استنكرت الهيئة العامة للطيران المدني في دولة قطر، ادعاءات هيئة الطيران المدني الإماراتي التي تتهم قطر بتهديد الأمن والسلامة الجوية، موضحةً أن طائرة عسكرية إماراتية دخلت المياه القطرية من دون أخذ إذن مسبق. وجددت الهيئة التأكيد، في بيان أصدرته ليل أمس الأحد، أن دولة قطر ملتزمة بأعلى معايير الجودة في المحافظة على معايير الأمن والسلامة للطيران المدني.
واتهم البيان القطري "الإمارات العربية المتحدة بأنها تتلاعب بالحقائق، بقصد تأجيج وتضليل المجتمع الدولي"، من خلال "الاتهامات الإماراتية بملاحقة مقاتلة قطرية لطائرة مدنية إماراتية في الأجواء التي تديرها البحرين"، فأوضح البيان أن "الطائرة العسكرية القطرية كانت محلقةً باتجاه شمال شرقيّ دولة قطر في مهمة معروفة لدى مقدم الخدمات الملاحية في مملكة البحرين، إثر دخول طائرة عسكرية إماراتية المياه القطرية من دون أخذ إذن مسبق من دولة قطر، وفي خطّ سير مقارب لخطّ سير الطائرة المدنية الإماراتية المشار إليها في بيان هيئة الطيران الإماراتية".
ولفتت الهيئة العامة للطيران المدني، في بيانها، إلى "أنها ليست المرة الأولى التي تتعمد فيها دولة الإمارات العربية المتحدة، إرسال طائرات عسكرية إماراتية للمرور بالأجواء بالتزامن مع مرور طائرات مدنية إماراتية من دون أخذ الإذن من الجهات المعنية في دولة قطر، على الرغم من النداءات المتكررة لمقدم الخدمات الملاحية في مملكة البحرين للتنسيق في هذا الصدد، وهو عمل غير مسؤول من دولة الإمارات ومملكة البحرين".
وأكدت أن "تتالي الشكاوى المفتعلة التي تصدر عن هيئة الطيران المدني في دولة الإمارات مصحوبةً بزخم إعلامي، ما هي إلا محاولات غير موفقة للفت الأنظار بعيدا عن اختراقات طائراتها العسكرية المتعددة للأجواء القطرية، منذ بداية الأزمة في يونيو/حزيران 2017، وبقصد التشويش على ملف شكاوى دولة قطر في (منظمة الآيكاو)، والذي سيتمّ البتّ فيه خلال الشهرين القادمين".
كما اتهم البيان القطري، مقدم خدمات الملاحة الجوية في البحرين، بعدم المهنية، وقال "إن استمرار مقدم خدمات الملاحة الجوية في مملكة البحرين في عدم المهنية وعدم التجاوب، والانحياز، في الوقت الذي يفترض فيه الحياد في تقديم خدماته، كونه المكلف بإدارة عملية الملاحة في هذه المنطقة، لهو مدعاة للقلق والاستنكار، لا سيما أن الأمر متعلق بتطبيق معايير دولية تستهدف أمن وسلامة المدنيين".
وأضاف "حريّ بكلّ من دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، التعامل مع قطاع الملاحة الجوية بمهنية وجدية ومسؤولية، بعيدا عن عمليات التسييس. كما تناشد هيئة الطيران المدني في دولة قطر، الجهات المعنية في كلا الدولتين، بالنأي عن التجاذبات السياسية والإعلامية، وإعلاء المهنية على كل الاعتبارات الأخرى".
وكانت الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتي قد زعمت، أمس الأحد، "أن مقاتلات قطرية لاحقت طائرة مدنية إماراتية أثناء عبورها الأجواء التي تديرها البحرين"، وأنها "عرّضت سلامة المسافرين على متن الطائرة وعددهم 86 مسافرا للخطر".
وتكررت الاتهامات الإماراتية للدوحة، بعدما تقدمت قطر بشكوى للأمم المتحدة، بعد اختراق طائرات عسكرية إماراتية مجالها الجوي، مطلع يناير/كانون الثاني الماضي وفي شهر ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.
وتعود آخر الاتهامات الإماراتية إلى أواخر شهر مارس/آذار الماضي، حينما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) أن الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات قالت إن "مقاتلتين قطريتين اقتربتا على نحو ينطوي على خطورة من طائرتين مدنيتين إماراتيتين خلال تحليقهما في المجال الجوي البحريني"، لكن الهيئة العامة للطيران المدني القطرية نفت ما ذكرته الهيئة الإماراتية.
وقالت وكالة الأنباء القطرية، في بيان: "نفت الهيئة العامة للطيران المدني جملة وتفصيلا ما ورد في بيان هيئة الطيران المدني الإماراتية من التعرّض لطائرتين مدنيتين إماراتيتين"، مشيرة إلى أن "الهيئة (الإماراتية)، بهذا البيان، تحاول التغطية على محاولات اختراق المقاتلات العسكرية الإماراتية للأجواء القطرية".
وتأتي تلك التطورات في ظل الأزمة الخليجية التي بدأت منذ 5 يونيو/حزيران الماضي، إثر قيام كل من السعودية ومصر والإمارات والبحرين، بقطع علاقاتها مع قطر، وفرض حصار جائر عليها.