الفنانون أسماء مكرّسة في الفنون البصرية المعاصرة ومن بينهم الصيني آي ويوي والأميركية سوزان هيلر واللبنانيون زياد عنتر وباولا يعقوب ومروان رشماوي، والفرنسيان النحات تيو مرسييه وفنان الفيديو الذي يستخدم الإلكترونيات والطاقة في تجهيزاته لوران غراسو، إلى جانب فنانة الفيديو آرت والفوتوغرافيا البوسنية دانيكا داكيك.
هذه هي المرة الأولى التي يُقام فيها معرض في الموقع الذي تعتبره اليونسكو من التراث الإنساني العالمي، وهو معبد باخوس. يتكون المعبد في الأساس من ثلاثية معابد للمشتري وفينوس وباخوس، ويعود عمره إلى عام 27 قبل الميلاد، ويبعد حوالي 90 كيلومتراً عن بيروت.
تتصادى الأعمال المعاصرة بكل قوتها وعنفوانها ولمعانها وسلامتها مع محتويات الموقع التي تحتاج إلى ترميم أو المرممّة والتي مرّت عليها أزمان. من هنا فإن الأعمال المشاركة ترتبط بفكرة المكان ومرور الزمن.
العمل الذي يشارك به آي ويوي مثلاً هو بمثابة دعوة إلى الجمهور للجلوس في بيت صيني قديم تمّت إزالته بسبب التوسّع العمراني الحديث، ومحاولة نسج علاقة مع ماض وجغرافيا مجهولة بالنسبة إلى المتلقي، وذلك من خلال بيت أصبح أثراً بعد عين.
أما مروان رشماوي فيستكشف مستقبل الأركيولوجيا من خلال معالم وأبنية خلفتها الحرب، فأصحبت كأنها كبسولة زمنية. وعلى طريقتها تحاول سنثيا زافين، صاحبة التجربة في تأليف الموسيقى المرتجلة، أن تقدّم تجهيزاً صوتياً أو قناة صوتية تعبر فيها الزمان.
في حين يشارك زياد عنتر بمنحوتات إسمنتية في معرض بعنوان "مدينة الموتى"، وفيها يقدّم منحوتات كانت تملأ الفضاء العام، ثم يتتبّع مصيرها بعد ترميمها أو إبعادها أو تخزينها.
بالنسبة إلى لوريان غراسو فيشارك بفيلم بعنوان "شمس سوداء"، عن البراكين الثائرة في بومبي وسترومبولي والتي أخذت في طريقها العديد من الآثار وجرفت الأعمدة والمعابد، فظهرت كأنها قيامة حطّمت ما تبقى من الماضي الغابر المتمثّل في تلك الآثار.
كذلك يقدّم الفنان ثيو ميرسيه معماراً تجريبياً من خلال تجهيز يتكون من منحوتات مصنوعة من البوليسترين وضعها في مغارة لمدة عامين حتى تكوّنت عليها طبقات جيرية.
أما باولا يعقوب فقد اختارت بيروت في التسعينيات والحفريات التي قامت فيها لتظهر، من خلال عملها البحثي، طبقات متعددّة ومعقّدة من التاريخ.
"الفيلم الصامت الأخير" هو عمل الفنانة سوزان هيلر الذي تحاول فيه إعارة الفم للموتى، فتسجّل في تجهيز صوتي طويل لغات منقرضة وميتة تعيد الحياة إلى تراث معنوي لا تريد له أن يختفي بلا أثر.
أخيراً تعرض البوسنية دانيكا داكيك مجموعة من صور المهاجرين فاقدي الأوراق الثبوتية، ضمن مشروع حول الهوية وعلاقتها بالمكان والجعرافيا.