطور في كل ثانية.
وأكدّ أن المؤتمر نص على أهمية تبادل المعلومات، وأساليب التهريب الحديثة.
وأشار إلى أنّ الصندوق العربي المشترك سينظر في إحدث مراكز لعلاج المدمنين في الدول العربية، معتبرا أنه سيتم دراسة الموضوع من عديد الأطراف لأنه يتضمن جانب علاجي يهم وزارة الصحة، وجانب يهم وزارات الداخلية.
وشدّد على أن المخدرات انتشرت في العالم العربي، وانه لابدّ من السيطرة على هذه الآفة.
اقرأ أيضا:المنشّطات الرياضيّة تهدّد قلوب الشباب
وقال عميد الشرطة، ونائب مدير مكافحة المخدرات بالسودان،عثمان محمد، انّ التوصيات التي سيصدرها المؤتمر ستساعد في بناء إستراتيجية واضحة لمكافحة المخدرات في العالم العربي، مبينا أن من أهم التوصيات التي ستصدر تلك التي تتعلق بإنشاء صندوق لمعالجة المدمنين.
وأكدّ لـ"العربي الجديد" أن آفة المخدرات تهدد جميع البلدان العربية، معتبرا ان هناك دولا يكثر فيها استهلاك وإنتاج أصناف معينة من المخدرات، وأخرى ترتفع فيها أصناف أخرى.
واعتبر انّه لا يمكن الإفصاح عن نسب الإستهلاك لأنها مرتبطة بأمن الدول، ولكن ما يمكن ملاحظته أن هناك إرتفاعا في استهلاك المخدرات في البلدان العربية.
وذكر مسؤول بمكتب المخدرات المركزي في بيروت، المقدم أحمد حلاوي، انّه تم خلال هذا المؤتمر وضع تعديلات على الإستراتيجية العربية لمكافحة المخدرات، ومزيد البحث في آليات التنسيق في البلدان العربية والوسائل المعتمدة لمكافحة المخدرات.
وقال حلاوي لـ"العربي الجديد" انّه تم التباحث حول كل الجوانب المتعلقة بالمخدرات من الزراعة إلى الإنتاج وصولا إلى الترويج، والتعاطي، مبينا ان الأوضاع الأمنية داخل بعض البلدان العربية ساهمت في حدوث شبه فلتان ببعض الأسواق، وإلى مزيد ترويج المخدرات، وحتى في ظهور عديد الأصناف الجديدة.
وأضاف انه تم التنصيص على ضرورة تحسين، والرفع من أداء مكاتب المخدرات في الدول العربية، والتنسيق بينها.
وأشار إلى أنّ العمل العربي المشترك سيكون له مساهمة فعالة في مكافحة المخدرات.
اقرأ أيضا:مدمنون يساعدون مدمنين في إيران