وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، "إرنا"، أن "نقل هذه الصوريخ سيتم بحراً أو جواً، عبر ناقلات روسية، وستستأنف موسكو بهذه الحالة العمل بالاتفاقية، التي وقعتها مع طهران عام 2007، حيث كان من المفترض أن تتسلم إيران هذه المنظومة مقابل 800 مليون دولار".
وسارعت إسرائيل إلى التنديد بقرار روسيا رفع حظر تسليم إيران صواريخ "إس300"، وقال وزير الاستخبارات، يوفال شتاينتز، في بيان، إن "هذه نتيجة مباشرة للشرعية التي منحت لإيران عبر الاتفاق النووي الجاري إعداده، والدليل على أن النمو الاقتصادي الذي سيلي رفع العقوبات ستستغله إيران في مجال التسلح وليس لما فيه خير الشعب الإيراني"، وفقاً لما ذكرته وكالة "فرانس برس".
وردّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، على الموقف الإسرائيلي، بالقول إن منظومة الصواريخ لأغراض "دفاعية ولا تشكل تهديدا على دول للمنطقة بما فيها إسرائيل".
وأشار لافروف إلى أنَّ" إيران في ضوء التطورات الأخيرة في اليمن، باتت بحاجة لمنظومة دفاع جوي عصري، وأن روسيا تأخذ بعين الاعتبار في هذه الخطوة السمعة والتجارة"، موضحاً أنَّ روسيا "لم تعد ترى ضرورة للحظر الطوعي الذي فرضته على إيران".
وفي السياق ذاته، اعربت وزارة الدفاع الأميركية عن قلقها حيال الخطوة الروسية، واعتبر المتحدث باسمها العقيد ستيف وارن، ان "المعارضة الأميركية لبيع هذه الصواريخ قديمة وعلنية. ونحن نعتقد ان (بيع الصواريخ) لا يساعد". واضاف "نحن نناقش هذه المسالة من خلال القنوات الدبلوماسية المناسبة".
وبالتزامن مع الإعلان عن هذا القرار، يزور وفد روسي مكون من شخصيات سياسية وعلمية العاصمة طهران، ونقلت "إرنا" أن الوفد التقى رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، اليوم الإثنين، لبحث سبل تطوير التعاون العلمي والنووي. وقال صالحي إن "موسكو أهل للثقة وتستطيع أن تكون شريكاً لإيران"، مضيفاً: "طهران ترحب بتزويدها بالتقنيات النووية الجديدة".
كما يزور أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، موسكو للمشاركة باجتماع منظمة شنغهاي، وكان قد التقى في وقت سابق اليوم سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، نيكولاي باتروشوف، وأكد له ضرورة تعزيز التعاون الثنائي على كل المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، قائلا إن "البلدين يستطيعان بتعاونهما الإيجابي والبناء أن يؤثرا على مسار العديد من القضايا الإقليمية والدولية".
اقرأ أيضاً:إيران تقترح القيام بعمليات عسكرية مشتركة على الحدود الباكستانية
واعتبر شمخاني، خلال هذا اللقاء، أن "بعض الأطراف الغربية وحلفائها في المنطقة تعمل على استغلال الثروات الإقليمية تزامناً وتوسيع دائرة التوتر"، معتبراً أن "التعاون مع روسيا يستطيع الوقوف في وجه هذه المخططات".
وعلى صعيد الملف النووي الإيراني، قال عضو الوفد المفاوض، حميد بعيدي نجاد، اليوم الإثنين، إن "بنود الاتفاق الإطاري لم تكتب تفاصيلها بعد، حيث يحتاج هذا الأمر لعدة أشهر"، معترضا على النسخة الأميركية التي تم نشرها من هذا الاتفاق الإطاري، قائلا إن "بعض بنودها غير صحيحة"، ومضيفاً أن "طهران ستكشف عن نسختها بناء على طلب المسؤولين".
وذكر بعيدي نجاد، في مؤتمر عقد اليوم تحت عنوان "المفاوضات من جنيف إلى لوزان"، أن "العقوبات الأميركية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي ستلغى فور توقيع الاتفاق النهائي مطلع يوليو/تموز المقبل"، مشيراً إلى أن "التفاوض لا يدور حول قرارات العقوبات الأخرى، التي لا تتعلق ببرنامج البلاد النووي"، حيث إن واشنطن فرضت عقوبات عدة على إيران منذ انتصار الثورة الإسلامية قبل أكثر من ثلاثة عقود.