لم يكن النظام السوري ينتظر حجة قصف دمشق، أمس الخميس، بعدد كبير من الصواريخ، لتبرير مجزرة جديدة يرتكبها في الغوطة الشرقية لدمشق، وتحديداً في دوما التي قتلت طائراته فيها أكثر من 30 شخصاً معظمهم من المدنيين ومن الكادر الطبي. استهداف دمشق بالصواريخ، للمرة الثانية في أقل من شهر، يبدو وكأنه يرسي قواعد اشتباك جديدة، تقول بعدم تحييد أي منطقة سورية، حتى العاصمة دمشق التي يدّعي النظام أنه يمسك بوضعها بالكامل، وهو ما تكذبه المعطيات، بدليل أن صواريخ يوم أمس، عطلت الحياة بالكامل فيها، واستهدفت نقاطاً حساسة جداً بالنسبة للنظام، في ما قد يكون سابقة منذ اندلاع الثورة السورية.
وتصاعدت أعمدة الدخان من مختلف المناطق الحيوية للعاصمة، وتوقفت معظم المصالح الحكومية وألغيت الامتحانات في معظم كليات جامعة دمشق وأغلق عدد كبير من المدارس. وأعلن قائد جيش الاسلام زهران علوش مسؤولية قواته عن استهداف "المراكز والحواجز الأمنية" بمئات الصواريخ تنفيذاً لتهديداته التي أطلقها منذ يومين بقصف العاصمة السورية رداً على قصف قوات النظام السوري لمناطق غوطة دمشق الشرقية. ولم تتردد قوات النظام السوري في ارتكاب مجزرة كبيرة في كل من دوما وعربين وعين ترما القريبة، عبر عشرات الغارات الجوية أدت لمقتل وجرح العشرات.
وبدأ قصف العاصمة السورية من قبل قوات المعارضة في الساعة السابعة والنصف من صباح أمس الخميس، مع توجه الموظفين إلى أعمالهم والطلاب إلى جامعاتهم، ما أدى إلى هلع بين السكان الذين عاد معظمهم إلى بيوتهم، قبل أن تلغى الامتحانات في جامعة دمشق، وتقوم معظم مدارس العاصمة السورية بإرسال الطلاب إلى بيوتهم.
وأكد الناشط غيث الشامي لـ"العربي الجديد" أن أكثر من مئتي انفجار سُمع في أحياء العاصمة في أقل من ثلاث ساعات صباحاً، نتيجة سقوط عدد كبير من صواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون. أهم المناطق التي استهدفها القصف هي: منطقة المزة غرب العاصمة السورية، ومنطقة المزة 86 حيث يسكن عدد كبير من مجندي وضباط الجيش السوري وقوى الأمن السورية، ومناطق المالكي وأبو رمانة الراقية التي توجد فيها سفارات الدول الأجنبية، ومنطقة البرامكة وسط العاصمة حيث توجد وكالة "سانا" ومعظم كليات جامعة دمشق، والتي أصيب بعضها بالقصف ككلية التربية وكلية الحقوق، ومنطقة كفرسوسة وسط العاصمة، حيث يوجد مبنى رئاسة مجلس الوزراء الذي أصيب بصاروخ، وفروع أمن الدولة ومختلف فروع الاستخبارات السورية العسكرية ومبنى إدارة الجمارك السورية العامة، ومناطق أخرى في وسط العاصمة كشارع الثورة وشارع بغداد الحيويين، ومنطقة دمشق القديمة حيث سقطت عدة قذائف هاون في أحياء الشاغور والأمين والقصاع وباب توما، ومناطق العاصمة الشمالية حيث سقط عدد كبير من قذائف الهاون على مناطق الزبلطاني والعباسيين وسوق الهال.
وتحدثت الأنباء عن مقتل ثلاثة مواطنين على الأقل وإصابة ثلاثين آخرين.
وتصاعدت أعمدة الدخان من مختلف مناطق العاصمة السورية نتيجة القصف الذي أدى بحسب شهود عيان إلى احتراق سيارات كانت مركونة في الشوارع التي سقطت بها القذائف والصواريخ.
وقد أعلن علوش، مسؤولية قواته عن قصف دمشق، وذلك في تغريدة على حسابه على تويتر، وذلك بعد يومين فقط من اصداره بياناً يتضمن اعلان دمشق منطقة عسكرية، وتحذير المواطنين من الاقتراب من الحواجز ومباني استخبارات النظام السوري.
وأكد أبو نضال الشامي القيادي والناطق باسم "ألوية الحبيب المصطفى" وهي إحدى تشكيلات المعارضة الكبيرة في ريف دمشق، في حديث لـ"العربي الجديد"، قيام قواته بالمشاركة في القصف الصاروخي، فضلاً عن تأكيد مشاركة "فيلق الرحمن"، وهو أحد تشكيلات المعارضة الكبيرة في ريف دمشق، بالقصف أيضاً.
وأوضح الشامي لـ"العربي الجديد"، أن قوات المعارضة تملك بنك أهداف في دمشق يشمل جميع تجمعات قوات النظام السوري، وأنها "تقنن عملية القصف بحسب أولوية نجاح القصف في ايقاع خسائر في صفوف قوات ورموز النظام، حيث باتت قوات المعارضة تركز على تجمعات قوات النظام قرب خطوط المواجهة على تخوم العاصمة دمشق، كتجمع العباسيين والزبلطاني وسوق الهال المسؤول عن مساندة قوات النظام التي تقاتل قوات المعارضة في حي جوبر، وتجمع حواجز المخابرات الجوية في شارع الثورة وسط دمشق وغيرها".
وأكد الشامي أن قوات النظام باتت تحترز في مبانيها الرئيسية في العاصمة من قصف قوات المعارضة، حيث باتت تستخدم الطوابق السفلية والأقبية فقط. كما أوضح أن صواريخ قوات المعارضة ليست مجدية في تدمير مبانٍ عسكرية محصنة كمبنى الأركان في ساحة الأمويين، حيث قامت قوات المعارضة بقصفه مراراً فيما مضى، دون أن يجدي ذلك في ايقاع خسائر بشرية كبيرة في قوات النظام بسبب تحصينات المبنى.
وتفاوتت ردود فعل سكان دمشق إزاء قصفها بالصواريخ. وأشار الطبيب هاني عبد العزيز، وهو أحد سكان دمشق، إلى أن القصف الصباحي على دمشق تسبب بحالة فزع بين السكان، الذين دخل معظمهم إلى الغرف الداخلية في بيوتهم أو نزلوا إلى الطوابق السفلية خوفاً من أن يصابوا بأحد الصواريخ الطائشة، وأكد أن هذا القصف زاد من معاناة السكان في العاصمة، نظراً لاستهدافه معظم أحيائها السكنية التي يرزح سكانها أصلاً تحت وطأة ضعف الخدمات والتشديد الأمني لقوات النظام السوري.
وفي السياق، اعتبر مروان فروح، وهو موظف في إحدى دوائر الدولة في دمشق، كان يقيم في الغوطة الشرقية قبل أن يضطر إلى تركها بسبب تدهور الأوضاع فيها نتيجة مجازر النظام، أن قيام "جيش الإسلام" بقصف دمشق بهذا الشكل "ليس إلا تكراراً لممارسات النظام السوري للأحياء السكنية"، لافتاً إلى أنه هرب من القصف الذي تتعرض له المناطق السكنية من قبل قوات النظام، لتلحقه الصواريخ على المناطق التي يسيطر عليها النظام.
في المقابل، رأى الناشط محمود الدوماني أن قصف دمشق يدحض رواية النظام التي يتحدث بها عن سيطرته على الأوضاع في سورية وقرب قضائه على المعارضة المسلحة، ويثبت القصف أن العاصمة "الحصينة" هي بكاملها "في مرمى نيران قوات المعارضة التي يمكن أن توقف الحياة فيها في حال قررت ذلك".
وجاءت مجزرة النظام، رداً على قصف دمشق بحسب ادعاء الإعلام الرسمي، كبيرة جداً، إذ كشف الناشط يمان العربيني لـ"العربي الجديد" قيام طائرات قوات النظام السوري بقصف تجمع مدارس مدينة عربين في غوطة دمشق الشرقية بثلاث غارات، الأمر الذي أدى لوقوع دمار كبير في المدارس ومقتل أكثر من سبعة أطفال من طلاب هذه المدارس وجرح العشرات منهم. كما أكد الناشط مهند الياسين قيام قوات النظام السوري بشن أكثر من خمس عشرة غارة جوية على مدينة دوما، أكبر مدن غوطة دمشق الشرقية، الأمر الذي أسفر عن سقوط خمسة عشر قتيلاً على الأقل وجرح أكثر من مئة آخرين في حصيلة أولية بحسب مصادر طبية في المدينة.
وتصاعدت أعمدة الدخان من مختلف المناطق الحيوية للعاصمة، وتوقفت معظم المصالح الحكومية وألغيت الامتحانات في معظم كليات جامعة دمشق وأغلق عدد كبير من المدارس. وأعلن قائد جيش الاسلام زهران علوش مسؤولية قواته عن استهداف "المراكز والحواجز الأمنية" بمئات الصواريخ تنفيذاً لتهديداته التي أطلقها منذ يومين بقصف العاصمة السورية رداً على قصف قوات النظام السوري لمناطق غوطة دمشق الشرقية. ولم تتردد قوات النظام السوري في ارتكاب مجزرة كبيرة في كل من دوما وعربين وعين ترما القريبة، عبر عشرات الغارات الجوية أدت لمقتل وجرح العشرات.
وبدأ قصف العاصمة السورية من قبل قوات المعارضة في الساعة السابعة والنصف من صباح أمس الخميس، مع توجه الموظفين إلى أعمالهم والطلاب إلى جامعاتهم، ما أدى إلى هلع بين السكان الذين عاد معظمهم إلى بيوتهم، قبل أن تلغى الامتحانات في جامعة دمشق، وتقوم معظم مدارس العاصمة السورية بإرسال الطلاب إلى بيوتهم.
وأكد الناشط غيث الشامي لـ"العربي الجديد" أن أكثر من مئتي انفجار سُمع في أحياء العاصمة في أقل من ثلاث ساعات صباحاً، نتيجة سقوط عدد كبير من صواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون. أهم المناطق التي استهدفها القصف هي: منطقة المزة غرب العاصمة السورية، ومنطقة المزة 86 حيث يسكن عدد كبير من مجندي وضباط الجيش السوري وقوى الأمن السورية، ومناطق المالكي وأبو رمانة الراقية التي توجد فيها سفارات الدول الأجنبية، ومنطقة البرامكة وسط العاصمة حيث توجد وكالة "سانا" ومعظم كليات جامعة دمشق، والتي أصيب بعضها بالقصف ككلية التربية وكلية الحقوق، ومنطقة كفرسوسة وسط العاصمة، حيث يوجد مبنى رئاسة مجلس الوزراء الذي أصيب بصاروخ، وفروع أمن الدولة ومختلف فروع الاستخبارات السورية العسكرية ومبنى إدارة الجمارك السورية العامة، ومناطق أخرى في وسط العاصمة كشارع الثورة وشارع بغداد الحيويين، ومنطقة دمشق القديمة حيث سقطت عدة قذائف هاون في أحياء الشاغور والأمين والقصاع وباب توما، ومناطق العاصمة الشمالية حيث سقط عدد كبير من قذائف الهاون على مناطق الزبلطاني والعباسيين وسوق الهال.
وتحدثت الأنباء عن مقتل ثلاثة مواطنين على الأقل وإصابة ثلاثين آخرين.
وتصاعدت أعمدة الدخان من مختلف مناطق العاصمة السورية نتيجة القصف الذي أدى بحسب شهود عيان إلى احتراق سيارات كانت مركونة في الشوارع التي سقطت بها القذائف والصواريخ.
وقد أعلن علوش، مسؤولية قواته عن قصف دمشق، وذلك في تغريدة على حسابه على تويتر، وذلك بعد يومين فقط من اصداره بياناً يتضمن اعلان دمشق منطقة عسكرية، وتحذير المواطنين من الاقتراب من الحواجز ومباني استخبارات النظام السوري.
وأكد أبو نضال الشامي القيادي والناطق باسم "ألوية الحبيب المصطفى" وهي إحدى تشكيلات المعارضة الكبيرة في ريف دمشق، في حديث لـ"العربي الجديد"، قيام قواته بالمشاركة في القصف الصاروخي، فضلاً عن تأكيد مشاركة "فيلق الرحمن"، وهو أحد تشكيلات المعارضة الكبيرة في ريف دمشق، بالقصف أيضاً.
وأوضح الشامي لـ"العربي الجديد"، أن قوات المعارضة تملك بنك أهداف في دمشق يشمل جميع تجمعات قوات النظام السوري، وأنها "تقنن عملية القصف بحسب أولوية نجاح القصف في ايقاع خسائر في صفوف قوات ورموز النظام، حيث باتت قوات المعارضة تركز على تجمعات قوات النظام قرب خطوط المواجهة على تخوم العاصمة دمشق، كتجمع العباسيين والزبلطاني وسوق الهال المسؤول عن مساندة قوات النظام التي تقاتل قوات المعارضة في حي جوبر، وتجمع حواجز المخابرات الجوية في شارع الثورة وسط دمشق وغيرها".
وتفاوتت ردود فعل سكان دمشق إزاء قصفها بالصواريخ. وأشار الطبيب هاني عبد العزيز، وهو أحد سكان دمشق، إلى أن القصف الصباحي على دمشق تسبب بحالة فزع بين السكان، الذين دخل معظمهم إلى الغرف الداخلية في بيوتهم أو نزلوا إلى الطوابق السفلية خوفاً من أن يصابوا بأحد الصواريخ الطائشة، وأكد أن هذا القصف زاد من معاناة السكان في العاصمة، نظراً لاستهدافه معظم أحيائها السكنية التي يرزح سكانها أصلاً تحت وطأة ضعف الخدمات والتشديد الأمني لقوات النظام السوري.
وفي السياق، اعتبر مروان فروح، وهو موظف في إحدى دوائر الدولة في دمشق، كان يقيم في الغوطة الشرقية قبل أن يضطر إلى تركها بسبب تدهور الأوضاع فيها نتيجة مجازر النظام، أن قيام "جيش الإسلام" بقصف دمشق بهذا الشكل "ليس إلا تكراراً لممارسات النظام السوري للأحياء السكنية"، لافتاً إلى أنه هرب من القصف الذي تتعرض له المناطق السكنية من قبل قوات النظام، لتلحقه الصواريخ على المناطق التي يسيطر عليها النظام.
في المقابل، رأى الناشط محمود الدوماني أن قصف دمشق يدحض رواية النظام التي يتحدث بها عن سيطرته على الأوضاع في سورية وقرب قضائه على المعارضة المسلحة، ويثبت القصف أن العاصمة "الحصينة" هي بكاملها "في مرمى نيران قوات المعارضة التي يمكن أن توقف الحياة فيها في حال قررت ذلك".
وجاءت مجزرة النظام، رداً على قصف دمشق بحسب ادعاء الإعلام الرسمي، كبيرة جداً، إذ كشف الناشط يمان العربيني لـ"العربي الجديد" قيام طائرات قوات النظام السوري بقصف تجمع مدارس مدينة عربين في غوطة دمشق الشرقية بثلاث غارات، الأمر الذي أدى لوقوع دمار كبير في المدارس ومقتل أكثر من سبعة أطفال من طلاب هذه المدارس وجرح العشرات منهم. كما أكد الناشط مهند الياسين قيام قوات النظام السوري بشن أكثر من خمس عشرة غارة جوية على مدينة دوما، أكبر مدن غوطة دمشق الشرقية، الأمر الذي أسفر عن سقوط خمسة عشر قتيلاً على الأقل وجرح أكثر من مئة آخرين في حصيلة أولية بحسب مصادر طبية في المدينة.