في فلسطين المحتلة، لا تستطيع قلة الإمكانات الناجمة عن الظروف الصعبة التي يعيشها من يتجرعون كل ويلات الاحتلال، التي تمارس بحقهم، من الوقوف في وجه أحلام الفلسطينيين وإبداعاتهم وابتكاراتهم المتقدمة والمتطورة، فهنا تبقى الحاجة أم الاختراع.
ومن هنا، رأى حلم الطالب في جامعة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة أحمد الجعبري (22 عاماً) النور، بعد قرابة عامين، على الرغم من قلة الإمكانات وصعوبة الحصول على قطع تمكنه من تطبيق فكرة نظام "البيت الذكي" على أرض الواقع، وبعد قراره بتحدي كافة الصعوبات التي كانت تقف في وجه كل مخططاته في الخروج بمشروعه، وتنفيذه بكل ما هو متوفر بين يديه.
وتمكن بعد العديد من المحاولات، من اختراع نظام تشغيل يمكنه من التحكم عن بعد بالأجهزة الإلكترونية الموجودة في المنزل عن طريق شبكة الإنترنت، بتكلفة بسيطة لا تقارن مع تلك التكاليف الباهظة التي تحتاجها أنظمة التشغيل المتقدمة في العالم وتؤدي الغرض ذاته، وليس هذا وحسب، بل يعمل النظام ضمن برمجة واضحة لا تحتاج إلى ذلك الكم الهائل من التعقيد مقارنة مع غيرها من أنظمة التشغيل.
ويوضح الجعبري لـ"العربي الجديد" بأن النظام يعمل عن طريق الإنترنت بواسطة ثلاثة برمجيات يربطهما سيرفر خاص، وهي "الويب" و"المتحكمات" و"الشبكات"، حيث يتعامل المستخدم مع نظام الويب بشكل سلس، ويقوم بتوجيهه من أجل إصدار أوامر إلى نظام الشبكات، التي تقوم بتحويل الأوامر إلى المتحكمات والتي عليها تنفيذ تلك الأوامر.
ويشير إلى أن هذه العملية البسيطة تمكن المستخدم من الحصول على منزل ذكي من خلال إمكانات بسيطة. ويقدر تكاليف منزل مكون من أربعة غرف وبكافة أجهزته بما يقارب ثلاثة آلاف دولار، وهي أقل بكثير من تكاليف بعض الأنظمة التي قد تصل إلى 25 ألف دولار في بعض الدول.
وبحسب الجعبري فإن المستخدم اعتماداً على هذا النظام يستطيع معرفة ما إذا كانت الأجهزة الإلكترونية قيد التشغيل أو تشغيلها، كالتدفئة والتلفاز وحتى التبديل بين القنوات، ومعرفة أية مشكلة قد تحدث في المنزل كتسريب الغاز أو وجود عطل كهربائي ونشوب حريق ما، ويمكن التحكم فيها عن بعض وحلّها قبل تفاقمها.
واجه الطالب المخترع عدة صعوبات، أهمها توفير بعض القطع اللازمة للبرمجة، إضافة إلى انتظاره للحصول عليها لبضعة أشهر، كذلك اختلاف المشروع بعض الشيء عن تخصصه في علم الحاسوب، الأمر الذي دفعه إلى اللجوء للقيام ببعض الدورات التعليمية والتدريب المختصص بنظام الإلكترونيات والتعامل مع القطع.
وينوي في المستقبل القريب تطوير نظام التشغيل هذا، وتأسيس شركة مع بعض الأصدقاء في ذات المجال، من أجل الحصول على منزل ذكي بشكل متطور بتكاليف غير باهظة الثمن، تمكّن كل أفراد المنزل من التحكم بها دون أن يواجهوا أية صعوبات تذكر.