يظهر في الهبة الجماهيرية الفلسطينية الدور الكبير للأطفال والفتيان. يشاركون في الوقوف في وجه الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى بكل السبل إلى وأد الانتفاضة، وإخضاع الفلسطينيين لجملة من الانتهاكات اليومية التي تثقل كاهلهم.
وفي بلدة تقوع شرق مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، ظهر طلبة مدرسة البلدة للذكور بمشهد لافت أصبح حديثاً للجميع، حين أقدموا على جمع كفالة يشترطها الاحتلال للإفراج عن أحد زملائهم في سجونه، والذي يعيش وسط عائلة ميسورة الحال.
قرر الطلبة وبالتعاون مع مجلس أولياء الأمور أن يقوموا بجمع مصروفهم المدرسي من بعضهم البعض، وتسليم عائلة الطفل محمد العمور في الصف الثامن مبلغ 2500 شيكل، وهي قيمة الغرامة التي فرضتها سلطات الاحتلال كشرط للإفراج عنه، بعد أن تم اعتقاله في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي خلال مواجهات اندلعت في البلدة.
اقرأ أيضاً: طواقم نابلس الطبية تطالب الأمم المتحدة بوقف اعتداءات إسرائيل
ويقول الأستاذ ماجد الشاعر، مدير مدرسة تقوع، لـ"العربي الجديد"، إن "هذه المبادرة أطلقها طلاب المدرسة، والتي تضم نحو 600 طالب، في خطوة دعم ومساندة لزميلهم المعتقل في سجون الاحتلال، وما قاموا به هو دلالة على الروح القيادية التي يتمتع بها الأطفال في المدرسة، والحس الوطني، إضافة إلى تعزيزهم لمفاهيم الشعور مع الآخرين".
وأضاف "المدرسة تدعم وتساند تلك المبادرات التي تعبر عن الطفل الفلسطيني، والذي يمكنه أن يفعل أي شيء من أجل المساهمة في أمور وطنية بناءة، وما قام به طلبة المدرسة ما هو إلا تعزيز لصمودهم في مدرستهم التي تتعرض لكافة أشكال القمع والتنكيل من قبل جنود الاحتلال".
اقرأ أيضاً: حظر كتلة "اقرأ" الطلابية الفلسطينية في جامعات إسرائيل
وتمكن طلبة المدرسة خلال يومين فقط من جمع المبلغ المطلوب وتقديمه لعائلة الطفل الأسير من أجل دفعها للاحتلال وإعادته إلى مقاعد الدراسة.
وتقع مدرسة ذكور تقوع الثانوية بالقرب من الخط الاستيطاني الذي يربط عدداً من المستوطنات الإسرائيلية ببعضها بعضاً، ويعتبر من أحد أسخن نقاط التماس مع جنود الاحتلال والمستوطنين في البلدة. وعادة ما يتعرض جنود الاحتلال لطلبة المدرسة ويقومون بتفتيشهم والتنكيل بهم واعتقالهم.
كذلك تندلع في كثير من الأحيان المواجهات بين جنود الاحتلال وطلبة المدرسة، والتي تعرضت في كثير من الأوقات لعمليات اقتحام وإطلاق لقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، فيما أصيب العديد من طلبتها خلال الهبة الجماهيرية الحالية بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط.
اقرأ أيضاً: كيف يتبادل فلسطينيو الضفة الغربية وقطاع غزة التضامن؟