يواصل الدكتور الصيدلاني، فهد الظرافي، جمع الصور القديمة والنادرة لليمن وأرشفتها في ألبومات مع معلومات مفصلة حولها وذلك منذ 12 عاماً، ما راكم لديه أرشيفاً يحوي أكثر من 12 ألف صورة مطبوعة، إلى جانب آلاف الصور الرقمية المخزنة في حاسوبه، ما جعله في نظر مهتمين أبرز مؤرخ فوتوغرافي يمني وأرشيفاً كبيراً ترجع صوره إلى القرنين الماضيين وتعد ذاكرة للبلاد التي أنهكتها الحرب وطوت الكثير من ملامح ماضيها.
وينافس الظرافي المتاحف الوطنية ومراكز التوثيق وغيرها من الجهات الرسمية التي تبدي إعجابها بأرشيف تنبعث منه رائحة الماضي وكل ألوان الحياة فيه.
كما يروي ما لا ترويه آلاف القصص والتوثيقات الأخرى، وهو ما يشير إليه مكتب الثقافة في مدينة تعز (وسط البلاد) الذي عرض في فعالية نظمها أخيراً صوراً نادرة للمدينة خلال مائة عام، مؤكداً أن الأرشيف يشكل مصدراً لمعارض مستمرة تتناول حقباً زمنية مهمة في تاريخ اليمن.
ويقول مدير مكتب الثقافة في تعز (وسط اليمن)، عبد الخالق سيف، لـ"العربي الجديد" إن الظرافي عين اليمن وتعز خصوصاً وهو حالة استثنائية لصيدلاني تعلق قلبه وروحه بصور اجتهد في جمعها كثيراً ليظهر جمال وبهاء اليمن وحضارته.
وتختزل تلك الصور تاريخ اليمن ومدنه القديمة وموروثه الشعبي والثقافي والاجتماعي ومناظره الطبيعية وشوارعه وأريافه وحياة الإنسان فيه وذكرياته وأزيائه. كما توثق معالم أثرية يقدر عمر بعضها بالآف السنين، بينها معالم صامدة حتى اليوم وأخرى طواها الإهمال والخراب والحرب ولم يبق منها إلا الصور التي تخلدها وتذكر اليمنيين والعالم بها.
وجمع الظرافي ألبوماته ومجلداته من أصدقاء وهوات ومصورين محليين إلى جانب أطباء ودبلوماسيين أجانب عملوا في اليمن خلال فترات زمنية متفرقة، فضلاً عن سياح و رحالة ومستشرقين زاروها وألتقطوا صوراً لها.
ورغم انشغاله في العمل داخل صيدليته وسط مدينة تعز، إلا أنه يقضي عدة ساعات يومياً في تصفح صوره والبحث عن المزيد منها في المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي و غيرها من المصادر.
في السياق يقول الظرافي لـ"العربي الجديد" إنه يجمع ويؤرشف الصور التاريخية والنادرة للبلاد من الإنترنت والأصدقاء والأجانب، لافتاً إلى جمع أكبر قدر منها وهي كنز وقصة وتاريخ وذاكرة الماضي الحية للأجيال.
وتختزن ذاكرة الظرافي معلومات مفصلة عن الصور بما فيها زمانها ومكانها وملتقطها ومناسبة ذلك، ما أثرى معارفه في التاريخ والسياحة والموروث الشعبي والمواقع الأثرية والتراث والفن المعماري ومواطن الجمال في مختلف المحافظات اليمنية.
ويبدي الظرافي شغفاً في الاهتمام والعناية بصوره منفقاً مبالغ مالية في سبيل تنميتها والحفاظ عليها ، إلا أنه يخشى على جهود سنوات من التلف والضياع أو الحريق بعد أن طاولت نيران الحرب منزله بحوض الأشراف وسط المدينة والتهمت النيران محتوياته عدا النسخ الأصلية للألبومات وحاسوبه المحمول الذي استطاع أن ينقذهما.