"والله لأزحفنّ بكِ إلى الجنة زحفاً حتى يكون التلكؤ منك لا منّي.. أيظن أصحاب محمّد أن يستأثروا به دوننا؟ كلّا، لنزاحمنّهم على الأبواب حتى يعلموا أنهم تركوا من خلفهم رجالا".
كانت هذه الكلمات آخر ما كتبه الطالب الراحل محمد أيمن على صفحته بفيسبوك.
قصة مقتل محمد أيمن، الطالب بكلية الحاسبات والمعلومات بجامعة عين شمس، الذي توفي اليوم الأربعاء جراء طلق ناري في الرأس أصيب به أمس في اعتداء لقوات الداخلية على مظاهرة لطلاب الجامعة، أثارت تعاطفاً كبيراً لدى طلاب الجامعات، خاصة أنه لحق بأعز أصدقائه، عبد الرحمن يسري، الطالب بكلية التجارة عين شمس، والذي استشهد أيضاً داخل الحرم في الفصل الدراسي الأول عقب اقتحام الشرطة حرم الجامعة.
ظهر الطالبان الراحلان معاً في صورة تجمعها داخل جامعة عين شمس قبل أن يرتقيا شهيدين، وتداول زملاؤهما صورة من حوار تم بينهما على موقع فيسبوك، يعِدان بعضهما أنه إذا نال أحدهما الشهادة أن يدعو له بالشفاعة عند ربه، وأن هذه الأمر عسى أن يكون قريباً.
دماء جديدة أريقت لشهيد جديد داخل حرم جامعة عين شمس، وسط صمت تام من الجهات المسؤولة، سواء داخل الجامعة أو خارجها، التي لم تعترف أصلاً بوفاته، يقول صديقه حازم طارق: إنهم واجهوا تعنتاً اليوم من النيابة في استخراج التصريح الخاص بمشرحة زينهم لإعداد التقرير الطبي للوفاة، مضيفاً أن أسرة محمد أيمن كانت "كعب دائر" اليوم بين قسمي الوايلي والأميرية، بالقاهرة، موضحاً أنه تم القبض على ثلاثة من طلاب كلية الطب، وهم: محمد نجيب ومحمد العريني وعمرو جمال، الذين كانوا معه لإسعافه قبل وفاته وانتقاله للمستشفى، واتهامهم بالشروع في قتله، وسط حصار شديد من قوات الشرطة للجامعة، ومنع دخول عربات الإسعاف.
يقول صديقه أحمد غنيم: إن أيمن كان من قيادات حركة طلاب ضد الانقلاب في جامعة عين شمس، وشارك في اعتصام رابعة العدوية، وكان دوماً يتمنى أن ينال الشهادة.. فنالها.