وفي السياق، علق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، على قضية اختفاء خاشقجي، مشدداً على أن "أميركا تتحمل مسؤولية خاصة عما حدث للصحافي السعودي، لأنه كان يقيم بها".
وأوضح خلال كلمة ألقاها خلال الاجتماع السنوي لمجموعة "فالداي" في منتجع سوتشي على البحر الأسود: "لقد عاش في الولايات المتحدة. لم يعش في روسيا، إنما في الولايات المتحدة. وبهذا المعنى تتحمل الولايات المتحدة بعض المسؤولية عما حدث له".
وشدد بوتين على أنه "من الضروري انتظار نتائج التحقيق في اختفاء الصحافي السعودي قبل تخريب العلاقات مع المملكة العربية السعودية".
وأضاف: "نحن لا نعرف ما حدث لخاشقجي، وينبغي أن ننتظر التفاصيل"، مستدركاً بقوله إن اختفاء الصحافي السعودي "أمر مؤسف بالقطع، لكننا بحاجة لفهم ما حدث".
وتساءل الرئيس الروسي: "لماذا ينبغي أن نقطع علاقاتنا مع السعودية؟"، قبل أن يجيب: "لا يمكننا إفساد العلاقة مع السعودية ما لم تكن لدينا حقائق ملموسة"، بحسب "رويترز".
إلى ذلك، أعلن مصدر في الرئاسة الفرنسية الخميس، أن الرئيس إيمانويل ماكرون "سيتحدث قريباً" مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، فيما ألغى وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير زيارة للرياض بسبب قضية خاشقجي.
ويعلن عدد متزايد من القادة عدولهم عن المشاركة في مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" لعام 2018، الذي ينظمه صندوق الاستثمارات العام السعودي بين 23 و25 الجاري، بعد أكثر من أسبوعين على اختفاء خاشقجي، وسط تقارير إعلامية بأنه قتل داخل القنصلية.
وأضاف المصدر في قصر الإليزيه أن "قرار برونو لومير تم بالتنسيق مع الإليزيه"، قائلاً إن "الرئيس اعتبر أنه في انتظار نتائج التحقيق، من غير المناسب أن يكون هناك تمثيل فرنسي على هذا المستوى. هناك أطراف فرنسية أخرى، ولا سيما شركات، ستشارك"، وفق ما نقلت "فرانس برس".
من جهته، ألغى وزير المالية الهولندي فوبكه هوكسترا، اليوم الخميس، خططاً للمشاركة في المؤتمر، كما ألغت الحكومة بعثة تجارية للسعودية كانت مقررة الشهر المقبل.
وقال وزير الخارجية ستيف بلوك، في رسالة إلى البرلمان "قرر مجلس الوزراء ألا يحضر وزير المالية مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض يوم 25 أكتوبر. لم تتمكن السلطات السعودية من تقديم توضيح لهذه المسألة الخطيرة (اختفاء خاشقجي)".
في غضون ذلك، طالبت منظمات العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش ولجنة حماية الصحافيين و"مراسلون بلا حدود"، الخميس، بأن تفتح الأمم المتحدة تحقيقاً في اختفاء خاشقجي.
وقال روبرت ماهوني، أحد مسؤولي لجنة حماية الصحافيين ومقرها نيويورك، في مؤتمر صحافي مشترك في مقر الأمم المتحدة: "يتعين على تركيا أن تدعو الأمم المتحدة إلى فتح تحقيق موثوق به وشفاف".
ورأت المنظمات أن التحقيق يجب أن يتيح تحديد ملابسات اختفاء خاشقجي وموته المحتمل، ويجب أن يكون هدفه تحديد كل من يتحمل مسؤولية في الأمر، والتخطيط والتنفيذ للعملية المرتبطة بهذه القضية.
ورأت المنظمات أن "مشاركة الأمم المتحدة ستكون أفضل ضمانة ضد محاولات تجنيب السعودية أي انتقادات أو حفظ الملف للحفاظ على علاقات أعمال مع الرياض".
ورأى كريستوف ديلوار من "مراسلون بلا حدود": "إذا كانت الأمم المتحدة مجندة فعلياً لمحاربة الإفلات من العقاب في جرائم تستهدف الصحافيين، فإن عليها أن تنخرط تماماً في إحدى القضايا الأكثر إثارة للصدمة في السنوات الأخيرة من خلال التكفل بالتحقيق".
من جهته، قال مدير هيومن رايتس ووتش لويس شاربونو: "وحدها الأمم المتحدة تملك المصداقية والاستقلالية اللازمتين لكشف من يقف وراء الاختفاء القسري لخاشقجي وتحميله المسؤولية".
كما اعتبرت شيرين تادرس، المسؤولة في العفو الدولية، أنه "إذا كانت الحكومة السعودية غير متورطة في ما حصل لجمال خاشقجي، فهي أكبر الرابحين من تحقيق غير منحاز للأمم المتحدة لتحديد ما حصل".
وعلى الصعيد ذاته، قال متحدث باسم حزب "العمال البريطاني" المعارض، الأربعاء، إن على بريطانيا النظر في فرض عقوبات على السعودية إذا لم تقدم إجابات وافية على الأسئلة الخاصة باختفاء خاشقجي.
وذكر جون ماكدونيل، المتحدث باسم الحزب في الشؤون المالية، للصحافيين في البرلمان: "إذا لم نحصل على الردود المشروعة التي نتوقعها، فإننا نظراً لعلاقتنا الخاصة بالسعودية يجب أن نكون إحدى تلك الدول... التي تتصدر ردود الفعل، وهو ما يعني فرض عزلة سياسية، بل ويعني أيضاً فرض عقوبات اقتصادية"، بحسب "فرانس برس".
وكان وزراء خارجية دول مجموعة السبع قد أكدوا، الثلاثاء في بيان، أنهم "قلقون للغاية" إزاء اختفاء الصحافي السعودي، ودعوا السعودية إلى إجراء تحقيق "معمق وموثوق وشفاف وسريع". وأضافوا: "إننا قلقون للغاية إزاء اختفاء الصحافي البارز جمال خاشقجي"، مشددين على أن "المسؤولين عن هذا الاختفاء يجب أن يُحاسبوا".
وتابع وزراء خارجية دول المجموعة (كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، المملكة المتحدة والولايات المتحدة) والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي في البيان: "نحن نشجع التعاون بين السلطات التركية والسعودية، ونأمل أن تُجري السعودية تحقيقاً معمقاً وموثوقاً وشفافاً وسريعاً كما أعلنت".
وأوضحوا: "إننا نؤكد التزامنا الدفاع عن حرية التعبير وحماية حرية الصحافة".
يشار إلى أن موقع "أكسيوس" أكد ما نشرته شبكة "سي إن إن" اليوم الخميس، حول مضمون اللقاء بين وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان الثلاثاء الماضي في الرياض، بشأن قضية اختفاء خاشقجي.
وقال الموقع إن بومبيو أمهل بن سلمان 72 ساعة لإنهاء "تحقيقه" في القضية، وإلا فستخسر السعودية مكانتها على الساحة الدولية.
وأعاد المصدر ما كشفه مصدر آخر لـ"سي إن إن" من أن بومبيو أبلغ بن سلمان أن عليه الإمساك بالوضع وأن يعترف، وأن كل تفصيل حول الحادثة يجب أن يخرج إلى العلن. وبحسب المصدر، فإن الابتسامات التي اضطر الرجلان إلى رسمها على وجهيهما خلال التقاط الصورة، انتهت معها.