وجاء هذا الطلب في الوقت الذي انعقدت فيه جلسة لمجلس الأمن الدولي، أول من أمس، حاولت خلالها موسكو الترويج لهذا الطرح. كما تزامن المقترح مع وجود كل من قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني في موسكو للقاء مسؤولين عسكريين. كما أتى المقترح الروسي بالتزامن مع استمرار محادثات جنيف السورية وسط أجواء التشاؤم التي تسيطر عليها، فضلاً عن استمرار التوتر على الحدود التركية السورية.
الضغط الروسي لم يتقصر على تصريحات وزير الخارجية الروسي، إذ جاءت كلمة المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي ليل الخميس الجمعة، لتصب في الاتجاه نفسه، بعدما "طالب بإغلاق الحدود السورية ـ التركية لأنه يجري عبرها تهريب النفط والأثار من الأراضي الخاضعة لتنظيم داعش"، على حد قوله. وزعم تشوركين أن ذلك "يجري بتواطؤ من تركيا أو بتغاضٍ من جانبها".
كما اقترح تشوركين نشر مراقبين مستقلين على هذه الحدود وفي ميناء جيهان التركي، وإمكانية النظر في فرض حظر تجاري ـ اقتصادي كامل ضد "داعش".
وقال المندوب الروسي، إنّ "الجانب التركي إذا كان يعتقد أنه يقوم بكل ما هو ضروري لمنع الإمدادات عن الإرهابيين، فمن الممكن التحقق من ذلك بمساعدة المراقبة المستقلة". وأضاف "ندعو الحكومة التركية لتقوم طوعاً بدعوة مراقبين دوليين للعمل على حدودها مع سورية، وفي ميناء جيهان".
ويأتي هذا التصعيد الروسي ضد تركيا في الوقت الذي أرسلت فيه القوات المسلحة التركية، تعزيزات عسكرية إلى حدودها مع سورية القريبة من ولاية كيليس، وذلك عقب الاستهدافات المتكررة لأراضيها من الجانب السوري خلال الأيام الماضية. وقالت مصادر صحافية تركية، إن القوات المسلحة التركية قامت، أول من أمس (الخميس)، بإرسال عدد من الدبابات إلى الحدود المذكورة. كما تم استهداف الأراضي التركية بالعديد من الصواريخ والقذائف التي أُطلقت من الأراضي السورية خلال الأيام الماضية، والتي أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في مدينة كيليس التركية الحدودية مع سورية. في المقابل، قصفت القوات المسلحة التركية، في وقت سابق، مواقع تابعة لتنظيم "داعش" في سورية، رداً على الاعتداءات التي طاولت الأراضي التركية، بالتزامن مع تقدم التنظيم على حساب المعارضة السورية إلى الشرق من مدينة إعزاز السورية الحدودية مع تركيا.