ينتاب الطالب الفلسطيني عماد طومان (11 عاما) شعور بالقلق الشديد إزاء عدم معرفته موعد بدء العام الدراسي الجديد في مدرسته التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، رغم بقاء بضعة أيام على انتهاء الإجازة الصيفية، التي لا تستمر عادة أكثر من ثلاثة أشهر.
وشارك طومان برفقة مئات الطلاب والموظفين العاملين في الوكالة، في مسيرة احتجاجية، اليوم الإثنين، للتحذير من خطورة تأجيل العام الدراسي، لفترة غير محددة، في حال أقدمت المؤسسة الدولية على تقليص مستوى خدماتها التي تقدمها للاجئين في مخيمات اللجوء، بحجة وجود عجز مالي في ميزانيتها العامة.
وانطلقت المسيرة التي دعا إليها اتحاد العاملين العرب بوكالة الغوث في قطاع غزة، من أمام إحدى المدارس وصولا إلى المقر الرئيسي للأونروا، وسط مدينة غزة، والذي شهد في ذات الوقت، وقفة احتجاجية لعشرات اللاجئين ومناصري الفصائل الوطنية والإسلامية.
وبيّن الطالب عماد لـ"العربي الجديد" أن جلوس الطلاب في منازلهم سيؤدي إلى ارتفاع مستوى الجهل بسبب عدم تمكنهم من الالتحاق بمقاعدهم في الموعد المعتاد سنويا، موضحا أنه لا يستطيع التسجيل في المدارس الحكومية أو التابعة للقطاع الخاص، نظرا لتدهور الأوضاع المادية لأسرته.
وطالب المشاركون في الفعالية الاحتجاجية، الوكالة بوقف تقليصاتها والعمل الجاد والسريع على إيجاد حل للعجز المالي الذي أعلنت عنه، بحجة عدم إيفاء الدول المانحة بتعهداتها، بما يضمن استمرار تقديم خدماتها للاجئين سواء في الدول العربية، أو داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
أما المدرّس أحمد توفيق فقال لـ"العربي الجديد" إن "قرابة 22 ألف مدرس باتوا مهددين بالبقاء في البيت عنوة والانضمام إلى صفوف البطالة، بجانب تدمير المسيرة التعليمية لأكثر من نصف مليون طالب فلسطيني، في حال أقدمت الوكالة على إجراءاتها التقشفية، التي تستهدف في غالبيتها القطاع التعليمي والعاملين فيه.
ورفع المحتجون، الذين تمكنوا من الوصول إلى داخل المقر الرئيسي للوكالة، لافتات باللغتين العربية والإنجليزية تحذر من خطورة تقليصات الوكالة على حقوق اللاجئين وعلى المسيرة التعليمية تحديدا، مثل: "التعليم خط أحمر"، "كفى يا وكالة الغوث مقامرة بمستقبل اللاجئين"، "من حقي العيش بكرامة".
في ذات السياق، وصف رئيس اتحاد الموظفين العرب في وكالة أونروا بغزة، سهيل الهندي، خلال كلمته في الوقفة، قرارات الوكالة الأخيرة بـ"الظالمة"، والتي ستزيد من معاناة اللاجئين، خاصة في القطاع، الذي يعاني منذ نحو تسع سنوات متواصلة من حصار إسرائيلي مشدد على مختلف مناحي الحياة.
وأكد الهندي أن إجراءات الأونروا تستهدف بشكل رئيسي القضاء على الشاهد الأخير على قضية اللاجئين ونكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، مشددا في ذات الوقت، على أهمية مواصلة الحراك الشعبي في كافة مخيمات اللجوء، وتحديدا في لبنان وسورية والأردن الضفة الغربية وغزة.
بدوره، أوضح القيادي في حركة الأحرار، صلاح شبير، لـ"العربي الجديد" أنه كان من المتوقع أن تساهم الوكالة في تخفيف المعاناة عن الفلسطينيين بدلا من زيادتها وإغلاق سوق العمل وفرص التوظيف، في وجه آلاف العاطلين من العمل من مختلف الفئات العمرية.
وحذر شبير من النتائج الكارثية المترتبة على تقليص الوكالة خدماتها في قطاعي التعليم والصحة، مطالبا الدول والمنظمات المانحة بتسديد الأموال المستحقة عليها للمؤسسة الدولية لكي تستمر في تقديم خدماتها دون تقليصات.
اقرأ أيضا:تحذيرات فلسطينية من تقليص خدمات الـ"أونروا"