رغم أن الجامعات المصرية لا تهتم بتحفيز الإبداع والابتكار، إلا أنها لم تتوقف يوما عن ولادة مبدعين يبتكرون حلولا جديدة لمواجهة المشكلات. فخرج من كلية الهندسة جامعة القاهرة سبعة طلاب شكلوا فريق عمل لتقديم حل مبتكر وجديد لمواجهة مشكلة حوادث القطارات التي تنال من دماء المواطنين المصريين منذ سنوات.
وتنطوي فكرة الاختراع الذي يحمل اسم"Breaking Barriers" على جهاز استشعار يتم تركيبه قبل محوّل السكة الحديد (المزلقان) بمسافة معينة حسب سرعة القطار، على أن يكون الجهاز متصلا بمحرك المزلقان، وقبيل اقتراب القطار منه بمسافة وقطعه خط الاستشعار يرسل الجهاز الحساس أوتوماتكيا إشارات للمزلقان الذي يقوم بدوره بإغلاق جانبي المزلقان عن طريق أعمدة حديدية مثبتة في أرضية المزلقان.
تقول الطالبة بالفرقة الأولى كلية الهندسة، سمر فتحي لـ"العربي الجديد": إن تكرار حوادث القطارات خلال الآونة الأخيرة والتي غالبا ما يكون السبب فيها إهمال حارس المزلقان، هو الذي دفعنا لابتكار تصميم لجهاز جديد يقوم بالتحكم في عمل المزلقانات إلكترونيا، وبالتالي نتخطى أخطاء العنصر البشري ونحد من تكرار كوارث القطارات".
وقد حصل الجهاز على براءة اختراع من قبل أكاديمية البحث العلمي في مصر، كما حصد المركز الأول على مستوى الجمهورية في مسابقة "باس واي" لريادة الأعمال التي تنظم في مختلف محافظات مصر تحت رعاية الحكومة المصرية.
وعن تكلفة الجهاز تقول سمر فتحي: "إن نتائج الأبحاث والدراسات أثبتت أن الحكومة قامت بتطوير 40 مزلقانا في عدد من محافظات الجمهورية بتكلفة وصلت إلى 1.9 مليون جنيه للمزلقان، أما في حالة إدخال جهاز الاستشعار المبتكر ضمن منظومة العمل في خطوط السكة الحديد فلن تتعدى تكلفة المزلقان 300 ألف جنيه".
وتضيف سمر أنها ضمن فريق عمل متكامل، وأنهم أعدوا خطة عمل ونموذجا تطبيقيا للجهاز وتم اختبار إجراءات تشغيله على مزلقانات منطقة أرض اللواء بمحافظة الجيزة، وقد ثبت نجاح الجهاز وضمان سلامة التشغيل.
وتؤكد أنه بعد إجراء الدراسات اللازمة حول الجهاز، سننتقل إلى مرحلة التنفيذ بإدخال الجهاز ضمن منظومة العمل في وزارة النقل والمواصلات، مضيفة أننا نستعد خلال الفترة المقبلة للتوجه إلى القوات المسلحة، لأن "مفيش حد راضي يساعدنا" ونتمنى أن يكون لدى الجيش مبادرة لتبني المشروعات القومية المتعلقة بالنقل والمواصلات.